الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 04:01

سماح:يجب مكافحة العنف ضد النساء وهنالك صعوبة في كسر التفكير النمطي

منى عرموش -
نُشر: 11/05/13 10:19,  حُتلن: 21:53

سماح إغبارية لموقع العرب:

أهم النضالات هي مكافحة العنف ضد المرأة وقتل النساء في اللد والرملة

عندما افكر بفتاة عربية دخلنا عليها وهي مقيدة ومضروبة وتنزف على ارض المطبخ لا اعطي اي مجال لتفكير قد يشلني

كيف لا أؤمن بقدرات إمرأة تربي الاطفال وتتحمل الرجال ولا تتنازل ابدا للأحوال وتبني لمجتمعنا الاجيال رغم كل الظروف

يقلقني وضع الشباب اليوم ومواقفهم بالنسبة للفتيات ورؤيتهم المشوهة للمرأة يقلقني التربية والتعليم الذي ينجب طلاب وطالبات مع افكار مغلوطة عن العلاقات بين الرجل والمرأة ورؤيتهم المغلوطة

هنالك صعوبة في كسر التفكير النمطي عن المرأة العربية الذي يعتبر اصعب المهام برأيي بسب أن له تبعيات كبيرة مثل تخصيص ميزانيات وتغيير برامج وتحمل المسؤولية لوضع النساء العربيات بدل اتهامهن بعدم رغبتهن في التغيير

على الرغم من الصعوبات التي تواجه المرأة العربية داخل المجتمع العربي، والقيود التي توضع أمامها كونها امرأة، الى أن هنالك من تسعى الى محاربة العوائق التي تعرقل تطور المرأة، وتبذل جهدا كبيرا في سبيل الدفاع عنها بالطرق المعقولة، وهي تعتبر انسانة واقعية وجريئة وصريحة ولا تعرف معنى الخوف واليأس أو المستحيل، بل دائما تتواجد في أصعب المواقف والظروف، وهي على استعداد بأن تواجه الاحداث بقدراتها وكفاءاتها العالية، إنها العاملة الاجتماعية سماح سلايمة اغبارية من واحة السلام (قرب القدس) مديرة جمعية "نعم".. موقع العرب وصحيفة كل العرب التقى سماح، وكان لنا معها هذا اللقاء الجريء.


سماح إغبارية 

العرب: هل لك أن تعرفيننا عن نفسك؟
سماح: اسمي سماح سلايمة اغبارية (37 عاما) متزوجة وأم لثلاثة ابناء، حاصلة على لقب أول في الخدمة الاجتماعية ولقب ثان في الدراسات النسوية الذي ينبثق عنه الخدمة الاجتماعية والادارة، وانا من مهجري قرية الشجرة ومن مواليد بلدة طرعان.

العرب: هل لك أن تعرفيننا عن اهداف الجمعية التي تديرينها؟
سماح: جمعية "نعم"، تأسست في عام 2009، وهي غير ربحية، وتهدف العمل على النهوض بمكانة المرأة العربية في مدن المركز اللد والرملة ويافا تل ابيب.
قررت تأسيس الجمعية بعد عمل سنوات مع الفتيات والنساء في البلدات التي ذكرتها، فدرست واقع حياة المجتمع العربي فيها وتفشي ظاهرة العنف ضد الفتيات والقتل والتسرب الدراسي والبطالة والتمييز الفاضح بين الخدمات التي تعطى للمجتمع اليهودي والعربي، كما اكتشفنا أنه لا يوجد أي جمعية نسوية في المنطقة، وعليه قررت أن نسعى الى اقامة جمعية بأنفسنا، واليوم الجمعية ناشطة في عدة مجالات تخص المرأة العربية مثل السكن، خدمات الرفاه والتربية، مكافحة العنف والتمكين الاقتصادي والتوجيه الدراسي كذلك مقاومة قانون المواطنة العنصري والثمن الذي تدفعه المرأة العربية لسياسة التمييز.

العرب: كيف ترين الاقبال على الجمعية؟
سماح: الاقبال شديد ومتزايد، الامر الذي يشير أنه مع الاسف الشديد توجد فتيات ونساء في ضائقة اللواتي يحتجن الى مساعدة لا يجدنها في بيوتهن أو في الخدمات الحكومية.

العرب: كيف تقيمين وضع المرأة العربية في البلاد، وفي منطقة اللد والرملة ويافا بشكل خاص؟
سماح: خلال 15 عاما قضيتها في منطقة المركز كعاملة اجتماعية ومديرة مركز جماهيري ومركز فتيات في الرملة، ارى اليوم أن الابحاث والاحصائيات التي عرفناها على ارض الواقع تشير الى أن مكانة المرأة العربية الفلسطينية متدنية اجمالا في كل مجالات الحياة بالأخص في المركز. المجال الوحيد الذي احرزت به المرأة تقدما هو التعليم العالي والانخراط بسوق العمل او المحاولة على الاقل، واليوم لا يمكن اتهام المرأة العربية بعدم المحاولة، كما أن سوق العمل الاسرائيلي ليس جاهزا بعد لدمج الاكاديميات العربيات.
قبل ايام توجهت الى طالبة عربية متدربة في احد المستشفيات وهي محجبة، وذكرت لي أن مديرتها منعتها التواصل مع الاطفال العرب واهاليهم باللغة العربية، ففضلت الانصياع لأوامرها خوفا من أن تخسر مكان عملها. هذا هو ملخص المرأة العربية في مدن ثنائية القومية، فكيف يمكن أن يكون وضع المرأة العربية غير المتعلمة والارملة والمطلقة والمستضعفة.

العرب: ما هي النضالات التي قمتم بها، وكيف انعكست على المجتمع؟
سماح: أهم النضالات هي مكافحة العنف ضد المرأة وقتل النساء في اللد والرملة، حيث قتلن خلال خمس الاعوام الماضية 35 امرأة، واختفت اخريات والمخفي اعظم، كما نشدد على قضية عدم اهتمام الشرطة والمؤسسات الحكومية بالموضوع، وقد نجحنا في وضع هذه القضايا في سلم اولويات الحكومة والرأي العام حتى اعترفت عدة جهات بالتقصير والعمل على التغيير.

العرب: ما هي ابرز الصعوبات التي تواجهونها خلال عملكم؟
سماح: اصعب المجالات هي اقناع المتبرعين أن التغيير قادم وأن الوضع لا يمكن أن يستمر بهذه الصورة، ونستصعب ايضا في اقناع رجال الشرطة بالتعاون مع النساء الضحايا وتجنيد الرأي العام الاسرائيلي للقضية بشكل ناشط وفاعل، بعدين كل البعد عن الافكار المسبقة عن النساء العربيات التي يتمسكون بها منذ سنين ويخافون الاستغناء عنها كان المرأة العربية ما زالت بالهودج وملتفة بالسواد جاهلة ومقموعة.
وهنالك صعوبة في كسر التفكير النمطي عن المرأة العربية الذي يعتبر اصعب المهام برأيي بسب أن له تبعيات كبيرة مثل تخصيص ميزانيات وتغيير برامج وتحمل المسؤولية لوضع النساء العربيات بدل اتهامهن بعدم رغبتهن في التغيير.

العرب: هل تؤمنين بقدرات المرأة العربية؟
سماح: طبعا ؛ قدرات أي امرأة في العالم وليس فقط المرأة العربية. كيف لا أؤمن بقدرات إمرأة تربي الاطفال وتتحمل الرجال ولا تتنازل ابدا للأحوال وتبني لمجتمعنا الاجيال رغم كل الظروف.

العرب: هل تفكرين الانخراط في مجال السياسية، وكيف تنظرين الى اعضاء الكنيست العرب؟

سماح: حاليا لا أرى المجال السياسي هدف، عندما استنفذ كل طاقتي للتغيير من داخل مجتمعي سوف افكر بمسار آخر، واشعر حاليا أني في المكان المناسب، انتقد واساعد واحاسب كل سياسي لا يقوم بواجبه الوطني تجاه منتخبيه واتعاون مع كل برلماني يساهم ويدلي دلوه في قضايا المرأة العربية.
هناك الآن في البرلمان من أحترمهم واحترم عملهم عربا ويهودا، ومن يجلس على كرسي البرلمان بلا فائدة واجبنا ازالته فورا. كما انني لا اكتفي بإمرأة عربية واحدة في الكنيست طبعا، لان هنالك اكثر من نصف مليون امرأة عربية بالبلاد يستحققن اكثر بكثير.

العرب: نرى انكم تتعاملون في قضايا حساسة نوعا ما، مثل قتل النساء، هل تشعرين بالخطر بسبب هذه المواقف؟
سماح: احيانا، لكن سياستي بالنسبة للموضوع واضحة، خوفي وقلقي لا يقارن بخوف فتاة من قاتلها، او مغتصبها ؛ او زواجها من رجل عنيف تعيش معه. عندما افكر بفتاة عربية دخلنا عليها وهي مقيدة ومضروبة وتنزف على ارض المطبخ ، لا اعطي اي مجال لتفكير قد يشلني. الخوف موجود والعجز ممنوع من الوجود عندي.

العرب: من المسؤول عن قتل النساء العربيات، وكيف يمكن معالجة هذه القضايا؟
سماح: كلنا مسؤولون عن العنف وقتل النساء. فأنا احمل المسؤولية لجهات عديدة مثل المعلم الذي لا يحترم الفتيات ولا يبلغ عن العنف الذي تتعرضن له الطالبات، المستشارين، الطبيب الذي يعالج الكدمات ولا يسأل اكثر من ذلك، الشرطي المتقاعس عن اداء مهامه، القاضي المتساهل مع الرجال العنيفين، تجار الاسلحة ورجال الدين الذين لا يولون الموضوع اهميه قصوى. باختصار كلنا.

العرب: ما هو اكثر ما يقلقك؟
سماح: يقلقني وضع الشباب اليوم ومواقفهم بالنسبة للفتيات ورؤيتهم المشوهة للمرأة، يقلقني التربية والتعليم الذي ينجب طلاب وطالبات مع افكار مغلوطة عن العلاقات بين الرجل والمرأة ورؤيتهم المغلوطة لقدرات ودور كل منهما في المجتمع. ما زال ابني في المرحلة الثانوية يتعلم بكتاب يمثل الفتاة كمن تسعى وراء منظرها الخارجي ويسعى الشاب فيه وراء العمل والتعليم وتحقيق الذات.

العرب: مم تخافين؟
سماح: اخاف على اطفالي الثلاثة.

العرب: هل انت انسانة جريئة وصريحة؟
سماح: اهم صفاتي لحسن الحظ الجرأة والصراحة احيانا، ولسوء الحظ احيانا اخرى .

العرب: ما هي برامجكم المستقبلية؟
سماح: اعمل الآن على تقديم ورقة عمل لتغيير جهاز التعليم في مجال التربية الجندرية ( ادوار النساء والرجال في المجتمع) لوزير المعارف الجديد، من خلال دراستي في معهد مندل للقيادة في التربية. احاول من خلال هذه الخطوة تطوير كوادر للعمل في مجال الفتيات في ضائقة والعنف الاسري.
قريبا سأسافر لتأهيل كوادر مهنية في المجال خارج البلاد، وتحديدا في الولايات المتحدة وكندا، خاصة في وسط الجاليات العربية هناك. كما أننا سنطور في الجمعية العمل مع ضحايا قانون المواطنة وتطوير "ناسجات التغيير" لتوفير فرص العمل للنساء المعيلات الوحيدات.

العرب: هل تؤمنين بالتعايش السلمي بين الشعبين العربي واليهودي؟
سماح: أعيش في واحة السلام ومن الغباء جوابي بالنفي. اعتقد أن التعايش بين الشعبين هو مشروع صعب مكلف وطويل وعلينا الاستثمار به، ولا يحدث تلقائيا دون السعي وراء انجاحه، ولا يمكن للفلسطيني العيش بكرامة ورضا في ظل طمس هويته القومية ولغته العربية وتاريخه وتاريخ شعبه.
اعتراف الطرف الاخر بنكبة شعبي وتصليح الظلم التاريخي بحق شعبي هو اساس الحديث عن التعايش.

العرب: ماذا خسرت حتى وصلت الى هذا النجاح؟
سماح: خسرت الكثير من التواصل مع الاسرة الموسعة، قضيت سنوات بعمل صعب وغير مربح ماديا وهذا حال الجمعيات عادة. وكسبت احترام وحب ابسط وأحلى الناس في كل مكان واحترامي لنفسي ورضا كامل عن مواقفي وعملي اليوم.

العرب: ما هو اكثر موقف أثر بك نفسيا؟
سماح: اشتراك اهالي الضحايا اللواتي قتلن في مظاهرة احتجاج على قتل عبير ابو قطيفان حتى دون معرفتي بهن، وصرختهن من اجل انصافها بعد قتلها بيومين، ومن هناك تأسس منتدى اسر الضحايا لدعم العائلات.
اما الموقف الثاني كان حضن بنت المرحومة ياسمين ابو صعلوك بعد مقتل امها وعمرها ثلاثة اشهر، حيث انني لم اكف عن البكاء لأيام.

العرب: هل انت مستعدة لان تضحي اكثر من اجل ابناء مجتمعك؟
سماح: لكل منا دوره بالمجتمع ؛ لن اتوانى عن تقديم اي تضحية لتغيير ايجابي مقتنعة به وتجنيد اي مساعدة ممن حولي لكي لا اكون وحيدة. انا انسانة لا اؤمن بالعمل الفردي.

العرب:ما هي كلمتك الاخيرة؟
سماح: تغيير الوعي الذاتي للفرد هو اول خطوه للوصول للتغيير المجتمعي .

مقالات متعلقة