الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 16 / مايو 21:01

باحث اسرائيلي: مبارك يدفع ثمن علاقته مع الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل

كل العرب
نُشر: 06/08/11 12:56,  حُتلن: 18:36

- البروفيسور إيتان غلبواع:

* دولة عظمى، مثل أمريكا، لا تقوم بأيّ عمل في الشرق الأوسط تُعتبر ضعيفة

* إذا كنت ترمي صديقًا مثل حسني مبارك للكلاب، فإنّ ذلك يعني أنه لا يمكن الاعتماد عليك

* لو كانت مكانة الولايات المتحدة أقوى، فمن الجائز الافتراض أنها كانت ستتمكن من منع تقديم حليفها السابق للمحاكمة

* المشير طنطاوي، رئيس المجلس العسكريّ، هو أحد ركائز النظام القديم، ويحاول أن يرمي بجثة مبارك للجمهور لكي ينقذ نفسه

* صور محاكمة الرجل، الذي اعتبر في السابق الأقوى في مصر، والآن يرقد على حمالة في داخل قفص الاتهام، قد فاجأ كثيرين في كافة أنحاء العالم

* مبارك يدفع الآن ثمن علاقته مع الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، ولكن الوضع في سوريّة يختلف، والرئيس بشار الأسد لن يُقدّم إلى المحاكمة

* إدارة أوباما أرادت تحول مصر إلى ديمقراطية، بحيث تُشكّل نموذجًا في المنطقة، كما رغب سابقه بوش أن يحصل في العراق، ولكنّ ذلك لا يمت للواقع بصلة

* لو كانت مكانة الولايات المتحدّة قويّة في الشرق الأوسط، لما كانت السلطة الفلسطينيّة تتجرأ وتتقدّم بطلب الإعلان عن الدولة الفلسطينيّة إلى الأمم المتحدّة

* عدم بلورة موقف أمريكي خلال الثورة المصرية يشير إلى ضعف شديد ومتواصل، وحتى الدول الغربية تنظر إلى الولايات المتحدة كمن تنازلت عن أملاكها في المنطقة

شنّ البروفيسور إيتان غلبواع، الخبير في الشؤون الأمريكيّة والمحاضر في جامعة تل أبيب، هجومًا عنيفًا على الولايات المتحدّة الأمريكيّة بسبب موقفها المخزي، على حد تعبيره، من الرئيس المصريّ المخلوع، محمد حسني مبارك، وجاء الهجوم في مقالٍ نشره موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت، والذي حاول من خلاله سبر أغوار ظاهرة محاكمة مبارك وتداعياتها على منطقة الشرق الأوسط وتبعاتها على قوة أمريكا في المنطقة. وبرأيه فإنّ صور محاكمة الرجل، الذي اعتبر في السابق الأقوى في مصر، والآن يرقد على حمالة في داخل قفص الاتهام، قد فاجأ كثيرين في كافة أنحاء العالم، إلا أن الأهم هو الأبعاد السيئة لذلك على علاقات الولايات المتحدة مع قادة العالم العربي الذين يدركون الآن أن القوة الغربية العظمى لن تتمكن من إنقاذهم من مصير مماثل في حال تصاعدت الاحتجاجات في بلادهم.

خشية الشارع المصري
وزاد قائلاً: إذا كنت ترمي صديقًا مثل حسني مبارك للكلاب، فإنّ ذلك يعني أنه لا يمكن الاعتماد عليك، على حد تعبيره. واستطرد قائلاً إنّ دولة عظمى، مثل أمريكا، لا تقوم بأيّ عمل في الشرق الأوسط تُعتبر ضعيفة، لافتًا إلى أنّ المصريين، على الرغم من أنّهم يتلقون معونات اقتصادية بقيمة 1.2 مليار دولار، خرجوا من بيت الطاعة الأمريكيّة، ويتصرفون خلافًا للمصالح الأمريكيّة في المنطقة، ولا يأخذون الولايات المتحدّة على محمل من الجد، ويقومون بأعمال مخالفة لرغبات واشنطن، الأمر الذي يقطع الشك باليقين، حسب رأيه، إلى القول الفصل إنّ أمريكا غير موجودة على الخريطة. ورأى غلبواع إنّه لو كانت مكانة الولايات المتحدة أقوى، فمن الجائز الافتراض أنها كانت ستتمكن من منع تقديم حليفها السابق للمحاكمة، مشيرًا إلى أنّه من المحتمل جدًا أنْ تكون الإدارة الأمريكيّة قد مارست ضغوطًا على المصريين لمنع المحاكمة، إلا أنّها لم تنجح، الأمر الذي يؤكد لكل منْ في رأسه عينان، على أنّ المجلس العسكريّ الأعلى في القاهرة يخشى الشارع المصري، ومن رد فعله في حال إلغاء محاكمة مبارك، ذلك أنّه سيحتج ويثور على خطوة من هذا القبيل.

الأداء الأمريكي تجاه سورية وليبيا
كما أشار إلى أنّ هناك خطًا يربط بين محاكمة الرئيس المصري المخلوع وبين أفول نجم الإمبراطورية الغربية في نظر الشرق الأوسط كله، مشددًا على أنّ عدم بلورة موقف أمريكي خلال الثورة المصرية يشير إلى ضعف شديد ومتواصل، وحتى الدول الغربية تنظر إلى الولايات المتحدة كمن تنازلت عن أملاكها في المنطقة. وقال غلبواع، الذي عاد إلى إسرائيل في الفترة الأخيرة بعد أنْ عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين أمريكيين، إنّه استمع إلى كثيرين في واشنطن يقولون إنه لا يوجد لها ما تفعله في الشرق الأوسط، وبالتالي فالدولة العظمى التي لا تجد ما تفعله فهي ضعيفة، وبحسبه فإنّ ما يؤكد ذلك هو أن الأداء الأمريكي تجاه سورية وليبيا، فهي تدعم المتمردين الليبيين بدون أن تعرف من هم، وماذا سيفعلون عندما يصلون إلى سدة الحكم، وهكذا في سورية وفي مصر، كما قال إنّ الوضع الحالي هو ضربة للأمل بأن يكون هناك نظام جديد وديمقراطي، ذلك أنّه اليوم تُحكم مصر من قبل المجلس العسكريّ الأعلى، والدولة تعود إلى فترة جمال عبد الناصر.

إفلاس أمريكا في منطقة الشرق الأوسط
وبرأيه فإنّ المشير طنطاوي، رئيس المجلس العسكريّ، هو أحد ركائز النظام القديم، ويحاول أن يرمي بجثة مبارك للجمهور لكي ينقذ نفسه، على حد وصفه. وتابع قائلاً إنّ حالة مبارك، الذي كان حليفًا أساسيًا في المنطقة لأمريكا، تؤكد بما لا يدعو مجالاً للشك إفلاس أمريكا في منطقة الشرق الأوسط. وساق قائلاً إنّ الظاهرة، ظاهرة مبارك، ستُلقي بظلالها بشكلٍ خاصٍ على الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، فهي تقول الآن إن مبارك يدفع الآن ثمن علاقته مع الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل، ولكنّه بالمقابل على ثقة بأنّ الوضع في سوريّة يختلف، وأنّ الرئيس بشار الأسد لن يُقدّم إلى المحاكمة. وبحسبه فإنّ الوضع الحالي يُلزم دول العالم العربي البحث عن قوة إقليميّة جديدة، وهي إيران النووية، وفي هذا السياق، يشير البروفيسور غلبواع إلى المحاولات المصريّة بعد الإطاحة بمبارك لإقامة علاقات مع الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، وعلاقات مع حركة حماس.

فقدان السيطرة
وبرأيه، فإنّ أمريكا قد تدهورت إلى حد فقدان السيطرة في وسط حلفائها الأقرب إليها، وأن ذلك بدأ بالسياسة الساذجة لباراك أوباما والتي فشلت فشلا ذريعا، وأورد مثالاً على أنّ الرئيس أوباما مسّ بمصر المرة تلو المرة بدءا من خطابه في القاهرة حيث أصر على أن يكون ممثلو الإخوان المسلمين بين الحاضرين خلافًا لرغبة النظام المصري، وبعد ذلك، اعتقد أوباما، برأي البروفيسور الإسرائيليّ، أنّ التخلي عن مبارك والتوجه إلى أحضان المتظاهرين سوف يجعلهم يتنازلون عن تقديمه للمحاكمة، إلا أن العكس هو ما حصل.

النظام الجديد
وأجرى غلبواع مقارنةً بين أداء إدارة أوباما وبين أداء المستشار الأمني للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر الذي التقى مع عناصر الخميني في باريس قبل الثورة الإيرانية، واعتقد بسذاجة أن ذلك سيُعبد الطريق أمام علاقات مستقبلية مع النظام الجديد. وبرأيه، فإنّ إدارة أوباما أرادت تحول مصر إلى ديمقراطية، بحيث تُشكّل نموذجًا في المنطقة، كما رغب سابقه بوش أن يحصل في العراق، ولكنّ ذلك لا يمت للواقع بصلة، فالأبحاث الأخيرة تشير إلى أن صورة الولايات المتحدة وأوباما في العالم العربي في الحضيض، على حد تعبيره.

تراجع تأثير وقوة أمريكا
علاوة على ذلك، لفت غلبواع إلى أنّ ضعف أمريكا يحمل في طيّاته أبعادًا على إسرائيل، وبرأيه، فإنّ تراجع تأثير وقوة أمريكا في الشرق الأوسط، سيؤدي بطبيعة الحال إلى تآكل قوة الردع الإسرائيليّة، وهذا الأمر سيؤدي إلى وضع اتفاقيّة (كامب ديفيد) بين تل أبيب والقاهرة في حالةٍ من الخطر، على حد قوله. وأشار البروفيسور غلبواع أيضًا إلى أنّه لو كانت مكانة الولايات المتحدّة قويّة في الشرق الأوسط، لما كانت السلطة الفلسطينيّة تتجرأ وتتقدّم بطلب الإعلان عن الدولة الفلسطينيّة إلى الأمم المتحدّة، خلافًًا للموقف الأمريكيّ المُعلن، وهذا الأمر يدل برأيه على فقدان واشنطن القدرة على التحدث مع القادة العرب وممارسة الضغط، مشددًا على أنّ مكانة الولايات المتحدة تنهار في الشرق الأوسط، على حد تعبير البروفيسور غلبواع، الذي أشغل في السابق منصب المستشار في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، وأيضًا في وزارة الأمن بتل أبيب. 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.70
USD
4.02
EUR
4.68
GBP
241191.85
BTC
0.51
CNY