الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 10:02

حازم ريان- اليسار الإسرائيلي الجديد بجامعة حيفا

كل العرب-الناصرة
نُشر: 28/11/10 13:14,  حُتلن: 08:15

حازم ريان في مقاله:

حزب ميرتس كان داعماً للحرب الغاشمة على أبناء شعبنا في قطاع غزة الصامد الذي ما زال محاصراً ويعاني ما يعانيه من مآس وويلات

نتائج الانتخابات في جامعة حيفا اتت لتؤكد الطرح الوطني للتجمع ولتباغت المشروع المتلعثم الذي طرحه الجبهة والحزب الشيوعي الاسرائيلي

الجبهة والحزب الشيوعي الاسرائيلي فضّلت التحالف المعيب مع أعداء المشروع الوطني، ليس فقط من أجل كسب المقاعد فحسب لا بل من إيمان مطلق واستراتيجية باتت واضحة جليا

آن الأوان أن نذكر من نسي منا الشعار الذي رفعته "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" في انتخابات الكنيست الأخيرة الا وهو: "نبني يسارا جديدا". قبل أن تخوننا الذاكرة ها هم يعودون من جديد ليؤكدوا هذا الطرح، وهذه المرة من خلال خوضهم لانتخابات النقابة العامة في جامعة حيفا ضمن قائمة "كامبوس لكولانو" والتي تضم بداخلها أحزابا صهيونية (ميرتس، هشومير هتسعير، الزاوية المستقيمة)، مفضلين هذا التحالف على تحالف عربي قد دعا له التجمع الوطني الديمقراطي مرة تلو الاخرى وخاصة في ظل تصاعد قوى اليمين وتفاقم العنصرية في الجامعة والمجتمع الاسرائيلي على حد سواء، الا انهم رفضوا ذلك رفضا قطعيا من منطلقات ومبررات والتي لا تمت للعروبة والوطنية بصلة، فقد وصفوا التجمع بـ"اليمين القومجي" باعتبار ان "ميرتس" هي الأقرب لهم فكريا كونها من "قوى اليسار".

بناء اليسار الجديد
نذكّر في هذا السياق أن حزب ميرتس كان داعماً للحرب الغاشمة على أبناء شعبنا في قطاع غزة الصامد الذي ما زال محاصراً ويعاني ما يعانيه من مآس وويلات، ولا بد لنا أن نذكّر ايضاً بما قاله زعيم حزب ميرتس الأسبق يوسي سريد "هشّموا أقدام من خرج للشارع" من المواطنين العرب "، ومقولته الشهيرة: إبحثوا عني" في هبّة القدس والأقصى عام 2000.
لقد فضّلت الجبهة والحزب الشيوعي الاسرائيلي هذا التحالف المعيب مع أعداء المشروع الوطني، ليس فقط من أجل كسب المقاعد فحسب لا بل من إيمان مطلق واستراتيجية باتت واضحة جليا وهي ما يسمى بـ"بناء اليسار الجديد".

تدجين المواطن العربي الفلسطيني
إن الحركة الوطنية لا يمكن لها ان تقف مكتوفة الايدي أمام بناء مشروع من هذا النوع والذي يحمل في طياته تدجين المواطن العربي الفلسطيني واستعادة موديل "العربي الإسرائيلي" الذي تركز المؤسسة الاسرائيلية جل جهدها من اجل تذويته في أذهان شبابنا الوطني الواعد الذي يفاجئ مرة تلو الاخرى بقوة عزيمته وتصديه لهذه المشاريع وعلى رأسها الخدمة المدنية.

دولة لجميع مواطنيها
من الجدير ذكره أن التجمع الوطني الديمقراطي لا توجد لديه أية مشكلة مبدئية في قضية الشراكة مع القوى اليهودية الديمقراطية الحقيقية، بحيث أن التجمع هو الحزب الوحيد الذي يطرح حلا للصراع العربي اليهودي بطرحه دولة لجميع مواطنيها، لا بل وهناك مرشحون يهود في قائمة التجمع للكنيست، ولكن ليس ابداً حسب قاعدة "الراكب والمركوب" أو منطق "الفارس والفرس". حيث ان في العمل المشترك في هذا السياق الغاية لا تبرر الوسيلة.
لقد اتت نتائج الانتخابات في جامعة حيفا لتؤكد الطرح الوطني للتجمع ولتباغت المشروع المتلعثم الذي طرحه الجبهة والحزب الشيوعي الاسرائيلي، حيث كان على الطالب العربي ان يختار ما بين تمثيل عربي وطني خالص او تمثيل عربي إسرائيلي مشوّه، فكانت النتيجة أن حصد التجمع الغالبية العظمى للأصوات العربية وحافظ على مقعده في النقابة العامة، ومعاقبة الجبهة وتحالفها مع ما يسمى بـ"قوى اليسار الإسرائيلي" بخروجها بخفّي حنين وحصولها على صفر مقاعد.
من الجدير ذكره ان الجبهة كانت قد حصلت في السنة السابقة على مقعد، وحليفتها قائمة الزاوية المستقيمة كانت قد تمثلت بمقعدين عندما خاضوا الانتخابات كل على حدة.

الجبهة تحصد ثُلث أصوات جنود الاحتياط!!
من خلال متابعتي الدقيقة لنتائج الانتخابات فإن من أشد ما أثار انتباهي وقلقي في ذات الوقت هو حصول الجبهة وحلفاؤها من القوى الصهيونية على 6 اصوات من أصل 18 صوتا لجنود الاحتياط في جيش الاحتلال الاسرائيلي. فمبارك اختراقكم لشريحة لا يشرّف الحركة الوطنية اختراقها.
ولا بد ايضا لكل من شاهد عملية فرز الاصوات ان يستهجن النتيجة التي افرزتها كلية الحقوق التي تتألف من ثلاثة مقاعد، حيث ترشح من قبل قائمة الجبهة وحلفائها مرشّحان يهوديان وآخر عربي، الا ان كمية الاصوات التي حصل عليها المرشح العربي كانت اقل بكثير من التي حصل عليها الاخران مع العلم انهم ينتمون الى ذات القائمة "اليسارية"!! فقد أدلى "اليهود اليساريون" بصوتهم الثالث للمرشح الصهيوني من قائمة "ستودنتيم بلوس" اليمينية باعتباره أكثر يساريا من المرشح العربي الجبهوي.

الشراكة الحقيقية!
أبارك لكم حصولكم على أصوات صهيونية خالية المضمون لم تحصلوا عليها من قبل، وبهذا احييكم على انجازكم في زيادة كمية الاصوات التي تدعونها. المثير للسخرية هو ترديد الجبهة لشعار "هاي هي هاي هي الشراكة الحقيقية" بعد ظهور النتائج، كفاكم تشويها للعقل العربي.. كفاكم تمويها.. كفاكم... كفاكم... لا بد لي ايضا من التنويه الى أن هناك العديد من الشباب المحسوبين على كوادر الجبهة المطّلعين على حقيقة الأمر كانوا قد عبروا عن امتعاضهم من نهج الجبهة والحزب الشيوعي الاسرائيلي الذي وصفوه بالمسيء والمعيب بحق الحركة الوطنية من خلال تحالفهم مع القوى الصهيونية، وساندوا التجمع بمعركته لكسر هذا المشروع.

الحسرة والألم
وهناك ايضاً مجموعة أخرى قد استوعبت خطاب التجمع في يوم الانتخابات ذاته، فقد بدا واضحاً في عيونهم نوع من الحسرة والألم عندما وقفوا جانباً ينظرون الى كوادر التجمع وهم ينشدون الاغاني الوطنية ( بلادي، موطني...) داخل الحرم الجامعي تحت سقف العلم الفلسطيني، في حين ينشد كادرهم الأحمر أغاني بالعبرية ( بينها "من لا يقفز هو أصفر!).. طبعاً لا يملكون الجرأة على إنشاد الأغاني الوطنية كي لا يغضب منهم مصوتو "اليسار" الإسرائيلي. وهذا هو تطبيق عيني لقاعدة الراكب والمركوب. وأخيراً ومن منطلق الحرص على توسيع الصف الوطني تراودني بعض التساؤلات التي لا بد لي من التطرق اليها:
• هل كان هذا التحالف مجرّد بالون اختبار لفرض استراتيجية جديدة على الساحة الا وهي " اليسار الجديد" ؟
• هل القواسم المشتركة بين الجبهة واليسار الصهيوني أقوى منها بينها وبين الأحزاب العربية الأخرى مع كل الاختلافات اجتماعياً كانت ام سياسية ؟
• هل ستعتبر الجبهة من نتائج هذه الانتخابات وتعيد النظر باستراتيجية تحالفاتها لاحقاً؟

مقالات متعلقة