الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 31 / أكتوبر 23:02

التنافس على السلطة المحلية/ بقلم: كاظم ابراهيم مواسي

كل العرب
نُشر: 17/11/17 12:49,  حُتلن: 16:00

كاظم مواسي:

السلطة المركزية كان ولا زال بوسعها أن تنجح الرئيس المنتخب أو تفشله فهي التي تمسك كل الخيطان المهمة في البلد وذلك بناء على تعاونه معها أو معاندتها أو تجاهلها

يتنافس المواطنون العرب على السلطة بشدة بسبب الفساد الذي نراه في كثير من البلدات، إفادة مجموعة والإضرار بمجموعة ثانية، أما في البلديات والمجالس الناجحة فتكاد لا تجد مصلحة او توظيف لا ترضى عنه الوزارة

تاريخياً.. بدأت مسيرة الانتخابات للسلطة المحلية في بداية الخمسينيات، وكان المواطنون ينتخبون أعضاء للمجلس الذين كانوا بدورهم يختارون بالأغلبية رئيساً ونواباً للمجلس، وكثيراً ما كانت تحدث الانقلابات باستبدال الرئيس بغيره الأمر الذي حذا بالسلطة المركزية أن تشرع انتخابات مباشرة لرئيس السلطة المحلية منذ عام 1979.
الانتخابات المباشرة لرئيس المجلس ولّدت في الوسط العربي تنافسات وتناحرات شديدة خاصة وأن الرئيس المنتخب يرضي جماعته ويضرب مصالح جماعة منافسيه بعرض الحائط الأمر الذي كان يزيد من شدة التنافس ويجعل رئيس المجلس منقاداً للتكتلات في بلده وليس كما تريده وزارة الداخلية تماماً بأن ينصاع لمشيئة السلطة المركزية.

السلطة المركزية كان ولا زال بوسعها أن تنجح الرئيس المنتخب أو تفشله فهي التي تمسك كل الخيطان المهمة في البلد وذلك بناء على تعاونه معها أو معاندتها أو تجاهلها.
نرى وسطنا العربي اليوم يقف بين المطرقة والسندان بين تقدم البلد ونجاح إدارتها بالتعاون مع السلطة المركزية أو تأخر البلد وعدم التعاون مع ذات السلطة.
يتنافس المواطنون العرب على السلطة بشدة بسبب الفساد الذي نراه في كثير من البلدات، إفادة مجموعة والإضرار بمجموعة ثانية، أما في البلديات والمجالس الناجحة فتكاد لا تجد مصلحة او توظيف لا ترضى عنه الوزارة.
وإثر هذا التنافس وإثر النجاح الذي يليه تأتي الغنائم وظائف ومناقصات ولا شيء أكثر من ذلك .
وفي القرى والمدن التي لا يتم التمييز بها بين مؤيد ومعارض وإنما بموافقة ومباركة السلطة المركزية يكون التنافس أمراً ذاتياً لتحقيق الطموح الذاتي والحلم لدى المرشح، وليس لتقدم البلد لان البلدية تعمل كل ما في جهدها لإرضاء المواطنين وإرضاء السلطة المركزية، فلماذا تحرقون أنفسكم في التنافس على السلطة المحلية يا عرب، هل لخدمة السلطة المركزية؟ هل لخدمة جماعتكم؟ هل لإرضاء نرجسيتكم وحبكم لذاتكم؟
رعاكم الله يا بني قومي وهداكم الى سبل الفلاح.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة