بعد سنوات من المحاولة للتوصل إلى خطة إصلاح متفق عليها في واحد من أهم قطاعات البنية التحتية في البلاد وفي اطار خطة الإصلاح في الموانئ البحرية، تم توقيع امس على اتفاقية عمل جماعية تاريخية التي تضمن استعداد ميناء حيفا لعصر المنافسة المقبلة. هذا وتمثل الاتفاقية خطوة كبيرة وهامة في إطار خطة الإصلاح في الموانئ البحرية وترسيخ سلسلة من التفاهمات التي ستساعد ميناء حيفا على أن يصبح أكثر كفاءة، مع التركيز على مستهلكي النقل البحري، وضمان المستقبل المهني والاقتصادي للعمال.
وقد حضر التوقيع على الاتفاقية كل من رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد، رئيس نقابة عمال النقل آفي إدري، رئيس مجلس إدارة ميناء حيفا إيشيل أرموني، مدير عام شركة الميناء ماندي زالتسمان، مدير سلطة الشركات الحكومية يانكي كوينت، نائب مدير سلطة الشركات الحكومية مئير شمره، نائب مدير الرواتب إفي مالكين، مدير سلطة الشحن والموانئ يغئال ماؤور، رئيس الهستدروت في ميناء حيفا موشيه مزراحي، ممثلو لجان ميناء حيفا وممثلي وزارة المالية.
هذا ومع دخول الاتفاقية الموقعة حيز التنفيذ، سيتم الشروع بإجراءات عديدة اصلاحية التي تم الاتفاق عليها مع مختلف القطاعات، وسيضمن ذلك زيادة ملحوظة في الإنتاج، مما سيمكن شركة ميناء حيفا من استيعاب المزيد من البضائع والشحنات دون الحاجة إلى زيادة القوى العاملة في الشركة. وبهدف الاستعداد للمنافسة، ستشمل إجراءات الاصلاح المنصوص عليها في الاتفاقية، خطة تقاعد طوعية لـ 200 موظف في الميناء، والذين يمكنهم الخروج التقاعد بشروط ممتازة، بما في ذلك دفع المخصصات الشهرية، منح علاوة وأشهر تأقلم مع برنامج التقاعد الطوعي. وبذلك سيتمكن 30 موظفًا من الخروج للتقاعد الفوري.
كما وتحدد الاتفاقية شبكة امان لدفع المحفزات هذا وسيتم منح حماية لموظفي الجيل "ب "، الذين تم استيعابهم في العمل حتى 12 يونيو 2017، ستتم حمايتهم من الفصل الجماعي لمدة 10 سنوات من تاريخ بدء المنافسة. هذا ولضمان صمود الميناء المستقبلي، ووفقًا للمخطط الذي وافقت عليه اللجنة الوزارية للخصخصة في الأسبوع الماضي، سيتم طرح ميناء حيفا للبيع لمستثمر استراتيجي، مع إعطاء الأولوية للمستثمر في مجال الحاويات في السعي لزيادة نطاق عمليات ونشاط الميناء. وكجزء من خطة الخصخصة، تقرر أيضًا أن يستثمر المشتري الاستراتيجي ما يصل إلى مليار شيكل في رأس مال الشركة، كما تم تحديد آليات حماية الأموال الاستثمارية ورأس المال المتراكم للشركة.
ويأتي توقيع اتفاقية الإصلاح اليوم نتيجة لاستمرار توقيع اتفاقيات نقل عمال قسم البحارة في ميناء حيفا الى شركة ميناء إسرائيل المحدودة في 27 أغسطس 2019، والتي تنظم شروط عمل ونقل عمال قسم البحارة إلى شركة موانئ اسرائيل أو للشركات التابعة، مع ضمان خصوصية انشطة قسم البحارة في جميع انحاء الحيز البحري لخليج حيفا. كما وتستكمل الاتفاقية الحالية في الواقع استعدادات شركة ميناء حيفا للمنافسة مع بدء نشاط ميناء حيفا المخطط له لعام 2021.
كما وحضر توقيع الاتفاقية شركاء آخرون الذين رافقوا عملية التفاوض من بينهم: رئيس قسم التقاعد، في الهستدروت، المحامية مايا بري –ألترمان، المحامية ميري مالكي من الشعبة القضائية التابعة لقسم التنظيم المهني في الهستدروت, ومسؤول شعبة نقابة عمال النقل القطرية في الهستدروت ألون فايس، واوهاد الكفيتس والمحامي نوعم ريف نيابة عن مفوض الأجور في وزارة المالية.
وقال رئيس الهستدروت، أرنون بار دافيد مع التوقيع على هذه الاتفاقية: "من خلال الحكمة، الإبداع والتعاون، وصلنا إلى هذه اللحظة التأسيسية والتاريخية في واحد من أهم قطاعات البنية التحتية في إسرائيل. كل هذا تم من خلال الحفاظ على الامن الوظيفي للعمال ودون المساس بمكانتهم وحقوقهم، مع ضمان الازدهار والنجاح المتواصل لميناء حيفا. كما وستستمر الهستدروت في العمل حتى يتم الانتهاء من خطة الإصلاح في ميناء أشدود، مما سيؤدي إلى تحسين الخدمة العامة والربح الاقتصادي بأكمله. هذا وستمكننا هذه الخطة من نقل الموانئ إلى مكان جيد وعدم التخلي عنها ".
وأضاف بار دافيد: "كما عملنا على الإصلاح التاريخي في شركة مكوروت، أثبت الهستدروت مرة أخرى بانها شريك حقيقي للإصلاحات والتغييرات التي يمكن أن تحسن وتطور الاقتصاد الإسرائيلي. أنا فخور بأننا تمكنا من قيادة ميناء حيفا إلى بر الأمان بعد سنوات من المحاولة. لم يكن كل هذا ممكنًا لولا وجود مجموعة مهنية بقدرات عالية من المديرين والموظفين، واشخاص مسؤولين ومبدعين، صغارًا وكبارًا الذين قادونا بجد وذكاء إلى هذا الواقع ".
وأشار رئيس نقابة عمال النقل، آفي إدري: "هذه اتفاقية فريدة من نوعها تم تحقيقها في عالم من الخصخصة. اولينا اهتماما بمصالح الشركة تمامًا كما اولينا الاهتمام للموظفين. لقد جلبنا الشركة والموظفين إلى بداية المنافسة باستعدادية وجهوزية اكبر، وأقوى واصرار على النجاح. لقد وجدنا إدارة وموظفين يعرفون كيفية السعي، حلولا حتى في الأوقات الصعبة، وإذا استمروا على نفس المنوال، فإن السماء هي الحدود ".
وقال رئيس مجلس إدارة شركة ميناء حيفا، إيشيل أرموني: خطة التقاعد والاصلاح هي خطوة أخرى في دعم الخطة الاستراتيجية لإعداد الميناء للمنافسة. اعتبارا من صباح الغد، ستصبح سلسلة من الإجراءات الاصلاحية سارية المفعول، التي من شأنها زيادة الإنتاج. بحلول نهاية هذا العام، من المتوقع أن يتقاعد حوالي 30 موظفًا كمرحلة اولى. أشكر جميع الأطراف التي شاركت في عملية التفاوض سواء ممثلي الدولة وممثلي الموانئ. واجهنا تحديًا كبيرًا وتم تحقيق الخطوة الأولى "
المدير العام لشركة ميناء حيفا، ماندي زالسمان قال من جهته: "ان الاتفاقية الموقعة اليوم، تكمن أهميتها التاريخية في المستقبل بشكل خاص. إلى جانب كوننا متميزين في الشركات الحكومية، في غضون ثلاث سنوات سنكون شركة تتمتع بتغييرات جذرية مختلفة تماما".
وقال وزير المواصلات السيد بتسلئيل سموتريتش: "إن الإصلاح في ميناء حيفا وفتح الميناء للمنافسة هو حدث مهم لدولة إسرائيل ومواطنيها. ستزيد الاتفاقية بشكل كبير من الإنتاج في ميناء حيفا دون الحاجة إلى زيادة القوى العاملة. سيؤثر هذا الإصلاح على الاقتصاد الإسرائيلي والاستعداد للمنافسة في الموانئ كما هو الحال في المجالات الأخرى التي تسهل على المواطن وتساهم في خفض تكلفة المعيشة. هذه خطوة مهمة وصحيحة للاقتصاد الإسرائيلي، ويسرني أننا وصلنا إلى هذا اليوم. أشكر جميع المشاركين في هذا العمل، بما في ذلك الوزير يسرائيل كاتس، رئيس مجلس الإدارة السيد إيشيل أرموني ، المدير العام للميناء السيد ماندي زالسمان ، وكذلك ليانكي كوينت ورئيس الهستدروت السيد أرنون بار ديفيد على الاتفاق المهم ".
اما مدير سلطة الشركات الحكومية يانكي كوينت فقال: "إن التوقيع على اتفاقية الإصلاح التي تتخذ فيها إجراءات اصلاح مهمة للشركة إلى جانب موافقة اللجنة الوزارية للخصخصة في الأسبوع الماضي على بيع شركة ميناء حيفا إلى مشتري استراتيجي، وهو مشتري الذي يمكنه زيادة إنتاج الميناء استعدادًا للمنافسة ، إنها خطوات مرحب بها لجعل ميناء حيفا لاعباً رئيسياً في المنافسة الاقتصادية في الموانئ البحرية في دولة إسرائيل. أولاً وقبل كل شيء، أود أن أهنئ موظفي شركة ميناء حيفا لتعاونهم مع إدارة الشركة، حيث عملوا على مر السنين للحفاظ على الإنتاج العالي وتحقيق الميناء لإنجازات عظيمة وأنا متأكد انهم سيفعلون ذلك في المستقبل. شكراً لوزير المالية موشيه كحلون، وزير المواصلات السابق والحاضر السيد يسرائيل كاتس، السيد بتسلئيل سموتريتش ورئيس الهستدروت السيد أرنون بار ديفيد.
واما مفوض الاجور ومسؤول اتفاقيات العمل إفي مالكين فقال: "تهانينا لجميع العاملين. تمثل الاتفاقية الموقعة اليوم خطوة مهمة في تحويل اقتصاد الموانئ البحرية إلى اقتصاد تنافسي يضمن العديد من اللاعبين لتحسين مستوى الخدمة التي سيستفيد منها المستوردون، المصدرون والصناعة ككل، وبالتالي تحسين إنتاجية الاقتصاد وتشجيع نمو الاقتصاد الإسرائيلي ".