الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 26 / يونيو 08:01

قمم العار لجامعة الدول العربية

احمد حازم
نُشر: 29/05/24 13:43,  حُتلن: 16:21

لم أكن يوما ما من المتفائلين بقمم جامعة الدول العربية، لأنها منذ تأسيسها في العام 1946 ولغاية قمتها الأخيرة في البحرين لم تخرج إلينا بنتائج واضحة وجلية ولا بمواقف جدية تجاه احداث الوطن العربي ولا سيما تجاه القضية الفلسطينية. والمتابع للبيان الختامي لقمة البحرين يرى الفضائح التي نجمت عن هذه القمة التي لم يشارك فيها كل القادة العرب.

الفضيحة الأولى تتمثل في المشاركة. وبالرغم من حساسية الموقف في غزة وخطورة ما يتعرض له شعبها من قتل وتهجير وتجويع لم يسبق له مثيل،  فان الجامعة العربية التي تضم  22 دولة، انعقدت على  مستوى القمة (القادة) في دورتها العادية الـ33 واستضافتها البحرين (المطبعة مع إسرائيل) للمرة الأولى، الا ان هذه القمة لم يشارك فيها سوى 14 رئيسا وملكا فقط والدول الأخرى أرسلت مندوبين عنها.

بالرغم من ان القمة العربية في البحرين انعقدت في ظل توترات متتالية وأزمات عميقة ومتداخلة تشهدها

المنطقة العربية وفي وقت حساس سياسيا في المنطقة ولا سيما فيما يتعلق بالحرب على غزة الا ان قمة البحرين أظهرت نقاطاً أساسية مثل: عدم الاهتمام بما يجري في المنطقة، واللامبالاة. بمعنى ان قمة البحرين هي قمة اللامبالاة.

 نقطة أخرى لا بد من الإشارة اليها وهي سرعة انعقاد المؤتمر، الذي لم يستمر سوى يوما واحدا او حتى بضع ساعات، وكأن المشاركين جاؤوا لرفع العتب او لإسقاط فرض عن الأنظمة العربية. وإلأ كيف نفهم ان قمة في هذا الظرف السياسي المهم للغاية لما يجري في الدول العربية من مشاكل وازمات المفروض معالجتها، ان يتم التطرق اليها خلال ساعات فقط، وفي بيان هزيل معيب علما بأن البيان الختامي كان جاهزا قبل الاجتماع، والقرارات التي تضمنها اقل ما يقال فيها انها جوفاء ومخزية في معظمها.

تصوروا ان قرارات قمة البحرين، لم تتضمن موقفا حازما صارماً لإنهاء الحرب على غزة. حتى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المفترض ان يكون ممثلا لشعب فلسطين وان يكون (منطقيا) لجانب أبناء جلدته، وجه اللوم لحركة حماس واتهمها بانها هي سبب الحرب على غزة معتبرا إياها وبسبب عملية طوفان الأقصى، انها سبب الجرائم بحق قطاع غزة، بمعنى انها (أعطت الذريعة للاحتلال لكي يشن الحرب على غزة!) حسب قوله. هكذا وبدون احترام للضحايا. وهنا أسـأل رئيس السلطة: هل كان الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة وكل الأراضي المحتلة يعيشون بأمان وسلام قبل السابع من شهر أكتوبر؟

الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، كان فلسطينيا أكثر من الرئيس الفلسطيني. فقد كانت كلمته أوضح كلمة قيلت في المؤتمر، بينما كانت كلمة امين عام جامعة الدول العربية كارثية ولم تصل إلى مستوى كلمة غوتيريش. أليس عارا على المشاركين في قمة البحرين أن لا يتحدث احد عمّا يجري في العالم من تظاهرات عالمية، وخاصة التظاهرات والاعتصامات في الجامعات الأمريكية والاوربية؟ أليست هذه منتهى اللامبالاة،

هؤلاء القادة العرب الذين التقوا في اجتماع قمة البحرين، عليهم قراءة قصيدة نزار قباني "يا تلاميذ غزة" ليروا ان التاريخ يعيد نفسه، بل ان التاريخ لم يمض أصلا، فمن أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت سنة 1987قال نزار قباني في مطلع قصيدته:

"يا تلاميذ غزة/علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا/علمونا بأن نكون رجالا/ فلدينا الرجال صاروا عجينا"

صدق الراحل لأن جامعة القمم العربية لا شيء لديها لفلسطين ، ولأن قادتها ليسوا رجالاً.

واخيراً...

لا أستغرب أبدا من سلوكيات الجامعة العربية. فماذا ننتظر منها وهي التي تأسست بإيحاء من بريطانيا ووزير خارجيتها أنتوني إيدن سنة 1943

مقالات متعلقة