الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 13:01

رشا بولس مجلي: العاملة الاجتماعية العربية الاولى بنتسيرت عيليت.. رغم الصعوبات نحن قادرات

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 25/06/19 12:00,  حُتلن: 16:54

كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!

رشا بولس مجلي، أم لطفلين، حاصلة على اللقب الأول في العمل الاجتماعي ولقب ثان بالعلاج بالفنون من جامعة حيفا، مُحاضرة في كلية أورانيم لمساق استكمالات العلاج بالفنون، ومرشدة طلاب السنة الأولى والثانية في مساق لقب ثان للعلاج بالفنون في جامعات وكليات بالبلاد، تدير مركز تمكين عن طريق وزارة الرفاه الاجتماعي والذي يهدف لإعطاء خدمات تدعيمية وتعليمية وتوجيه مهني، لها مبادرتها الخاصّة في أحد المراكز الجماهيرية والذي يحمل اسم ألوان.


رشا بولس مجلي

البداية
عندما اخترت دراسة موضوع العمل الاجتماعي أكاديميا، اخترته لأنّه مجال يتيح الفرصة لمساعدة الآخرين، بعد تخرّجي في عام 2007 كنت العاملة الاجتماعية العربية الاولى التي تعمل في بلدية نتسيرت عيليت، في البداية عملت ضمن التّدريب ما بعد التعليم (الستاج)، ومع نهايته اقترحوا عليّ أن أستمر بالعمل معهم ضمن وظيفة كاملة، ومن حُسن الحظ كُنت بفترة وجود برنامج ممول تحت عنوان "مدينة دون عنف" بعدها استلمت لجنة بلدية وبدأنا بالتخطيط للتقليل من نسبة العنف، ليس على مستوى فردي فحسب إنما على مستوى وزارة الصّحة".
سعيت جاهدة لأتطوّر في عملي ولأثبت أنّ المرأة العربية يُمكنها ان تُحقق ذاتها أينما كانت، وأنّها تستطيع أن تتألّق في مجالها، بالتّأكيد وجدت دعمًا كبيرًا جدًّا من المحيط رغم عدم إنكاري لوجود بعض المُشككين بي فقط لأنّي عربية وامرأة، ولكن لهذه الأسباب تحديدًا زاد التّحدي عندي فقررت التطلّع إلى الشّق الإيجابي في الموضوع وتطوير مشاريع تخصّ المواطنين العرب في نتسيرت عيليت، فعملت على بناء اول نادي نسائي للنساء العربيات في المدينة، وبعدها أصبحت المُترجمة الرّسمية للبلديّة، إذ أنّ كُل مُتعالج يُريد أن يحصل على علاجه بلغته، وهذا سبب إضافي لإثبات وجود أكبر لي في العمل، مجال عملي احتوى بشكل كبير ضحايا العنف الأسري ونساء مُعنفات".
في تلك الفترة بعد عام على عملي كعاملة اجتماعية في البلدية دمجت مع العمل الفنون والطين، ووجدت نفسي كثيرًا في المجالين، لذلك قررت خوض تجربة فريدة بالفن وألا يكون في حياتي مُجرد هواية، فالتحقت بالجامعة لدراسة الموضوع أكاديميا للقب الثاني، ولولا وجود الدّعم ممن حولي لما استطعت إكمال الطّريق، ولكنّي تحدّيت واًصرّيت على أن أصل لهدفي المنشود، بعد انهائي اللقب الثاني تخصّصت بموضوع علاج أطفال ضحايا اعتداء جنسي في المجتمع العربي وحرصت على إعطائهم كل الدّعم والأمان والراحة رغم أنّها كانت من أصعب الوظائف وأكثرها حساسية، بعد اقترابي من انهاء اللقب الثاني في العام 2011 قررت إدخال الفن إلى الغرف العلاجية وتفاجأت بالكثير من الأمور الإيجابية التي أضافها الفن في الجلسات العلاجية".


رشا برفقة عائلتها

بعد إنجابي طفلي الأول، في العام 2015، قررت أنّي لا أريد الاستمرار بالعمل بمجال النساء المعنفات واطفال ضحايا التحرشات لأنّي شعرت باكتفاء تام وبدأت أنظر إلى الامور من زاوية أخرى مُختلفة لأني صرت أما فتنازلت عن هذه الوظيفة بالتّحديد". بعدها تسلّمت وظيفة إدارة مركز لقاء اهل وولد، التابع لبلدية نتسيرت عيليت، بدعم من فسم الرفاه ومن خلاله كنت أقدّم الخدمات الإرشادية والعلاجية لعائلات، وبالرّغم من كل صعوبات هذه الوظيفة إلا أنّي تعلّقت بها".

مركز ألوان
عمل فردي صغير بشغف كبير تحوّل اليوم إلى مركز يتوجّه إليه الكثير من المتعالجين الذين يأتون إليه عن طريق صندوق المرضى بعد توقيع عقد مع المركز بعد الاعتراف به من صناديق المرضى كذلك من بالمسار الأزرق في وزارة التربية والتعليم، ويشغل برامج الاحتواء وبراعم ومشاريع اخرى عن طريق وزارة التربية والتعليم، كذلك أصبحالمركز اليوم وجهة مهمة للمستشارين والمدارس الذين وجدوا لدينا المهنية في العمل.

بعد أن أخذ المركز موقعه وبدأ يتوسّع وبدأنا نلمس النجاح بشكل جليّ، فكّرت أن أخطو خطوة أكبر وأن أتوسّع في المجال، عندها سمعت صوت أمي يهمس في أذني مُحذّرًا إياي بأنّه يجب ألا أسمح بان يأخذ عملي مساحة أكبر من اللزوم، أو أن يأخذ من وقتي مع أطفالي، ومن جانب آخر صوت أبي الذي كان يؤكّد لي على الدّوام أن لا شيء يمكنني خسارته خلال التجربة بل إنّها ستضيف إلى رصيدي خبرات، وعليّ ان أعمل اليوم قدر المستطاع طالما الأمر لا يؤثّر على عائلتي، دعم أهلي نفسيا ومادّيًا ومعنويا، أبي أمي وزوجي لي كان الأساس في الاستمرار والتّوازن ومنح كل الجوانب في حياتي حقّها الكامل، ولولا هذا الدّعم لما وصلت إلى ماانا عليه اليوم، فالعائلة أوّلًا وهي المصدر الأساس لأي انسان الذي يمنحه بطاقة التميّز والتّألّق مع الحرص على وجود السّعادة والفرح" .

لعبة "عيلتنا"
قبل عام قام المركز بإنتاج لعبة أسميناها "عيلتنا"، واستطعنا من تحصيل دعم لهذه اللعبة لأنّها أثبتت أنها تساهم في تطوّر الطفل، في هذه اللعبة بطاقات تحوي على كلمات تعبّر عن مشاعر حقيقية وصور للعطاء والبكاء والفرح والمحبة وجميع الاوضاع والحالات التي يمكن لأي عائلة أن تمرّ بها يوميًّا، لذلك هذه المشاعر من المهم أن نشرحها للطفل وأن نستغل أوقاتنا الثمينة معهم في أمر مفيد وأن نشرح لهم عن هذه المشاعر بالتّالي نبنيها معهم ونضمن تماسكا اسريًّا أقوى، ومن المهم أن أذكر أنّ اللعبة تبلغ قيمتها 100 شيكل ونحن تعهّدنا أن يكون ريعها في كل عام لمؤسسة معينة، في سنتها الاولى راح الريع لأطفال السرطان وهذه السنة لأطفال في ضائقة".

رسالة أم عاملة للنساء
أنا أفتخر بنجاحي المهني ونجاحي العائلي، واجهت الكثير من التّحدّيات خلال جميع هذه السّنوات ولكنّ دعم أهلي وإصراري على أن أحقق طموحي كان في سلم أولوياتي لذلك وصلت إلى ما انا عليه اليوم، كأم أريد أن أقدّم نصيحة لجميع الأمّهات، رغم أنّ أحلامنا وطموحاتنا كبيرة ويجب علينا بوقت ما أن نحققها جميعًا ولكن أطفالنا هم أهم من كُل شيء لذلك أنصح الأمهات أن يعملن بوظيفة جزئية مبدئيًّا وأن يحرصن على تقديم الدّعم اللازم والكافي لأطفالهن، لأنّ الدّمج بين وظيفة كاملة وأطفال هو أمر صعب جدًّا وأحيانا تكون عواقبه وخيمة، إحساس السّعادة الذي أشعره مع أطفالي لا يعادل سعادة أخرى، الأطفال أولا ثمّ العمل وباقي الأمور، ورسالتي من امرأة للنساء أقول تمسّكن بأحلامكن، حتّى لو كنتن في البداية مضطرّات على تقديم بعض التنازلات ولكن الإصرار على الوصول وتحقيق الذات هو الذي يمنح كل امرأة ثقة بنفسها وبكيانها، لكل امرأة، ابدئي الآن، الآن هو الوقت الخاص بك لا تهملي أحلامك والتجارب هي الدّليل على النّجاح القادم حتّى لو وقعت مرة أو مرّتين، أنت بحاجة لنفسك" .
 

مقالات متعلقة