الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 19:02

الأب نداف:الناس يعتقدون أن الروم جماعة طلاق لكنهم ينسون ان الزواج ابدي

كل العرب
نُشر: 05/07/11 14:17,  حُتلن: 18:58

الأب جبرائيل نداف في مقاله:

الرغبة في الطلاق رغبة الانسان الساقط الذي لم يذق النعمة

الإنسان المتقلب غير المهيأ للشراكة البشرية القائمة على العهد ليس مؤهلا للاقتران بإمرأة

الذي يتسرع بالقول أنه قادر على الطلاق لم يفهم أننا أعضاء في كنيسة المسيح التي تتعالى عن الشهوة

الناس يعتقدون أن الأرثوذكس جماعة طلاق وأن الذي يعاني صعوبات في حياته العائلية يقرر الطلاق ويحصل عليه

فسخ الزواج صعب جدا في كنيستنا لأن هذه الكنيسة كنيسة الوحدة الزوجية وإننا نؤمن بأن الإنسان يرتبط في زواج أبدي

التعقيدات يواجهها الانسان بالصلاة والصبر وإيلاف قرينه وقبول قرينه مع تحمل العيوب التي تظهر عليه والنقائص والخطايا

البعض يعقد الأمور ويظهر الصراع المستحكم بين الحماة وكنتها وكأن الحماة لا تطيق امرأة اخرى في حياة إبنها وترغب دائما في الاستيلاء عليه ولو شاخ

إذا أحسستم بخلاف في العائلة الجديدة فأصلحوا ما بين ابنائكم وزوجاتهم وردّوهم بعضا الى بعض أَكرِهوا ابناءكم ليعودوا الى نسائهم او بناتكم للعودة الى رجالهن

بعد أن تكاثرت أحكام الطلاق جيلا بعد جيل أخذ بعض الناس يعتقدون أن الأرثوذكس جماعة طلاق وأن الذي يعاني صعوبات في حياته العائلية يقرر الطلاق ويحصل عليه. ما يجب الإنتباه إليه أن المصاب بمشكلة لا يقرر الطلاق متى حلم به ولأي سبب.


الأب جبرائيل نداف

فسخ الزواج
يجيئون إلينا ويقولون: جئنا لنطلق. هذا هو التناسي أن فسخ الزواج صعب جدا في كنيستنا لأن هذه الكنيسة كنيسة الوحدة الزوجية وإننا نؤمن بأن الإنسان يرتبط في زواج أبدي. فإذا قال الله: "ما جمعه الله لا يفرقنّه إنسان" يجب التفكير بأن كسر العائلة لم يوضع في أيدي الناس. ما أود تأكيده هنا أن الذي يتسرع بالقول أنه قادر على الطلاق لم يفهم أننا أعضاء في كنيسة المسيح التي تتعالى عن الشهوة. الرغبة في الطلاق رغبة الانسان الساقط الذي لم يذق النعمة. العائلة عندنا هي مكان النعمة والتقديس والمؤمن يستجيب للنعمة ولا ييأس. إنها قادرة أن ترفعه وتساعده على تجاوز الشدة. ما من شدة مهما عظمت قادرة أن ترمينا في اليأس.

الإتحاد بين المخلّص وكنيسته
يجب أن نؤمن بقدسية الزواج على صورة الإتحاد القائم بين المخلّص وكنيسته. والإنسان يستعد للنعمة بالنضج، نضج النفس والشخصية. فالإنسان المتقلب، غير المهيأ للشراكة البشرية القائمة على العهد ليس مؤهلا للاقتران بإمرأة. الرجل-الطفل غير القادر على القرار الحر والمسؤول يعرّض حياته العائلية للهتك. الإرتباط على مدى الحياة يعني أن نتوقع المصاعب. هذا لا يهرول الى إشتهاء الزواج كلما واجهته مشكلة معقدة. التعقيدات يواجهها الانسان بالصلاة والصبر وإيلاف قرينه وقبول قرينه مع تحمل العيوب التي تظهر عليه والنقائص والخطايا. فخطيئة الزوج او الزوجة جزء من الحياة. ليس على هذه الأرض من انسان كامل. أنت تحديدا تتزوج بإنسان ضعيف وتحبه على ضعفه وتحبه ليتجاوز نقائصه. التكامل هو بالصبر ولا سيما أ من أنجب يعفّ لكي يربّي ويبذل نفسه في سبيل أولاده ولا يتركهم فريسة طلاق يعذبهم طوال حياتهم.

التحكم بالعائلة الناشئة
فمن الضعفات التي نلاحظها أن أهل الزوج أو الزوجة كثيرا ما يريدون ان يتحكموا بالعائلة الناشئة وكأن ابنهم قاصر أبدا. يريدون ان يبقى في كنفهم وفي عشيرتهم وتحت اجنحتهم، ويجعلون أنفسهم مربين لإبنهم المتزوج. وكثيرا ما رأينا الأهل يحشرون أنفسهم في العائلة الناشئة مع أن الرب قال: "ويترك الانسان أباه وأمه ويلتصق بإمرأته". إن حَبْل السُرّة عند بعض الأهل لم ينقطع. ويعقّدون الأمور ويظهر الصراع المستحكم بين الحماة وكنتها وكأن الحماة لا تطيق امرأة اخرى في حياة إبنها. ترغب دائما في الاستيلاء عليه ولو شاخ. وكذلك والد الزوج إذا كان راغبا في التسلط لا يدع إبنه يصل الى الإستقلال الطبيعي الذي ينشئ به عائلة جديدة.

النواة هي الرجل وزوجته واولادهما
نحن المسيحيين ليس عندنا عشائر يرئسها الجد ويبسط نفوذه على أولاده والأحفاد. النواة هي الرجل وزوجته واولادهما. ما عدا ذلك إستبداد مرضيّ يلغي النموّ الطبيعي في حياة البشر. والد الزوج أو والدته ليسا بديلين عنه ولا محاميين عنه. يأتيك والد الزوج ليشرح قضيته ولا يدعه يتكلم. ويثير إبنه أو يثير إبنته. الزوجة يجب ان تقول لحماتها: "دعي لي زوجي. هو الذي تزوجته. أنا لم أتزوج العشيرة". ليس من نضج بلا إستقلال وما من إستقلال بلا مواجهة الصعوبات وتخطيها. فإذا أحسستم بخلاف في العائلة الجديدة فأصلحوا ما بين ابنائكم وزوجاتهم وردّوهم بعضا الى بعض. أَكرِهوا ابناءكم ليعودوا الى نسائهم، او بناتكم للعودة الى رجالهن.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il

مقالات متعلقة