الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 13:01

مُسَافِرةٌ... - رشا وتد

رشا وتد
نُشر: 18/09/20 23:10

وقفت على رصيف المحطّةِ
فوجدتها ممتدّة للأبدِ
حبلًا طويلًا كحبلِ المسدِ
صعدت الى القاطرةِ
وجدتها مكتظّة كسوق عتيق في البلدِ
جَلسْت،فتجلت نفسي معكوسة كمرايا من حولي
اعمارهنَّ متفاوتةِ
ولكنّهنَّ يشبهنني وكأنّهنّ نفسي
وجدت الصّبا والشّباب وأرذل العمرِ
يجلسن أمامي بتوعّدِ
يقلن لي: أجل نحن أنت وانت نحن فلما الأستغراب والتّرددِ!؟
كنتِ وستكونين ماهو نحن فلا تمتعضِ
نظرت من النّافذة وجدتها روض من الجنّةِ
خيول موسومة تعدو، لها أجنحةِ
فراش لا يعرف للفرح أبدِ
كنت هناك،أجل هناك طفلة تخطفُ الفرولةَ من يد الجنّيةِ
كنت بسذاجة الحمل ونعومة الوجدِ
مهرولة بين أشجارِ الخروب والتّمر هندِ
وعلى مدّ البصر الممتدِّ
سحبٌ كغزل البنات تقطر سكرًا
وعصير يوسف أفندي
كنت هناك أميرة بتاج لؤلؤ وياقوت وثوب
بألوانه دائم التّبرعم والتّبتلِ
مرَ القطارُ سريعًا لمرحلةِ الشبابِ والتّجندِ
بعزم وقوة أندفاع الطّير المهاجر قبيل الدّجى المتشرّدِ
وبتفتح البركان المتأجّجِ
فغدى العمر كالنّحلة الباحثة عن رحيقِ الشّهدِ
والعنكبوتُ التي تُحيك بيتها بحنكةِ
بخطفِ البصرِ تجعّدت السّنوات كجذع السّنديانةِ
الشّاهقةِ
والرّياح بسياطها تعصفُ وتجلدِ
فننها لكل صوبِ
كالبومة الحكيمة هناك هناك بعيدًا
فوق الجبال الشامخةِ
بشموخ وعنفوان النّسور والصرارة والشوّخةِ
ما زالت الرّوح ذاتها ولكن تغّيرت الأثوابُ والجلدِ
أشتدَّ عودي وعظمت عزيمتي وأصبحت أكثر تزهّدِ
ولكن صفّارة القطار أعلنت عن الوصولِ
والنّزول في المحطّةِ
ضاعت الرّؤيا والاماني بالتّفرجِ
يا قطار العمرِ مَرَرتَ سَريعًا
فلمَ العجلةِ !...تريثْ
ولم الشّقاء والتّعب والتّكبدِ!
سِرْ، سِرْ الهوينة فالروحُ ما زال بها
هناءة وتبغددِ
فالنّهر ظمأ للحرية والحبور ويناشد بالتّزودِ
تريث ...تريث يا قطار العمر!
ما زال بالعمرِ فٌرصٌ
للفرحِ والرغدِ.

مقالات متعلقة