الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 29 / نوفمبر 01:02

ليتعلم العالم (وأمريكا) من سياسة آيزنهاور تجاه اسرائيل

الإعلامي/ أحمد حازم
نُشر: 15/11/23 23:01

كافة الرؤساء الأمريكيين بدءاً من ترومان وحتى بايدن وقفوا الى جانب إسرائيل بكل أفعالها وقدموا لها كل أنواع الدعم العسكري والمالي والمعنوي والسياسي. حتى ان الرئيس ترومان اتهذ خطوة تعتبر سابقة من نوعها. عندما أصدرت الأمم المتحدة قرارها رقم 181 عام 1948 وهو قرار الاعتراف بدولة إسرائيل، لم يستطع ترومان الانتظار وسارع الى الاعتراف بإسرائيل كونها دولة بعد 11 دقيقة من القرار الأممى.
الرئيس الأمريكي السابق ترامب هو أكثر رئيس أمريكي قدم خدمات سياسية الى إسرائيل من خلال اتخاذ العديد من القرارات في هذا الشأن: قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس والاعتراف بها عاصمة موحده لإسرائيل، وقف الدعم لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أنروا) تمهيدا لشطب قضية اللاجئين، صفقة القرن التي جاءت استجابة وترجمة كاملة لاحتياجات إسرائيل ألأمنية ولا وجود فلسطيني حقيقي فيها, اعترافه بضم الجولان لإسرائيل، الضوء الأخضر بضم منطقة الأغوار الفلسطينية لإسرائيل، الضغط  للقبول بإسرائيل دولة عاديه دون الالتزام بالمبادرة العربية.
الرئيس الأمريكي الوحيد الذي غرّد خارج السرب ولم يلتزم أو ينصاع لـ "اللوبي الصهيوني" هو الرئيس دوايت آيزنهاور، الذي استطاع فرض قراراته على إسرائيل حسب المصالح الأمريكية وليس حسب المصالح الإسرائيلية. آيزنهاور كان يفرق بين أمرين: المصلحة العليا للولايات المتحدة كدولة عظمى لها مصالحها النابعة من رؤيتها لأمنها والأمر الثاني: مصلحة إسرائيل وليس بالضرورة التطابق بين المفهومين، بمعنى قد يحدث تعارض بين المصلحتين بغض النظر عن الالتزام بأمن وبقاء إسرائيل.
 من الأمور التي تسجل لآيزنهاور ضد إسرائيل: في شهر سبتمبر/أيلول 1953 أمر آيزنهاور بإلغاء كل المساعدات الى إسرائيل حنى تتوقف عن العمل في القناة التي كانت تبنيها لتحويل مياه نهر الأردن خارقة بذلك اتفاقات الهدنة للعام 1949 وكان من شأن هذا المشروع أن يضمن لإسرائيل التحكم بالموارد المائية المهمة لجميع دول المنطقة، وتلك المرة الأولى التي يقطع فيها رئيس أميركي كل المساعدات عن اسرائيل. وبعد أقل من شهرين أعلنت اسرائيل عن وقف العمل في مشروع التحويل.
في اعقاب العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر عام 1956 واحتلت بموجبه سيناء وغزه. مارس آيزنهاور ضغطا على إسرائيل وأصر على انسحابها بدون شروط ولم يخضع للضغوطات ألإسرائيلية. هذا الموقف لم يتكرر ثانية في إدارة أمريكية لاحقه، 
إسرائيل قررت وقتها الاحتفاظ بقوات احتلال في قطاع غزة الخاضع للإدارة المصرية آنذاك وكذلك في جزيرة شرم الشيخ الإستراتيجية عند نقطة الاتصال بخليج العقبة. أيزنهاور أعلن أن الولايات المتحدة ستؤيد قرارا تتخذه الأمم المتحدة تفرض فيه العقوبات إذا لم تنسحب إسرائيل من كل سيناء وغزة الأمر الذي أجبر إسرائيل على الانسحاب من الأراضي المحتلة.
وأخيراً...
العالم بحاجة الى رئيس أمريكي شجاع مثل آيزنهاور لأنه خير من عرف كيفية التعامل مع إسرائيل ومع الاحتلال. يوجد قول مشهور لآيزنهاور :"هل يمكن السماح لدولة هاجمت واحتلت أراض دولة أخرى بفرض شروط مقابل انسحابها؟ وإذا ما كان الأمر كذلك نكون قد أدرنا عقارب ساعة النظام الدولي إلى الوراء".  نحن وأيضا أمريكا بانتظار آيزنهاور جديد


 

مقالات متعلقة

.