الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 23:02

الدكتور جبور يوسف عواديه: الفيتامين د صغير ولكن فعله كبير

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 22/07/12 08:35,  حُتلن: 07:37

الدكتور جبور يوسف عواديه:

الدور الأساسي للفيتامين D هو تحفيز تشكيل هرمون هذا الهرمون ضروري لمساعدة الجسم في امتصاص الكالسيوم وبناء العظام 

الأمثل لمعرفة ما إذا كان الفيتامين D ينقصنا تكمن في إجراء فحص دم خاص بذلك لكن هذا الفحص ليس ضروريا عند الجميع إلا أنه مهم للنساء اللواتي بلغن سنّ اليأس

للحصول على النسبة الضرورية من هذا الفيتامين في اليوم يجب التعرض لأشعة الشمس لمدة 20 دقيقة تقريبًا لأربع مرات في الأسبوع، وتناول الأغذية المدعّمة بالفيتامين D مثل الحليب

هل ينقصك فيتامين D؟ هل خزنت ما يكفي منه خلال فصل الصيف المنصرم؟ أسئلة أصبحت حديث الناس لضرورة وجود هذا النوع من الفيتامين في أجسامنا.. فما هي أهمية فيتامين D أو Sunsbine vitamin أو Cholecalciferol في جسمنا؟ وماذا يحدث عندما ينقص هذا النوع من الفيتامين فيه؟


الدكتور جبور يوسف عواديه

كما نعرف، فإن المصدر الأساسي للفيتامين «D» هو أشعة الشمس وليس الطعام. وكلما تعرضنا للشمس بنسبة أقل وكلما تقدمنا في السن، كلما قل مخزوننا من هذا الفيتامين الضروري لبناء عظامنا. ومن المعروف أن نقص الفيتامين D صار مشكلة في الكثير من بلدان الخليج، لأن التعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر خلال فصل الصيف صعب بسبب درجات الحرارة المرتفعة. كما أن نمط الحياة اليومي، يمنع أطفالنا بين المدرسة والبيت من التعرض لما يكفي من أشعة الشمس. الدكتور جبور يوسف عواديه – شفاعمرو – أخصائي طب عائلة يلقي الضوء على هذا الموضوع:

ليدي: التعرض للشمس خلال فصل الصيف في الشرق الأوسط صعب بسبب درجات الحرارة المرتفعة
الدكتور جبور: الدور الأساسي للفيتامين D هو تحفيز تشكيل هرمون، هذا الهرمون ضروري لمساعدة الجسم في امتصاص الكالسيوم وبناء العظام. لكن دور الفيتامين D لا يقتصر على هذا فقط، إذ أنه يلعب أيضًا دورًا مهما في تشكيل العضلات كما أنه ضروري لتشكيل بعض خلايا الجهاز المناعي. وقد أثبتت دراسات أمريكية حديثة دورًا ممكنًا لنقص الفيتامين D في تحفيز ظهور سرطان الثدي والقولون. وتستطلع دراسات أخرى دورًا كبيرًا لنقص هذا الفيتامين في ظهور السكري من النوع واحد. إذ أن نقصه من جسم الأطفال في السنوات الأولى من عمرهم تزيد احتمالات إصابتهم بالسكري حين يتقدمون في السن قليلا.

ليدي: كيف نعرف أن الفيتامين D ينقصنا وكيف نتفادى هذا النقص؟
الدكتور جبور: الأمثل لمعرفة ما إذا كان الفيتامين D ينقصنا تكمن في إجراء فحص دم خاص بذلك. لكن هذا الفحص ليس ضروريا عند الجميع، إلا أنه مهم للنساء اللواتي بلغن سنّ اليأس، ولا يتعرضن كثيرًا للشمس. كما أنه مهم عند مرضى الكلى. ويمكن أن يجد الطبيب أحيانا ضرورة لإعطاء هذا الفيتامين للأطفال دون الرابعة، وللحوامل اللواتي لا يتعرضن كثيرا لضوء الشمس. من ناحية أخرى، يمكن الاستدلال على الإصابة بنقص الفيتامين D من خلال الأعراض التالية:
- الالتهابات المتكررة في الجهاز التنفسي
- ظهور تقرحات في الفم
- جفاف وتقشّر الجلد
لتفادي نقص الفيتامين D خصوصا عند الأطفال، يجب أن تشرف الأم على نوعية طعامهم. ويمكن أن نجد الفيتامين D بشكل خاص في زيت كبد السمك، السردين، وكبد الدجاج والبيض. للحصول على النسبة الضرورية من هذا الفيتامين في اليوم يجب التعرض لأشعة الشمس لمدة 20 دقيقة تقريبًا لأربع مرات في الأسبوع، وتناول الأغذية المدعّمة بالفيتامين D مثل الحليب. في المقابل، فإن أي زيادة في منسوب الفيتامين قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. ويمكن لهذه الزيادة أن تسبب مشاكل كلوية، وتشكل للحصى والرمل. كما أنها قد تؤدي إلى ظهور مشكلة ارتفاع ضغط الدم، وقد تصل إلى التسبب بالجلطة.

ليدي: لماذا يعاني سكان الشرق الأوسط من نقص فيتامين D رغم أن المنطقة مشمسة؟
الدكتور جبور: يقول الاختصاصيون في هذا الموضوع بأن هناك متغيّرة جينية بموروثاتنا نسميها «Genome Variant» التي تمنع تحويل كل أشعة الشمس الى فيتامين D، وهذه المتغيّرة الجينية موجودة فقط عند شعوب منطقة الشرق الأوسط وبعض الشعوب العربية وبعض السلالات في حوض البحر المتوسط. صحيح أن المنطقة مشمسة، لكن لا يتم تحويل أشعة الشمس إلى فيتامين D في جسمنا، وبالتالي لا يستفيد منها السكان بشكل كاف.

ليدي: كيف يتم تحويل أشعة الشمس إلى فيتامين D؟
الدكتور جبور: يصدر عن الشمس نوعان من الأشعة فوق البنفسجية: فوق البنفسجية "A" وفوق البنفسجية "B". بالنسبة للأشعة فوق البنفسجية B فتصل إلى جلد الإنسان وتحوّل مادة «Dehydrocholesterol» إلى «Previtamin D» وهو يدخل إلى الجسم ويدور مع الدورة الدموية في الجسم، من ثم يصل إلى الكبد ويتحوّل إلى فيتامين D. ولكن قد تصل أشعة الشمس إلى جسم الإنسان إلا أن الجلد قد لا يقوم بتحويلها إلى فيتامين D، لأن لدينا «Genome Variant» يعني لدينا مادة تدعى «ديهايدرو كولسترول» التي تحوّلها إلى «Previtamin D» ولا تقوم هذه المادة بعملها بشكل صحيح، لأن هناك متغيّرة موروثة لدينا، ولهذا حتى لو أننا تعرضنا لأشعة الشمس لفترات طويلة فليس بالضرورة أن تحوّل «ديهايدرو كولسترول» إلى فيتامين D.

ليدي: البحث عن فيتامين D في البيض والسمك!
الدكتور جبور: يمكن للإنسان أن يحصل على الفيتامين D من خلال تناول القليل من البيض يوميا، والأسماك، خصوصا الأسماك الآتية من البحور الشمالية في الكرة الأرضية مثل النرويج وكندا واليابان وأمريكا الشمالية، لأن تلك الأسماك تحتوي على كمية كبيرة من فيتامين D، كما أن الحيتان الكبيرة تحتوي على كمية كبيرة من هذا الفيتامين. بالنسبة للأسماك المحلية التي نتناولها في الشرق الأوسط فهي لا تحتوي على الكثير من فيتامين D، ولكن بالرغم من ذلك فمن الضروري أن نتناولها. إلى جانب ذلك يجب على الإنسان وبأعمار معينة، أي بعد بلوغ 35 و 45 سنة، أن يخضع لفحص فيتامين D ليرى ما إذا كان هناك نقص أم لا لكي يعالج المشكلة، خصوصًا في حال شعر الشخص بألم في العضلات، وأيضًا وجع في المفاصل، أو شعر بتعب بشكل سريع، أي بدل أن يشعر بالتعب بعد ساعة من العمل يتعب بعد نصف ساعة من ذلك، فهذه أهم عوارض نقص فيتامين D من الجسم.

ليدي: مرضى الالتهاب الرئوي و نقص فيتامين D
الدكتور جبور: خلصت دراسة حديثة إلى أن مرضى الإلتهاب الرئوي الذين يعانون من نقص فيتامين D هم أكثر عرضة للموت ممن يتمتعون بنسبة وفيرة منه. وقد اكتشف الباحثون أن حالات الوفاة في الأيام الثلاثين الأولى بعد دخول المستشفى، لدى المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين D، كانت أكثر مقارنة مع غيرهم من المرضى الذين تحتوي أجسامهم على كمية كافية منه، وذلك بعدما أمكن استبعاد العوامل الأخرى لارتفاع معدلات الوفاة، مثل الجنس والسن والأمراض الأخرى المصاحبة. وبحسب العلماء، ما زال ضروريا إجراء المزيد من الأبحاث، لاكتشاف ما إذا كان إعطاء جرعة من فيتامين D يؤثر إيجابيا على مسار الالتهاب الرئوي أم لا.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الى إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية على مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان:
alarab@alarab.net

مقالات متعلقة