الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 15:02

مديرة مشروع كاكتوس عرين شحبري:على النساء خلق فرص العمل بأنفسهن

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 13/10/13 17:29,  حُتلن: 07:28

مؤسسة ومديرة كاكتوس لريادة الأعمال عرين شحبري:

على النساء خلق فرص العمل بأنفسهن وإنشاء مصالح تجارية قوية

على النساء الإيمان بذواتهن وقدراتهن لأنهن تملكن كل القدرات لتكنَّ رائدات وسيدات أعمال ناجحات ليس فقط على مستوى محلي وإنما أيضًا على مستوى عالمي

لرجال مجتمعنا أيضًا دور كبير في دعم النساء اذ ان دعمهم للنساء سيعود بالفائدة على النساء عليهم شخصيًّا وعلى المجتمع ككل

تهدف الاعلامية عرين شحبري الى أن تكون المرأة شريكة في بناء وتطوير العالم، وتؤمن أن الخطوة الأولى لتحقيق ذلك، هي عن طريق تعليم النساء روح المبادرة وكيفية بناء وإدارة مشاريع قوية. فقد اسست مشروع "كاكتوس" لريادة الأعمال لتبدأ في تحقيق رؤيتها. عرين حاصلة على لقب أول في علم النفس والإعلام من جامعة تل-أبيب، وعلى لقب ثانٍ بتميز في إدارة الأعمال M.B.A، تخصص فتح وإدارة مصالح تجارية، من كلية سيمونس في بوسطن، أمريكا. وقد حازت على منحة فولبرايت المرموقة، وعلى شهادة امتياز من الرابطة الدولية لكليات إدارة الأعمال للتميز العلمي "بيتا جاما سيجما"، كما وانها عضو في الرابطة. في هذا اللقاء تحدثنا عرين عن تفاصيل مشروعها.

ليدي: حدثينا عن فكرة المشروع واهدافه؟
عرين:
أكثر من 55 % من عائلات مجتمعنا الفلسطيني تعيش تحت خط الفقر، نسبة النساء المعطلات عن العمل في مجتمعنا تتعدى ال%75 وهي من أعلى نسب في العالم، وفي حال شاركت هذه النسبة من النساء في سوق العمل، فنحن نتحدث عن ربح اقتصادي محتمل بما يعادل ال-30 مليارد شيكل أو أكثر. من هنا تشكل النساء الرافعة الاقتصادية المركزية والرئيسية في مجتمعنا، وعليه يجب الاستثمار بهن وخصوصًا في مجال ريادة الأعمال، اذ أن مجال التشغيل ضيق جدًّا ولا يمكن لنساء مجتمعنا أن تتابع انتظارها للوظيفة، وأن تعتمد على أي جسم او مؤسسة كانت، بل عليها خلق فرص العمل لها ولغيرها من النساء، عن طريق فتح مصالح تجارية ذات امكانيات كبيرة للتوسع. من هنا أتت فكرة تأسيس كاكتوس والتي تهدف لمحاربة البطالة بين النساء الفلسطينيات في البلاد، عن طريق تعليمهن روح المبادرة وكيفية بدء وتطوير مصالح تجارية قوية وذات امكانيات كبيرة للتوسع. فتقدم خدمات استشارة شخصية ودورات في مجال ريادة الأعمال، الاستراتيجية والتسويق. في تاريخ الرابع من تشرين الاول افتتحنا في الناصرة، بالتعاون مع مركز المبادرات في جامعة تل ابيب الدورة الثانية لريادة الأعمال، وهي دورة تعليمية معدة للنساء الرياديات ومكونة من 9 لقاءات أسبوعية، مهنية عملية. الدورة تشكل رافعة لبناء خطة عمل بتدريب مختصين ومختصات بمجالات ريادة وإدارة الأعمال المختلفة، وبمرافقة مهنيين وسيدات ورجال أعمال من أصحاب الخبرة والنجاحات المثبتة. بالإضافة، ستعطي الدورة آليات وتقنيات مفيدة وعملية لريادة الأعمال، وإدارة وتنمية المشاريع بشكل قوي، ناجع ومدروس. في نهاية الدورة، المكونة من 36 ساعة تعليمية، تطرح كل سيدة خطة عمل خاصة بمشروعها. التدريب الذي تعطيه الدورة متعلق بجميع جوانب فتح وادارة مشاريع تسويق، استراتيجية، خطة مالية، حسابات، تمويل، تشغيل، وغيره، بالإضافة إلى تدريب على كتابة خطة عمل، وعلى كيفية عرضها بشكل قوي، مع مرافقة ونصائح وإرشاد مهني، كما وتمنح النساء التعرف والتعلم من خبرات مهنيات وسيدات أعمال، خلال استعراض تجاربهن في اللقاءات.

ليدي: الدورة معدة لمن، من هو جمهور الهدف؟
عرين: الدورة معدة لكل امرأة جدية، طموحة، تحلم بإقامة مشروع تجاري خاص بها، أو تطمح إلى تطوير مشروع تجاري، وعلى استعداد للعمل والتضحية من أجل إقامة أو تطوير مصلحة ذات امكانيات كبيرة للتوسع. بالإضافة، مفضل أن تكون هناك معرفة، حتى ولو أولية، للغة الانجليزية ولاستعمال الحاسوب.

ليدي: ما اهمية وجود مثل هذا المشروع في مجتمعنا خاصة ان نسبة النساء العربيات ليست كبيرة في سوق العمل في البلاد؟
عرين: من هذا المنطلق، من المهم جدًّا وجود مشروع مثل مشروع كاكتوس. هنالك امكانيتان لإشراك النساء في سوق العمل: 1. خلق وظائف شاغرة 2. حث النساء على خلق مبادرات تجارية. إمكانية خلق وظائف شاغرة تتناسب مع مهارات النساء ليست بالأمر السهل، اذ ان أغلب الوظائف الشاغرة موجودة في منطقة المركز، بينما تعيش أغلب النساء الفلسطينيات في البلاد في منطقة الشمال، يوجد تمييز من قبل المشغلين اليهود بعدم قبول موظفات فلسطينيات، توجد مشاكل في المواصلات العامة، يوجد نقص في حضانات الأطفال، ومعظم الأكاديميات العربيات يلجأن لتعلم مواضيع التربية، مع العلم أنه يوجد عرض أكثر بكثير من الطلب على هذا الموضوع، أو بكلمات أخرى النساء تستثمر من ناحية مادية ومن ناحية وقت وطاقات، في تعلم موضوع أغلب الظن أنها لن تعمل فيه، لأن فرص العمل في مجال التربية شحيحة في البلاد. على نساء مجتمعنا القيام بالدراسة المطلوبة لتعلم المواضيع التي تهمهن، ولكن التي عليها أيضًا طلب في سوق العمل، والتي ستمكنهن من العيش في مستوى عال. أيضًا، على النساء خلق فرص العمل بأنفسهن عن طريق دخول عالم ريادة الأعمال وإنشاء مصالح تجارية قوية. إمكانية حث النساء على خلق مبادرات تجارية هي الإمكانية الأكثر واقعية ونجاعة، اذ أن النساء تستطعن العمل على انشاء مشاريعهن التجارية من البيت. وهنا تجدر الإشارة أن هنالك فرصًا تجارية كبيرة تقف أمام النساء الفلسطينيات في البلاد، وهي فتح مصالح تجارية في مجال الهايتك والانترنت تستهدف الدول الناشئة في العالم العربي. لا توجد هنالك حاجة لأن تكون المرأة ضليعة أو على معرفة في مجال الهايتك، ولكنها بحاجة على أن تكون على معرفة في مجال ريادة الأعمال، الأقسام المختلفة التي تشكل خطة العمل، كيفية كتابة خطة عمل قوية، كيفية اختيار طاقم العاملات الصحيح وكيفية اختيار المستثمرين/المستثمرات اللواتي يتوافقن مع فكرتها وأهدافها التجارية والاجتماعية. أنا اؤمن بنساء مجتمعنا وبقدراتهن وباستطاعتهن إنشاء مصالح تجارية بمستوى محلي وعالمي، وبإمكانياتهن لتشغيل عشرات بل ومئات النساء غيرهن.

ليدي: لماذا دورات خاصة للنساء فقط؟
عرين: المرأة تواجه تحديات أكبر لتكون رائدة أعمال، اذ أن المجتمع ينظر اليها كتابع وليست كمبادرة وقائدة، وعادة لا يدعمها انما يتوقع وينتظر فشلها، الا اذا نجحت في تحقيق حلمها. على النساء الإيمان بذاتهن وقدراتهن لأنهن تملكن كل القدرات لتكنَّ رائدات وسيدات أعمال ناجحات، ليس فقط على مستوى محلي وإنما أيضا على مستوى عالمي. لتضمن النساء نسبة أعلى من نجاحهن في إنشاء مصالح تجارية قوية وذات إمكانيات كبيرة للتوسع، عليهن التوجه الى مختصات في مجال ريادة الأعمال وأخذ دورات تعلمهن كيفية كتابة خطة عمل قوية كدورة كاكتوس. أيضًا، على النساء تكوين شبكة من النساء الداعمات لهن، لأنه وبخلاف الرجال، النساء بحاجة إلى دعم أكبر ومن قبل نساء أخريات لتحققن أحلامهن.

ليدي: هل التجارب المماثلة في اماكن اخرى في العالم ناجحة؟
عبير: أنا شخصيًّا حصلت على لقبي الثاني في موضوع إدارة الأعمال M.B.A، تخصص فتح وإدارة مصالح تجارية، من كلية سيمونس في بوسطن، أمريكا. مدرسة إدارة الأعمال في كلية سيمونس معدة فقط للنساء وهي تحتل المرتبة الأولى في برينستون ريفيو، كأفضل مدرسة MBA للنساء. التجربة هناك كانت رائعة اذ أن الجو كان تنافسيًّا، ولكن بشكل صحي لم أعشه في حياتي من قبل. أنا دائمًا أصبو للتميز وأحب المنافسة، ولكني لم أكن أعرف انني أستطيع أن افعل كلا الشيئين في مكان يعمه الدعم من قبل من أتنافس معها. أحد الأمثلة الأبرز كانت مسابقة خطة العمل الأفضل في المدرسة، والتي تبارزت فيها على المرتبة الأولى مع أفضل صديقة لدي في التعليم، والتي كل منا كنا نساعد الأخرى لتكون خطة عمل كل منا الأفضل، كلتانا وصلنا للنهائيات في المسابقة، وكنت أنا من حصلت على المرتبة الأولى وجائزة تساوي الخمسة آلاف دولار، وأول جملة قالتها صديقتي وهي مبتسمة عندما ذكر اسمي كانت "هيا لنحتفل"! هذه التجربة علمتني أننا نحن النساء بحاجة لأن ندعم بعضنا البعض، وأن بدعمنا لبعضنا البعض يوجد اكتفاء ذاتي عظيم وشعور بتحقيق الذات، وأن النصر الحقيقي ليس هو النصر الفردي وانما النصر الجماعي، وانه اذا فزت يومًا بدعم صديقة لي، وهي فازت بدعمي لها، كلتانا سنكون بمكان أفضل، وقدراتنا على متابعة دعمنا واحدة للأخرى ستكون أكبر بكثير، وبكلمات أخرى مكانة المرأة ستكون أفضل بكثير عندما تصبو نساء مجتمعنا لان تتميز، لان تحقق أحلامها وطموحاتها بدعم من حولها وبدعمها لمن حولها من النساء. بالإضافة، أنا أعتقد أن لرجال مجتمعنا أيضًا دورًا كبيرًا في دعم النساء اذ ان دعمهم للنساء سيعود بالفائدة على النساء، عليهم شخصيًّا وعلى المجتمع ككل.

ليدي: ما هي رسالتك للمرأة العربية؟
عبير: لكي تستطيع المرأة رفع مكانتها ورفع المجتمع ككل، عليها وعلينا كمجتمع أن نكف عن النظر اليها وكأنها جسم متعلق بداية بأبيها وأخيها ونهاية بزوجها وابنها. علينا أن نربي المرأة منذ صغرها على الاستقلالية، لأنه فقط حينها نستطيع أن نتحدث عن شراكة حقيقية بينها وبين الرجل، وفقط حينها نستطيع أن نتحدث عن مجتمع قوي اقتصاديًّا، سياسيًّا ومجتمعيًّا. لا يمكن أن نربي المرأة على أن تكون تابعًا ونتوقع منها أن تربي أجيالاً قائدة تنهض بالمجتمع! فقط اذا قمنا بتربية الفتاة منذ صغرها على أنها قائدة وأنها ولدت لتكون مستقلة، وأن عليها أن تعمل على أن تكون مستقلة يمكن فعلاً أن ننشئ مجتمعًا قائدًا ورائدًا في شتى المجالات. علينا أن ننظر الى كل أفراد مجتمعنا بغض النظر عن جنسهم كطاقات يجب الاستثمار بها وعدم الاستهتار بأي منها، وعدم كبت أي منها لأي سبب كان. أنا أؤمن بنساء مجتمعنا وبقدراتهن وبطاقاتهن، وأؤمن أيضًا برجال مجتمعنا وبأنهم سيفهمون أن تغيير المفاهيم الرجولية هو لمصلحتهم، ولمصلحة المجتمع ككل والأجيال القادمة، قبل أن يكون لمصلحة النساء أنفسهن.

صفحة كاكتوس الفيسبوكية: https://www.facebook.com/Cactusint

مقالات متعلقة