الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 17:02

المصيدة في الطريق إلى البقالة


نُشر: 05/04/07 08:30

20% من الأطفال من سن 3 وحتى 6 سنوات الذين أصيبوا في حوادث طرق كمشاة كانوا في طريقهم إلى البقالة. السبب: هم في جيل لا يستطيعون فيه التفكير في شيئين في آن واحد: كيفية الحذر من سيارة قريبة والأغراض التي سيشترونها مقابل النقود التي بين أيديهم.
د. موشيه فاردي
هل ينصح بتشجيع الأطفال بالخروج من المنزل؟ هل نرسل الطفل الذي يشعر بالملل لشراء شيء من البقالة الواقعة قرب البيت؟ في أي سن يمكن أن نثق بأن قوانين السلامة والحذر  قد رسخت في ذهن الطفل ؟ هل سيكون بامان اكثر برفقة أصدقاءه أم العكس؟
حوالي 20% من مئات الأطفال في سن ما قبل المدرسة (3 إلى 6 سنوات) الذين أدخلوا إلى مستشفى بيت ليفينشتاين للتشخيص والعلاج إثر تعرضهم لحوادث طرق ، أصيبوا وهم في طريقهم لشراء الحلوى من البقالة الواقعة على الشارع المقابل قريبا من منازلهم. نلاحظ في الكثير من الأحيان أطفالا صغارا يحملون في أيديهم قطعة نقدية بقيمة شيكل أو عدة شواكل وهم في طريقهم  لرحلة الشراء الساحرة والمغامرة  من البقالة أو الدكان الواقع على الشارع المقابل بالقرب من المنزل. إن وفرة الألعاب واللعب الرخيصة والحلويات ذات الأشكال والألوان المختلفة توقظ خيال الأطفال ورغباتهم، غير أن هذا الانفعال ينسيهم ويغييب عنهم قواعد الحذر التي تعلموها من أهاليهم. وفي الكثير من الحالات تتحول رحلتهم الساحرة إلى البقالة إلى مصيدة قاتلة.

الإغراء والتفكير المنطقي
إن تطوّر الأطفال العقلي والمنطقي  في هذه السن لا يسمح لهم بالتفكير بشيئين في آن واحد: كيفية الحذر من سيارة قريبة والأغراض التي سيشترونها مقابل النقود التي بين أيديهم, وفي الغالب يتغلب الإغراء والرغبة الملحة لدى هؤلاء الأطفال في هذا السن على التفكير الموزون والحذر، وعلى قدرتهم في الحكم على الأمور. وهذه الظاهرة تعتبر أكثر شيوعا في المناطق التي تعيش فيها عائلات كثيرة الأولاد او منطقة تعاني من ضائقات اقتصادية ولا تتوفر فيها  شبكة طرق جيدة ومنظمة.
حوادث الطرق التي تقع في الطريق إلى البقالة هي أكثر شيوعا في الوسط العربي الذي تعتبر فيه البقالة منطقة للهو بالنسبة للأطفال الذين يحصلون على قطعة أو قطعتين نقديتين من أهاليهم لشراء الحلوى من البقالة. العديد من الأهالي الذين يتم تحويلهم إلى المركز الطبي في أعقاب المشاكل التي تنجم عن حادث طرق يندهشون حين يقوم الطبيب المكلف بمعالجة طفلهم، والذي يلتقي بهم لأول مرة، بسؤالهم عما إذا كان الحادث قد وقع في الطريق إلى البقالة، فيسألونه كيف علم بذلك.

فما العمل اذا ؟
توعية الأهل عامة والأهل الذين يعيشون في مناطق أكثر عرضة لهذا الخطر خاصة، بأنّ الأطفال الذين تبلغ أعمارهم تحت سن 6 سنوات هم عرضة للخطر إذا ما حاولوا قطع الطريق وحدهم، وخصوصا إذا ما كانت تنتظرهم على الجهة المقابلة من الشارع إغراءات ومثيرات. فإذا كان الأهل يرغبون بمكافأة طفلهم ومنحه جائزة فعليهم أن يشتروها هم بأنفسهم ويحظر عليهم إعطاءه النقود التي قد تؤثر على قدرته في الحكم على الأمور وتقدير الأخطار.
تحذير السائقين عن طريق خطوط المشاة والإشارات الملائمة والبارزة التي تنبهه بأن الأطفال في هذه المنطقة قد يندفعون إلى الشارع كما هو متّبع بالقرب من المدارس.

مقالات متعلقة