الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 11:01

الانثى هي الاصل- بقلم :محمد عواودة


نُشر: 21/04/09 16:24

كلما عدنا بالزمن الى الوراء نرى كيف كانت الحياة افضل من الان وكيف كل شيء يتغير ونقول ليت الزمن يعود بنا , ونرى كيف هناك امور اجتماعية نراها الان قد تخطت كل الخطوط الحمراء من حيث الاداب والاخلاق والعادات والتقاليد والقيم المتعارف عليها اجتماعيا , وبسبب تخطينا لهذه الخطوط لم نعد نذكر ما هي القيم والخطوط تلك التي يجب ان نحافظ عليها ولا نستطيع ان نردع انفسنا عند اقبالنا عليها , ولكن نحن اليوم او ما نحن عليه هو ان لم يعد للاحترام مكان ,  لم يعد لقيمة الانسان مكان في مجتمعنا , قيمة الانسان مع بزوغ كل شمس لا تراها تنخفض فحسب بل تنعدم حتى وصلنا الى معيشة الغابة وقانون الغابة الذي يحكم للقوي ويظلم الضعيف ليس لان لا حول له ولا قوة بل لانه متفهم المجتمع وثغراته ومشاكله والمتعلم والمثقف هؤلاء هم الضعفاء بالنسبة للمجتمع الذي يرى القوي بالعضلات وليس قوي العقل والفكر .
مجتمعنا هذا اتجاهه نحو الهاوية لكن قبل ان تقع المصيبه ويسقط في الهاوية وبعدها نحاول بكل وسيلة ان نخرجه من محنته تلك علينا النظر اولا في كيفية انعاشه ؟ وما هو اوكسجينه لانعاش جسده على المدى البعيد؟ وكيف يتقدم مجتمعنا هذا ,  بدلا من النظر للافضل على انه بعيد لا بل على انه في متناول اليد ؟
ما هي اعمدة مجتمعنا وكل المجتمعات ؟ على ماذا يرتكز في بناء اجيال واجيال ؟ كيف نبني عقولا متحررة تفكر تصنع التقدم والتحضر وليس العكس وليسة متحجرة ايضاً .
ان كل مجتمع يتكون من ذكر وانثى  وهذا منذ الخليقه ولا يختلف عليه اثنان لكن المختلف في كل مكان هو من الذي يتقدم على الاخر ؟ من الذي منهما اساس المجتمع ؟ من هو الاصل ؟ هل هو صحيح انه يجب ان يكون هناك تساوي بين الرجل والمرأه او الذكر والانثى ؟
كما هو متعارف عليه في كل مجتمع ان الرجل هو الاقوى وهو الاساس ولا يتساوى مع المرأه ولا باي شكل وفي النهايه ينتج انه بالطبع هو الاصل ومن دونه الانثى ليس لها وجود ولا كيان حتى .
لكن ما هو غير معروف ان كل هذا كلام عاري عن الصحة كلام ليس له من اصل ولا معنى ولو فكرنا فيه لسوف نتجه نحو الحقيقه ولم اقل لوجدنا الحقيقه بل نتجه لاننا بعيدين عنها كثيراً ومن هنا نبعت في داخلي فكرة الانثى هي الاصل لانني ارى اننا بعيدين كل البعد ذلك العنوان وان هذا البعد يصنع الفكر المزيف والمشاكل الكبيره والطلاق ايضا وحتى الانتحار .
لو عدنا بالزمن الى زمن الاديان والرسل لوجدنا ان المرأه كرمت وعاشت ملكة في ذاك الزمن حيث كانت تحترم في بيت ابيها منذ طفولتها وتاخذ كامل حقوقها بالتساوي مع اخيها , واذا كبرت تحترم ويغار عليها الاب والاخ من السنة الناس فلا تضرب ولا تسجن في البيت بل تعيش في حرية لكن ضمن الاصول , واذا تزوجت كان ذلك بكلام الله وميثاقه فيحتضنها زوجها من بعد ابيها واخيها فيكون لها الزوج والاب والاخ والصديق ويرعاها ويكرمها ويحترمها ويرفع عنها كل اذى وكذلك اولادها أي ان الاحترام ليس بمقصور على الزوج والاب والاخ لا بل على الاولاد ايضا , وهذا حتى يوم لقائها برب العالمين .
ولو اطلعنا على تاريخ البشرية الى ما قبل الديانات ما قبل الاسلام والمسيحية واليهودية لوجدنا ان المرأه هي كائن اخر نسبة لزماننا هذا بمعنى ان قيمة وكيان واحترام المرأه يختلف فنجد الذكر لا يختلف عن الانثى ولو بفارق واحد فقط وذلك بغض النظر عن الاعضاء الجنسيه التي تفرق جنس الذكر عن جنس الانثى , لكن بسبب قدرة الانثى على الانجاب حينها ادركوا بان الانثى هي الاصل وهي اعلى قيمة من الرجل بسبب تلك الميزة , قدرتها على الانجاب التي منحها الله اياها وميزها عن الرجل فمن هنا علينا ان ننظر الى الانثى على انها هي التي تصنع الاجيال وتصنع المجتمع فالرجل يخرج من رحم الانثى رجلاً , لكن هل تعلم قبل خروج ذلك الرجل ما يدور في رحم الانثى ؟
ان الجنين الذي يكون في اول الحمل في رحم الانثى هي انثى وليس ذكر كما هو معروف وهذا اثبت علمياً على انه حتى الاسبوع السادس الجنين يكون في رحم المرأة انثى حتى يبدأ الهرمون الذكري عمله , لكن لو لم يتدخل الهرمون الذكري وحتى الانثوي لسوف يخرج الجنين انثى مكتملة الصفات وتعيش مراحل نموها كأي فتاة اخرى . ولحتى نرى ان الانثى هي الاصل , فقد استنتج علمياً ان الجنين الذكري اذا استؤصل منه الخصيتان سوف يكمل نموه كجنين انثى ومكتملة الصفات .
ان كل هذه المعلومات تثبت على ان الانثى هي اصل الحياة لكن الذين عاشوا قبل الميلاد لم يعرفوا شيأً عن تلك المعلومات ولكنهم كانوا يعلمون معلومة واحدة فقط على ان الانثى هي التي تنجب اذاً فهي الاساس والاصل , وعلى تلك الخلفية اعتمدوا في تعاملهم معها , وبرقي تعاملهم هذا مع المرأة , وصلت الى الملوكية والالاهية في ذاك الزمان فقد كانت الهة الاخصاب والولادة والخضرة والوفرة والخير والحب والجمال والسرور والموسيقى , كالملكة نفيرتيتي .
لم تقف حدود المرأه هنا لا بل تخطتها في المساواة مع الرجل فقد كان الميراث من حق الانثى الاكبر وليس الرجل , وكذلك الابن ينسب للام أي انهم كانوا يقولون هذا الولد او البنت ابن فلانه وليس فلان , هذا بالنسبة للابناء الشرعيين اما الغير شرعيين فينسبون للام في جميع الاحوال .
اليوم ....... ما عليه الانثى اليوم هو عكس ذلك ...... المرأه اليوم هي التي تهان هي التي تحتقر امام الرجل هي التي ليس لها قيمة المرأه عليها ببيتها لكن اذا كانت قدرتها العلميه والفكري تضاهي الرجل فيجب ان تحبس في البيت لكي لا تخرج وتحطم الرجل بفكرها ..... هذه هي المرأه اليوم .....  نراها تنجب الاطفال تحضنهم من البرد تخاف عليهم لانهم قطع منها , ونجد الرجل الذي يعمل في الخارج ويعود الى البيت ويضع المال ياخذ طعامه سريعا لماذا لان لديه لقاء مع صديقه وبعدها يخرج ولا يعود الا لمنتصف الليل وبهذا لا يرى اولاده ابدا لا يجلس مع زوجته ويتناقشون بامور البيت والاولاد , فاين العدل ؟ العدل ان الرجل يعمل فقط , العدل ان لا يعلم باي صف ابنه بالضبط , العدل ان يساله عن تحصيله العلمي اخر الفصل دون ان يساله عن وظائفه البيتية قبل والامتحانات , العدل ان لا يحاور ابنائه ويصادقهم ويشعرهم بالحنان حنان الاب الذي يختلف كلياً عن حنان الام , هذا هو العدل بالنسبة لنا ان الابن يسأل اباه لماذا لا نراك الا دقائق , لماذا لا تداعبنا تمازحنا كما تمازح الغريب , والاجابة تكون انني اعمل جاهداً طوال النهار واصل الى البيت للراحة وليس لاسئلتك التافهه تلك  ارجوك ابتعد عني الان ..... هذه اجابة اب لابنه .
واين المرأه من كل هذا التي كما يقال في جميع الديانات كرامتها محفوظة وهذا صحيح , لكن ما على ارض الواقع عكس ذلك الدين لا يطبق يقولون الرسول كان يضرب زوجته فنحن سنكون معصومين عن الضرب والخطأ ....... نعم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فعلها لكن ضرب الرسول ليس كما يضربون رجال اليوم فقد قال رسول الله : ( لا يجلد احدكم امرأته جلد العبد ثم يضاجعها ) لكن من جهة اخرى سمح الله ورسوله بالضرب فقد قال تعالى \" واللاتي تخافون نشوزهم فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا \" صدق الله العظيم .
هنا لا يقصد بالضرب على اتفه الاسباب واصغرها وبعد كل غضب ينتهي بالضرب بل لاسباب مثل : انها خرجت عن النهج الصحيح وسارت على خطى الشيطان والمرأة .
فاننا نرى بهذا السبب وغيره من الاسباب التي تؤدي الى الضرب على انه سبب وجيه ويستحق العقاب لكن ليس عقاب رجال اليوم الضرب المبرح كضرب حيوان حتى الموت ولا كجلد عبد حتى ترى علامة السوط على الجلد وقطرات الدماء , ولا ضرب التشفي والانتقام . لكن الذي يوصي به رسول الله هو ضرب مؤدب أي انه تاديبي والضرب التاديبي يكون فيه نوع من العاطفة واختفاء القسوة , لكن هذا لا يطبق ويطبقون ما يناسبهم ويناسب رجولتهم , يقولون ان المرأه كانت تختلف قبل كانت تخدم الرسول وترعاه حتى انه تضع الحذاء عن قدميه وتغسل له القدمين بيديها وهو يشكرها ويلاطف شعرها ووجهها  لكن اليوم هذا معدوم , اتعلم لماذا ؟ لانها لا ترى منك الاحترام الثقة والحب والعاطفة الحنان الرجولة التي تستطيع المرأه الاعتماد عليها بانها سندها , فان جاأت لتخلع الحذاء عن قدميك وفي النهاية تضربها به لماذا ؟ لكي تفرض رجولتك ؟
فاذا كان الرجل كهذا فهو معدوم الرجوله ليس بالرجل من يضرب مرأه هذه يعترف بها هو ايضاً لكن خارج البيت ,  اما داخله فالرجل الذي يبرح المرأه ضرباً .
نحن بوسعنا ان نكون افضل ..... بوسعنا ان نحترم المرأه , ونصونها ونضعها على كفوف الراحة نصنع اجيالا تحافظ على حقوق المرأه , اتعلم ماذا تفعل امريكا لتهدم شعباً وامه بأكملها وهذا ما نراه اليوم ؟ تفسد النساء تفسد افكارهن وتغير من عاداتهن لان النساء من تصنع الاجيال واذا افسدت النساء افسدت الاجيال اجمع . دعونا نضع حدا لتلك الاقاويل بان المرأه عار على المجتمع ونثبت عكس ذلك بانها اساس واصل المجتمع , دعونا نكرمها نعطيها كامل حقوقها لكي تصنع لنا رجالا نناضل بهم في ايامنا العصيبة تلك , دعونا نعطيها حريتها ونضع عنها تلك القيود لكي نراها تصنع لنا التقدم ونفخر بها ونكون بسببها من الاوائل في العالم , دعونا ان ننزع من انفسنا تلك المعتقدات التافهه والحقيرة بأن تقدم المرأه يحطم الرجل وأي رجل لا يستطيع ان يرى زوجته افضل منه لماذا ؟ ما العيب في ذلك لكن نحن نعلم بأن هذه هي طبيعة الرجل ولا تتغير ابداً لكن نقلل منها نستطيع , بان ندفعها للعمل للانجاز ونشعرها بان الامه كلها خلفك وزوجك سندك الاول والاخير . هكذا نتقدم ونبدأ خطواتنا نحو التقدم ونحو الدرجات الاولى من السلم الحضاري الذي يعتمد في اساسه على المرأه ........ المرأه هي الاصل .

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.71
USD
4.03
EUR
4.70
GBP
246945.04
BTC
0.51
CNY