شاكر فريد حسن في مقاله:
تشكل المصالح والمخططات الامريكية أهم أسس استراتيجية الولايات المتحدة
ما يميز سياسة أمريكا الخارجية هي الغطرسة ، وشن الحروب العدوانية ، واذلال الشعوب وتدمير منجزاتها
الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط لا تكترث لاهمية احتياجات دول المنطقة ، ولا تهتم بشعوبها وقضاياهم واحتياجاتهم
من الواضح للقاصي والداني أن الاستراتيجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط ، تقوم على الهيمنة والسيطرة على الثروات الطبيعية ( النفط والغاز ) ، ونشر القواعد العسكرية للاطاحة بالانظمة السياسية الوطنية ، وضرب قوى المعارضة والمقاومة ، التي لا تروق لها ، كسوريا مثلاً وحزب الله ، ومشاركة الكيان الاسرائيلي في حروبه العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ، وحركات المقاومة العربية ، واعادة رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد .
وكان اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة قد أقنع ودفع الرئيس الامريكي بوش في حينه ، بشن الحرب على العراق وشعبه بهدف تدمير جيشه ومنجزاته الحضارية وتراثه واسقاط نظامه السياسي بقيادة صدام حسين ، ورسخوا القناعات لديه أن العراق أهم من افغانستان .
وتشكل المصالح والمخططات الامريكية أهم أسس استراتيجية الولايات المتحدة ، وتبني المواقف الاسرائيلية مهما كانت وحشية وهمجية ، وتتنافى مع المواثيق والعهود الدولية .
وما يميز سياسة أمريكا الخارجية هي الغطرسة ، وشن الحروب العدوانية ، واذلال الشعوب وتدمير منجزاتها ، ونهب ثرواتها ، وكل هذا تحت يافطة وباسم الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والحفاظ على السلم العالمي ..!
لقد شنت الولايات المتحدة مع قوى التحالف حربها العدوانية الشرسة على العراق ، ودمرت حضارته ومنجزاتة وبناه التحتية ، ونهبت أمواله ، ومارست حرب الابادة الجماعية بحق شعبه في الفلوجة وغيرها من المدن والمحافظات العراقية ، واطاحت بالنظام السياسي ، واعدمت الرئيس العراقي صدام حسين في ليلة العيد ، وكل ذلك بذريعة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل ، وعلاقته بتنظيم القاعدة ، وتخليص العراق وتحريره من نظامه الديكتاتوري المستبد ، وأيضاً فعلت بليبيا ما قامت به في العراق بناء على طلب وتوجه مما يسمى الجامعة العربية ، وبمشاركة قطر والامارات وبدعم من آل سعود .
وتسعى الولايات المتحدة القضاء على ما تبقى من حركات تحرر وطني ، وقوى وطنية وتقدمية ، وأنظمة عربية مقاومة وممانعة لا تسير في الركب الامريكي ، وذلك بالحجة الواهية مكافحة الارهاب ودول محور الشر سوريا وايران وتنظيم حزب الله في لبنان ، فضلاً عن تهويد القدس ، والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل ، ودعم الاستيطان الكوولوينالي في الضفة الغربية .
ولذلك فان الولايات المتحدة تحاول جاهدة التخلص من الورقة الفلسطينية ، بعد فشلها القضاء والاطاحة بالنظام السوري ، وتصفية القضية الفلسطينية ، وتكريس الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية ، ضمن السياسة التي ينتهجها ترامب ، وفي صلبها اعترافه بالقدس كعاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس ، اضافة الى تشكيل حلف دنس مع السعودية واسرائيل ودول الخليج العربي لمواجهة ايران وحزب الله في المرحلة القادمة القريبة ، وهذا ما كشفت عنه الزيارة السرية التي قام بها الامير بندر بن سلطان قبل فترة وجيزة لتل أبيب ، وحمل معه ملفات سرية وحساسة تتعلق بالأمن القومي السعودي والخليجي .
وعليه فان الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط لا تكترث لاهمية احتياجات دول المنطقة ، ولا تهتم بشعوبها وقضاياهم واحتياجاتهم ، وانما وفقاً ما يحمي المصالح الامريكية والاسرائيلية فقط ، ولذلك فان سياسات امريكا تتغير وتتلون كالحرباء مع كل الدول ، ولكنها تظل وتبقى ثبتة وراسخة تجاه ما يحقق مصالح وأهداف واشنطن وتل أبيب ، والمطلوب من دول المنطقة بناء استراتيجياتها وسياساتها وتحالفاتها وفقاً لظروف ومتطلبات المرحلة ، وطبقاً لمصالحها واحتياجاتها والمخاطر والتحديات المقبلة والمحتملة ، دون أن تعول على دور راعي البقر الامريكي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net