الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 09:01

الظُّلم لن يدوم

بقلم:زهير دعيم

زهير دعيم
نُشر: 14/07/20 13:36,  حُتلن: 02:34

في قنٍّ جميل ، يقع داخل بلدة صغيرة ، عاش أربعة من الدِّيكة ، عيشة هادئة هانئة ، مع مجموعة من الدّجاجات والصّيصان.
وفي أحد الأيام، أحضر صاحب القنّ من المدينة ديكًا روميًا، وأدخله الى القنّ. استقبل أهل القنّ الدّيك الرّوميّ بالتّرحاب وحُسن الضّيافة، ولكن سرعان ما ظهرت نواياه في الضّرب والسّيطرة، حيث بدأ يهاجم الديكة: الأسود والأحمر والبُنيّ، وحتّى انّه هاجم الدّيك الأبيض العجوز، وسْطَتذمّر الدّجاجات واستيائهنَّ. ومع الأيام، ازدادت قسوة وشراسة هذا الدّيك.
وفي يوم ربيعيٍّ مُشمسٍ، أعلن الدّيك الرُّوميّ، أنّه يريد القيام بجولة في الحقل القريب، وأنّه يرغب بعد عودته، أن لا يرى الدّيك الأسود في القُنّ.

خرج الدّيك الرّوميّ الى الحقل، مُتكبّرًا ومُتفاخرًا بقوته، بعد أن أدمى الدّيك الأسود، وأشبعه نقرًا وضربًا، مُحذِّرًا ايّاه، بأنَّ "علقته"ستكون سوداء كلونه، إن عاد ووَجَدَه في القُنّ.كانت الدّيكة الثلاثة الباقية في ذلك الوقت، تنظر من بعيد، وهي خائفة أن تفعل شيئًا، في حين انزوت الدّجاجات والصّيصان، في الزّاوية البعيدة من القُنّ... وما كاد الديك الرومي يخرج من القُنّ حتّى عقدت الدِّيكة الأربعة، اجتماعًا طارئًا، تلبية لطلب الدّيك الأبيض، بحثت فيه الأمر من كلّ جوانبه .
قال الدّيك الأبيض :" يا أحبائي وأهل عشيرتي، لقد أصبح وضعنا صعبًا، وذلك بعد أن ازدادت قسوة الدّيك الرّوميّ، ولم يبقَ أمامنا، الا التَّصدّي له، ولا يأتي هذا التّصدّي الا بالوحدة ..فهيّا نتحضّر بسواعدنا، لكي نقف وقفة رجل واحد ،أمام هذا الدّيك عند عودته، وكونوا على يقين، بأنّنا نستطيع أن نتغلّب عليه، وأن نطرده من هنا ". لقد أصبت يا صديقي في قولك ...صاح الدّيك الأسود وسأكون أنا، أوّل من يصرخ في وجهه ويتصدّى له. وهذا ما قالته أيضًا بقيّة الدِّيكة ..وبهذا الاتفاق، انتهى الاجتماع . بعد ساعة، عاد الديك الرّوميّ إلى القنّ، فَرَفَسَ بابه بِرِجله كعادت، وهمَّ بالدّخول، فاعترض طريقه الدّيك الأسود صائحًا في وجهه صيحةً قويّة : "الى أين أيّها القاسي ..لم يعُد لكَ مكان بيننا، اخرج من هنا، فأنت شخصيّة غير مرغوب فيها ...ولا نريدكَ أن تعيش بيننا ".
ضحكَ الدّيك الرّوميّ عاليًا وقال : "أنسيتَ يا صاحبي"علقة الصَّباح؟ ! ..وهمَّ بالهجوم عليه .
فهجمت عليه الدِّيكة الأربعة، من جميع الجوانب بقوّةٍ وعزمٍ شديديْنوأشبعوه نقرًا ونَتفًا، وسْطَ تصفيق الدّجاجات والصّيصان بأجنحتها. وبعد أن انتهت المعركة، ظهرت علامات الضّرب على الدّيك الرّومي، وما كان منه، الا أن فرَّ هاربًا من القُنّ، وهو يصيح من أوجاعه وآلامه.. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة