الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 19:01

العمل بلا أجر: كابوس يؤرق شباب مصر بسبب الحاجة الماسة الى الوظيفة!

كل العرب- تصوير:
نُشر: 21/07/12 08:09,  حُتلن: 08:17

الاستقلال المالي عن الأبوين وتحقيق الذات هي أحلام بعيدة المنال

صاحب العمل للمتقدم للوظيفة: إذا كنت تريد العمل هنا يجب أن تنسى النقود الآن ونحن سندفع لك حين نرى أنك تستحق ذلك

شاب: تخرجت منذ ثلاثة أعوام وأعمل في الشركة منذ عام ولازلت أعتمد في مصروفي على أبي مثل إخوتي الأطفال أتمنى أن يتغير ذلك قريباً

في ظل حاجة الشباب المصري الشديدة إلى العمل، يقوم أصحاب الأعمال بتوظيفهم دون أجر مع وعد بنظر الموضوع "لاحقاً" والذي قد لا يأتي أبداً.في بلد كمصر يعاني من معدل عالي للبطالة، يبحث كل شاب عن فرصة عمل في كل شبر على صفحات الجرائد وشبكة الإنترنت وعن طريق معارفه وأقاربه. قليل هم من يجدوا فرصة العمل التي يحلمون بها. الاستقلال المالي عن الأبوين وتحقيق الذات هي أحلام بعيدة المنال ففي كثير من الأحيان يجد الشاب فرصة عمل تكون إما بأجر لا يتجاوز الثلاثة أرقام، أو دون أجر بتاتاً مع وعد بالنظر في الموضوع في وقت لاحق من تاريخ التعيين.

"بالنسبة للناحية المادية سوف تعمل هنا تطوعياً في الفترة الأولى"، هكذا بدأ الحديث من جانب الأستاذ خالد. "نعم للأشهر الثلاثة الأولى ولكن ماذا بعدها ؟" تساءل الشاب. "لا تفكر في النقود الآن أنت مازلت صغيرا" كان الرد ببرود مستفز. "لست صغيراً فأنا أحمل شهادة البكالوريوس وليس من المعقول أن يصرف أهلي علي بعد ذلك" هكذا دافع الشاب أمامه عما يشعر به معظم الشباب المتعلم الباحث عن العمل. وجاء الرد بلهجة صارمة من جانب "الأستاذ خالد": "إذا كنت تريد العمل هنا يجب أن تنسى النقود الآن، نحن سندفع لك حين نرى أنك تستحق ذلك".

عمل دون مقابل
 
"تلك التجربة تعكس تماماً معاناة الشباب" تقول م.ح مدرسة اللغة الإنجليزية الشابة. وتتقاضى م.ح راتبا يقارب ال600 جنيهاً ورغم ذلك لا تعتبر نفسها محظوظة مقارنة بأقرانها الذين يعملون بلا مقابل فتقول: "لا يجوز أن يكون هناك من الأساس، شيء اسمه عمل دون مقابل فهذا منافي للمنطق". وترى م.ح في العمل بلا مقابل، شكلا من أشكال السخرة: "هذا مثله مثل السيد الذي يعد عبده بإعطائه حريته في المستقبل، إذا أتقن عمله لكن كل تلك الوعود تقدم دائما بدون ضمانات". ولا تجد م.ح مبرراً لقبول الشباب تلك الوظائف قائلة عن نفسها: "إذا عرض علي شيئاً كالذي عرض على الشاب سأرفض بالطبع". واستطردت بتهكم "لن أعمل من أجل سواد عيون صاحب العمل".

عاطل عن العمل
من جهته أكد م.ا الموظف الشاب بإحدى الشركات الخاصة أن تلك التجربة تعكس واقع يعيشه الشباب قائلاً: "لقد عشت تجربة مشابهة حين تقدمت للعمل في الشركة التي أعمل بها الآن". ويختلف م.ا مع م.ح في عدم وجود دافع للعمل بلا أجر حيث قال: "كشاب غير مقبول في مجتمعنا أن أجلس عاطلاً في منزلي إذا كان متوفر لي عمل حتى ولو دون مقابل". قرابة العام مر على عمله في الشركة ولازال يعمل دون أجر، ويوضح بهذا الصدد في نهاية حديثة: "تخرجت منذ ثلاثة أعوام، وأعمل في الشركة منذ عام ولازلت أعتمد في مصروفي على أبي مثل إخوتي الأطفال، أتمنى أن يتغير ذلك قريباً".

مقالات متعلقة