الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 02:02

وكأنّها لَم تَكُن..!

بقلم: أحمد الغرباوي

احمد الغرباوي
نُشر: 09/09/20 12:27,  حُتلن: 18:06

 فى شرودٍ وفجائيّة حِيرة المَلّاح يتصلّبُ أمامها.. كما هو مُنْذ رحيلها؛ تمزّقُ الرياح شراعـه.. وتلطمهُ الأمْوَاجُ؛ دون هوادة؛ وبلا رحمة عَصْفٍ.. ويتناثرُ غَيْمات شريدة بسموات غريبة.. يكادُ يَخْتنقُ.. فمالَـه أبـدًا فرار.. ولا ثبات إتّخاذ قـرارْ.. وتقفُ أمامه ليْست كماهى.. على شفتيه تزحفُ ألسنةُ تشوقٌ حارقةٌ.. يتطايْرُ.. ويتأرجحُ..
رَعْشةُ إباء وتمَنُّع مَنْ يرغبُ ويستعِرُ.. حُمْرَة جَمْرِ الحَيْاء؛ وعبء إيمان كِبْريْاء يَجْثمُ.. وثقل ذِكْرَى رحيلها؛ زيارارت نسائم سوداء تصّاعد وضربات سيْاط نَبْضه.. حجارات صلبة ترجُّ القفص الصدرى.. وأنفاسُ مِنْ بَيْن الرَّحى تتصارعُ كرًّا وفرًّا..  تخونُ سرّه الأبَدى.. وتُعْلِنُ فشل وخَيْبَة جهاد نسيْان حُبّه الأوْحَد.. والتخلّص منه.. بعدما ظنّ أنه نجح بدفنه داخل نفسه..
ولم يدر؛ أنّه فقط أخفاه.. ويحاولُ أن يبعدُ عن حقيقة رحيلها.. وقرارها الفجائى بالزواج من غيره.. وماهرب منها.. كم يحاولُ وحاول.. ويكادُ جواد الاشتياق يفرُّ مِن قيْد شَفَتيه.. ولمضمارِ ثغره يعبرُ..
الصهيلُ عال.. وسيول طعنات الأمْسِ تتدفّقُ إلى حنايْا صدره.. ورغم ظاهر خشوعه؛ يكابدُ أنْ يوقفه.. ولا تزل أرْدِيْة الظلام تلتحفُ إشراق فجر .. وتتركه وتزمّل بأسر سَحَر بهيمٍ..

وعصفورُ الحُبّ لا يموت.. ولا يترك لنوارسِ العِشْقِ فرصة لتعانق النّور.. وتغنى لتوقظه..توقظ الكونَ أغنيّة جميلة بحاضره.. ولا يزل الوجود العاطر غَيْر قادرٍ على البوحِ بمرآةِ حُجْرته.. ودون أنْ يَدْرى؛ وفى حُرقة الأمّ الحنونعلى فقد أوْحَد نبت رحمها.. وكمساءات أعوام أمْسه، كانت قد عبرته.. و وكأنّها لم تكُن..! 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com

مقالات متعلقة