الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

قصتنا للحلوين: أرنوب وثعلوب

كل العرب
نُشر: 29/12/17 18:42,  حُتلن: 08:03

ذات يوم قال ثعلوب لأرنوب: لقد تشوقت كثيرا إلى حيلك وألاعيبك التي لا تنتهي .. فضحك أرنوب قائلاً : وأنا أيضا تشوقت كثيرا إلى خداعك والاحتيال عليك . فقال ثعلوب: ما رأيك أن نخرج معا ، لنرى من منا الغالب ، ومن المغلوب ! فقال أرنوب:أنا موافق ، وإن كنت واثقا أنني سوف أغلبك.. فقال ثعلوب من يربح أخیرا، یربح کثیرا ... وهكذا سارا معا ، وبعد فترة شعرا بالجوع ، وكانا يحملان دجاجة، فقال أرنوب: أنا جائع جدا..

وقال ثعلوب: وأنا جائع جدا .. هيا بنا نذبح الدجاجة .. فقال أرنوب : ما هذا الذي تقول ؟! الدجاجة تعطينا كل يوم بيضة، لن نذبحها أبدا ، وأطلق أرنوب الدجاجة ، فجرت على الأرض و راحت تنفر فيها ، فوجدت حبّة من القمح ، فأحضرتها في منقارها إلى أرنوب .. ورأىر حبة القمح ، فقال: هيا بنا نطحن هذه الحبة ونخبزها رغيفا.. فقال أرنوب مستنكرا: ما هذا الذي تقول ؟! هل يمكننا صنع خبز من حبة قمح واحدة؟! فقال ثعلوب : وماذا سنصنع بها إذن ؟! فقال أرنوب: من الأفضل أن نزرعها.. فقال ثعلوب: كنني لست ماهرا في الزراعة، خاصة زراعة القمح.. فحرث أرنوب الأرض ، وغرس حبة القمح ، ثم سقاها بالماء وظل الأيام والليالي جالسا بجوارها يحرسها، حتى لا يلتقطها طائر فى منقاره..

وبعد أيام نبتت حبة القمح وأخذت تنمو بسرعة مهولة، حتى صارت شجرة كبيرة ، ولم يمض وقت طويل حتى صارت محملة بالسنابل .. فقال أرنوب لثعلوب: لقد حان وقت حصاد القمح .. هيا بنا لنحصد قمحنا .. فقال ثعلوب متكاسلا: ولكنني لا أجيد حصاد القمح، فحصدَ أرنوب سنابل القمح ، وقال لِثعلوب: ھیا بنا لندرس السنابل، فنحصل علی القمح .. فقال ثعلوب: أنا لا أعرف ، كيف يدرس القمح .. فأحضر أرنوب النورج ، ودرس القمح ، ثمّ فصل عنة التبن ، وعبأه في عدة جوالات، وقال لثعلوب : هيا بنا نطحن القمح، لنحصل علی الدقیق ... فقال ثعلوب: لكنني لا أعرف كيف يطحن القمح.. فطحن أرنوب القمح وحصل على عدة أجولة من الدقيق، وقال لثعلوب: ماذا سنصنع بكل هذا الدقيق ؟! فقال ثعلوب: نصنع به كعكة كبيرة .

فقال أرنوب: إذن هيا لتعجن العجين .. فقال ثعلوب : لكني لا أعرف کیف يصنع العجین .. فأحضر أرنوب وعاء كبيرا وضع فيه الدقيق، تُم وضع علیه الماء و عجنه ، ثم صنع منه كعكة كبیرة جدا، ثم قال لثعلوب: تعال لنشعل الفرن ، ونخبز الكعكة .. فغافل ثعلوب أرنوبا وربط الكعكة بسلك رفيع، ثم قال لأرنوب: لكنني لا أجيد الخبيز.. فـأحضر أرنوب حطبا كثيرا،وأشعل الفرن ثم وضع الكعكة فيه، وجلس ینتظر بجوارها، حتى نضجت، وهم أرنوب أن يخرج الكعكة من الفرن، لكنه رأى شيئا عجبا، فقد قفزت الكعکة من الفران ، وراحت تجري، وهي ترقص..

وراح أرنوب يجري خلفها مُحاولا الإمساك بها دون جدوى ، حتى اختفت الكعكة تماما ، فرجع أرنوب حزينا من أجل ضياع الكعكة .. أما ثعلوب فقد استولى على الكعكة النفسه، بعد أن جذبها بالسلك ، فجلس خلف كومة التبن، وراح يستخرج قلب الكعکة الطري، ویأكله ، حتی انتهی منه تماما .. ثم حشا الكعكة بالتبن، وحملها عائدا إلى أرنوب، قائلاً: لقد تمكنت بعد جهد من الامساك بالكعكة الشقية، فجلس أرنوب يأكل داعيًا ثعلوبا إلى الأكل معه، فقال له ثعلوب : كل أنت ، فأنا لست جائعا.. وما أن فتح أرنوب الكعكة، حتی عرف أن ثعلوبا قد خدعه وأكل قلبها ، ولم یترك له سوی التبن ...

فنظر إليه قائلا: أنت تربح هذه المرة.. وسار أرنوب مع ثعلوب، فحصلاً على جرة عسل نحل، فقال له ثعلوب: من الأفضل أن نخبي هذه الجرة في تجويف شجرة، ولا نفتحها و نأكل مئها الاً معا، فوافقه أرنوب ، و هکذا أخفيا الجرة في تجويف الشجرة .. وفي الليل تسلل أرنوب إلى الشجرة ، فأخرج جرة العسل ، ووضع بدلاً منها جرة ماء.. ثم أخفى جرة العسل في مكان أمين ، وعاد إلى مكانه ونام .. وبعد قليل تشوق ثعلوب إلى العسل ، فتسلل إلى الشجرة ، ورفع الجرة ليشربها كلها دفعة واحدة، لكنه فوجئ بدل العسل بالماء فتضايق كثيرا وعاد إلى أرنوب قائلاً: لقد خدعتني ووضعت بدل العسل مَاءَ... أَیَن أَخفیت العسل أيها المحتال..

فضحك أرنوب وقال : أنت أيضا خدعتني ، وأخذت قلب الكعكة ، ثم حشوتها بالتبن..أين أخفيت قلب الكعكة ! فقال ثعلوب: لقد أكلته، وتركت لك التبن.. وقال أرنوب: وأنا أیضا شربت العسل، وتركت لك الماء .. فال ثعلوب: أنت مخادع ولاتصلح أن تكون رفيقا .. وقال أرنوب : وأنت كسول ومحتال ، ولاتصلح أن تكون رفيقا .. وهكذا افترقا.. 

مقالات متعلقة