الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 09:01

ليدي- حليمة بشناق من كفرمندا ربت أبنائها وتبنت اطفالاً وتعلم النساء فنونًا يدوية

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 17/11/14 18:58,  حُتلن: 18:45

الحاجة حليمة بشناق "أم صالح" :

توجهت الى العمل في القش والخيزران لأني أحب كل ما يتعلق بالتراث بالرغم من أن الفكرة لم تخطر في بالي أبداً ولكن قبل حوالي أربع سنوات تم فتح جمعية "معاً" وفتحت المجال لهذا العمل في البلدة

بالرغم من اني ربة بيت وأم ولكن لدي الوقت الذي يمكن استغلاله في العمل وخصوصاً إذا كان انتاج قطع تراثية نادرة يمكن وصفها بشبه المنقرضة والهدف الرئيسي هو تنمية الهواية والعودة الى التراث وليس المال

العمل يشعر المرأة بأنها منتجة وتفيد المجتمع الذي تنتمي اليه كما ويخرجها من الروتين الذي تعيشه كل يوم ويقول لا وقت فارغ بعد الآن وأنا أؤيد عمل المرأة كثيراً في ظل التمييز ضد المرأة في المجتمع العربي

لم أفكر يوماً بأن هناك أطفالاً لم يذوقوا طعم الحنان في حياتهم وإن لم يمد أحداً لهم يد العون فلن يحلموا بمذاق هذا الطعم أبداً

في يوم ما وأنا أشاهد التلفاز رأيت فيلماً عن سيدة فيليبينية تحضن خمسمائة طفل فدمعت عيناي على هذا المشهد القاسي فقررت أن أتبنى أطفالاً وأتخذهم أبناء لي وأن أقدم لهم كل الرعاية والبيئة الانسانية ونشعرهم بحنان الوالدين وقد شجعني زوجي أبو صالح على هذه الفكرة

تعيش حليمة بشناق "أم صالح" من كفرمندا، في كنف عائلة تحترمها وتحتضنها في جو عائلي رائع، وخطواتها الانسانية والعملية، تتلقى دعمًا كاملاً من زوجها الاستاذ حسن بشناق الذي عمل لعشرات السنوات في المجلس المحلي وخرج الى تقاعد مبكر، ويقف الى جانب زوجته ويشجعها في كل مرحلة وفي كل قرار تتخذه، من اجل خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه، الابن البكر طبيب في الخارج وإخوته من بعده يسيرون على دربه، وقبل سنوات وبالرغم ان العائلة عاشت بفضل من الله ونعمه ورزقت بالاولاد والبنات، الا أن حليمة بشناق ارادت أن يكون اجرها عند الله اكبر، وارادت برفقة زوجها حسن مصاحبة رسول الله النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في الجنة لقوله "صلى الله عليه وسلم": (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً).

تحدثنا الحاجة حليمة بشناق "أم صالح" فتقول:" توجهت الى العمل في القش والخيزران، لأني أحب كل ما يتعلق بالتراث، بالرغم من أن الفكرة لم تخطر في بالي أبداً، ولكن قبل حوالي أربع سنوات تم فتح جمعية "معاً" وفتحت المجال لهذا العمل في البلدة، ففي الماضي كانت أمهاتنا وجداتنا يعملن في مجال الزيتون والسريس، واليوم طوّرت الفكرة الى سعف النخيل، فتوجهت الى الجمعية ودخلت في هذا العمل، وسررت كثيراً به لأن التراث يعني لي الكثير، ورغبت كثيراً أن أعيد ايام عزه في الوقت الذي تلاشى".

وتضيف ام صالح:" بالرغم من اني ربة بيت وأم، ولكن لدي الوقت الذي يمكن استغلاله في العمل وخصوصاً إذا كان انتاج قطع تراثية نادرة يمكن وصفها بشبه المنقرضة، والهدف الرئيسي هو تنمية الهواية والعودة الى التراث وليس المال، فالمبالغ التي نتقاضاها أنا وصديقاتي العاملات في نفس المجال بسيطة للغاية، ولكنها تسعدنا أيضاً فنشعر أننا نساهم في الدخل العائلي، وقبل سنة كنا في بيت لحم الجليلية، تلبية لدعوة من نساء يهوديات في "عيد الشفوعوت" رغبة في التعليم وإقامة فعاليات لمدة ثلاثة أيام وعلمنا اليهود كيفية العمل، ويوجد تواصل بين الطرفين منذ فترة طويلة، نتعلم منهم ونعلمهم، نصنع من القش الكثير من الاشكال التي تستعمل كزينة مثل الثريا، سلال بمختلف أشكالها وأحجامها، تعاليق زينة مختلفة، عش للطيور يوضع في الحديقة، سرير للرضيع، وغيرها". وتؤكد ام صالح:" العمل يشعر المرأة بأنها منتجة وتفيد المجتمع الذي تنتمي اليه، كما ويخرجها من الروتين الذي تعيشه كل يوم، ويقول لا وقت فارغ بعد الآن، وأنا أؤيد عمل المرأة كثيراً في ظل التمييز ضد المرأة في المجتمع العربي".

جولات في العالم
وحول جولاتها تقول الحاجة حليمة بشناق:" نلتقي بأناس من عدة دول كألمانيا والفليبين واسبانيا وايطاليا، الأمر الذي يرفع من معنوياتي أنا وزميلاتي في العمل، ويدخل الثقة بالنفس في رصيد شخصية المرأة، وكل من دخل بيتي قال إنه متحف، ففيه ماكينات خياطة قديمة وجرار من فخار وتحف أثرية، فالنساء الأخريات يتباهين بالأثاث الجديد، في حين أنا أفتخر بهذا التراث، وأن أقرب تحفة الى قلبي هي ماكنة خياطة والدتي رحمها الله، فعندما كنت في الصف الرابع علمتني أمي الخياطة عليها، واكتسبت خبرة الخياطة من والدتي، وما زلت احتفظ بها، وبالرغم من أن وقتي مليء ولدي أشغال كثيرة وهوايات عديدة، إلا أنني فضلت أن أحتضن أطفالاً في بيتي وأن أقوم بتربيتهم، لأني أشعر بأن الأطفال بحاجة الى العطف والرعاية، فهم محرومون من حنان والديهم، لم أفكر يوماً بأن هناك أطفالاً لم يذوقوا طعم الحنان في حياتهم، وإن لم يمد أحداً لهم يد العون فلن يحلموا بمذاق هذا الطعم أبداً، وفي يوم ما وأنا أشاهد التلفاز رأيت فيلماً عن سيدة فيليبينية تحضن خمسمائة طفل، فدمعت عيناي على هذا المشهد القاسي، فقررت أن أتبنى أطفالاً وأتخذهم أبناء لي وأن أقدم لهم كل الرعاية، والبيئة الانسانية ونشعرهم بحنان الوالدين وقد شجعني زوجي أبو صالح على هذه الفكرة، وتوجهت لملجأ للأطفال، فاستجابوا لطلبنا واستلمت طفلة وبعدها استملت طفلة أخرى واليوم تبلغ من العمر اثني عشر عاماً، في حين استلامها كان عمرها أربع سنوات، ولم تكن تتكلم ولا تأكل، واليوم أنا سعيدة جداً بأن وضعها تحسّن، الآن هي في مدرسة للتعليم الخاص. الاطفال ذوو الاحتياجات الخاصة منبوذون اجتماعياً وأنا أسعى وأحاول قدر استطاعتي اشعارهم بأنهم متساوون مع الآخرين، ولا أسمح لأي أحد أن يمس كرامتهم أو يهينهم".


الحاجة حليمة بشناق "أم صالح"

وتضيف ام صالح:" الابنة المتبناة الثانية استلمتها في حين كان عمرها ثلاثين يوماً، وقد تخلى عنها والداها فاحتضنتها في بيتي، واليوم تبلغ من العمر ثلاث سنوات. قبل شهر جاءنا خبر بأن عائلة هولندية ترغب في تبني هذه الطفلة، ولكننا رفضنا فهي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من العائلة، وخاصة أننا لا نقصر في حقها هي وأختها المتبناة، ونقدم لهما كل ما نقدمه لأبنائنا الآخرين، ضميري مرتاح جداً، وأشعر بالرضا لأني أنفذ التعاليم الدينية".

حسن بشناق "أبو صالح" من كفر مندا وزوج الحاجة حليمة بشناق قال:" نحن في بداية طريقنا اقمنا جمعية زيتونة البطوف، وتهتم بالشؤون النسوية في القرية وتفتح المجال امام نساء القرية للعمل في صناعة التراث، من القش وغيره، وتساعد في رفع مكانة المرأة وتساعد المجتمع وأن تعطي المرأة من وقتها وجهدها لمجتمعها، وهنا مركز الزوار ونستقبل زوارًا من البلاد وخارجها، حيث يحضرون مجموعات للتعرف على القرية، ويزورون عددًا من المواقع وزيارة المتحف الخاص بنا، والجمعية تفتح المجال امام المرأة لتكون امرأة منتجة في المجتمع العربي، والنسوة يقمن بعملهن المنزلي ومن ثم يتفرغن لتصنيع الادوات التراثية من اجل زيادة دخل العائلة، ونحن نسعى لايجاد مركز ثابت لنا لاستقبال اوسع جمهور، وقمنا بتجميع اغصان النخيل من كروم النخيل في بيسان، والنساء يقمن بالعمل على صناعة السلال في البيت، ومركزنا اليوم هو في البيت، وكلنا امل ان نوفق من اجل بناء بيت للتراث في القرية".


اعمال الخيزران والقش

مقالات متعلقة