الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 01:01

خطورة النفخ والتنفس/ بقلم: حازم ابراهيم

حازم ابراهيم
نُشر: 27/11/19 18:26,  حُتلن: 22:19

إن النفخ في الطعام والشراب أو إخراج النفس فيه عادة يومية يفعلها الإنسان دائما عندما يأكل أو يشرب شيئاً ساخناً بغرض تبريده، ولكنها للأسف عادة خاطئة جدا وقد تؤدي والعياذ بالله للإصابة بمرض خطير أو التهاب الأغشية المبطنة للمعدة القُرحة.

توجد في اجسامنا بكتيريا صديقه بعكس تلك الضارة وهي تساعد الجسم على مقاومة بعض الامراض وهي توجد في الحلق ، لكن حين يقوم الانسان بالنفخ في الطعام والشراب تخرج هذه البكتيريا مع الهواء الخارج من جوف الانسان ولكن بمجرد ملامستها لسطح ساخن تتحول الى بكتيريا ضارة مؤدية الى الاصابة بالقرحة او السكري او مرض خطير ، ففي الانسان تعيش بكتيريا تسمى بيلوري pylori)) تلك البكتيريا عند خروجها من الفم تكون ضاره بدرجة كفيلة انها تصيب الانسان بمرض خطير جدا في المعدة ، أيضا تسبب تلك البكتيريا ضعفا في إفراز الأنسولين بالبنكرياس مما يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر بالدم وحدوث مرض السكري.

حذرنا ونهانا النبي من قبل 1400 سنة من النفخ في الطعام والشراب او التنفس بهما فعن ابن عباس رضي الله عنهما (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يُتنفًّس في الإناء أو يُنفخَ فيه) رواه الترمذي ، وقال صلى الله عليه وسلم : (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء) رواه البخاري ، وفي هذا الحديث نهي للشارب أن يتنفس في الإناء الذي يشرب منه ، سواء انفرد وحده بالشرب من هذا الإناء أو شاركه فيه غيره ، فلا يُتنفس في الإناء ولا يُنفخ فيه وهذا من مكارم الأخلاق التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يدعونا الى قواعد صحية عرفها علماء البكتيريا والطب بعد قرون ، وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم طبيب يحذرنا من الامراض الجسدية ، إن النفخ في الطعام الحار او الشراب الحار يدل على العجلة وعدم الصبر إذ قد يخرج مع النَّفَس او النفخ بصاق أو مخاط أو بخار ردئ ، فمن الافضل لصحة الانسان أن لا ينفخ في الإناء لتبريد الطعام الحار بل يصبر إلى أن يبرد ، ومن السُنة النبوية ترك الطعام الحار حتى يبرد يذهب فورُه ودخانُه فإنه اعظم للبركة ، فعن اسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها كانت اذا ثرَدَت غطّته شيئاً حتى يذهب فورُه ودخانُه ثم تقول : إني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنه أعظم للبركةِ (صحيح على شرط مسلم ) إن من المفيد والأفضل والمستحب في الطعام الحار أو الشراب الحار كالشاي والنسكافيه والقهوة او المرقة تركه حتى يبرد ويذهب عنه بخاره ثم يؤكل او يُشرب ولا يؤكل حاراً فمن المعروف أن الحار طعام اهل النار (وسُقُوا ماء حميماً فقطّع أمعاءهُم ) فمن فعلها فاته أجر امتثال هذه التوجيهات النبوية ، كما فاته أيضاً التأدب بهذا الأدب الرفيع الذي تحبه وترضاه النفوس الكاملة.

مقالات متعلقة