الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

السكتة الدماغية العابرة علامة تحذير لسكته دماغية في المستقبل!/ د. نزار حوراني

د. نزار حوراني
نُشر: 22/10/20 11:52,  حُتلن: 16:27

* د. نزار حوراني، طبيب أعصاب، مدير وحدة السكتة الدماغية في المركز الطبي بوريا

ما هي السكتة الدماغية العابرة؟

السكتة الدماغية العابرة (Transient Ischemic Attack ,TIA) هي حادثة حادة، تحصل خلالها تشويشات عابرة في تدفق الدم إلى منطقة معينة من الدماغ، وهي تؤدي إلى حصول عوارض عصبية تنتهي خلال فترة قصيرة من الوقت (خلال بضعة دقائق غالبا).
هذه الحادثة قد تشكّل حالة استباقية لسكتة دماغية تتسبب في ضرر عصبي دائم، وتنطوي على مخاطر حدوث إعاقة كبيرة، بل وقد تتسبب في الوفاة.
إن مخاطر هذا النوع من السكتة الدماغية هي مخاطر فورية، ولذلك فهنالك أهمية كبرى في مسألة التشخيص، الذي سيؤدي إلى إجراء سريع لمجمل الفحوصات والعلاجات الضرورية للتقليل من هذا الخطر. في حال ظهور هذه الحاله على المريض التوجه حالا وفي اسرع وقت بواسطة الاسعاف الى غرفة الطوارئ.


د. نزار حوراني

أعراض السكتة الدماغية العابرة متنوعة وتشمل ضعف عابر في اليد و/ أو القدم في ذات الجهة من الجسم، تشوّش عابر في القدرة على النطق او الكلام، الدوخة وانعدام الاستقرار العابرين، الرؤية المزدوجة العابرة، وغيرها.


الفرق بين السكتة الدماغية العابرة والسكتة الدماغية
الفرق الوحيد بين السكتة الدماغية العابرة (TIA) وبين السكتة الدماغية (Stroke) يكمن في مدة النوبة. فصحيح أن السكتة الدماغية العابرة (TIA) تنتهي تماما خلال فترة زمنية شديدة القصر (من بضعة دقائق حتى نحو الساعة)، إلا أنه يُتوقّع أن شخصا من كل 9 من المصابين سيمر بسكتة دماغية واسعة خلال الأيام الـ 90 التي تتلو إصابته بالسكتة العابرة. من الصعب توقّع أي من المرضى الذين مرّوا بالـ TIA ستتطور لديه في نهاية المطاف سكتة دماغية، إلا أنه كلما كانت مدة النوبة طويلة، كلما تفاقم الخطر بشكل كبير للإصابة بسكتة دماغية. السكته الدماغيه فقد تؤدي الى عوارض طويلة المدى, الشلل او حتى الموت.

عوامل الخطر للسكتة الدماغية العابرة:
• تقدم في العمر
• زيادة في ضغط الدم غير المتوازن.
• السكري
• فائض في الدهون والكولسترول في الدم
• الرجفان الأذيني (פרפור פרוזדורים)، وهي تشوش وتيرة نبض القلب التي تدفع القلب إلى النبض بشكل غير منتظم، وهي ترفع من مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية العابرة/ السكتة الدماغية العادية بخمسة أضعاف أكثر، إن لم يتم تقديم علاج وقائي باستخدام مضادات تجلط الدم.


الوقاية من السكتة الدماغية
بهدف الوقاية من حدوث السكتة الدماغية العابرة أو أية جلطات دماغية في المستقبل، فإننا ننصح أولا بالحفاظ على نمط حياة صحي، بما يشمل التغذية المتوازنة والنشاط البدني المنتظم. والحفاظ على نمط حياة صحي، وهو ما يعد في الطب الطريقة الأكثر صحية والأكثر توازنا من أجل الوقاية القصوى ومنع عوامل المخاطرة بالإصابة بأمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية في الدماغ.
من المهم الالتزام بنمط تغذية تقل فيه الدهون المشبعة (كاللحوم الحمراء، الزبدة، المارجرين، البيض، والأجبان عالية الدسم)، وتفضيل الأطعمة الثرية بالدهون غير المشبعة (كزيت الزيتون، الأفوكادو، الطحينة)، وينبغي الحفاظ على معايير LDL (الدهن السيئ) تحت الـ 100 ملغرام/ لكل ديسي لتر، ولمرضى السكري، فإننا ننصح بالحفاظ على منسوب تحت الـ 70 ملغرام /لكل ديسي لتر.

النشاط البدني ضروري من أجل الحفاظ على الصحة، حيث أن النشاط الأكثر فعالية لهذا الغرض هو التمارين الإيروبية المعتدلة (المشي السريع، السباحة، ركوب الدراجات الهوائية، وغيرها)، لمدة ثلاثين دقيقة، لثلاثة مرات في الأسبوع على الأقل.
هنالك أهمية قصوى في إجراء فحوصات ضغط الدم، ومراقبته وموازنته إذا ما استدعت الحاجة (خصوصا لدى من يعانون من السمنة المفرطة أو أولئك الذين يستهلكون الكحول، والذين لا يمارسون نشاطا بدنيا، والمصابون بالسكري أو أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض)، هذه الفحوصات ضرورية من أجل منع الإصابة بالسكتات الدماغية والقلبية. ينبغي القيام بالفحوصات حتى لو كنتم تشعرون بأنكم على ما يرام. إن زيادة ضغط الدم، "القاتل الصامت"، هو عامل الخطر الأكبر المؤدي للإصابة بالسكتة. فعلى العكس من الأمراض الأخرى، فإن زيادة الضغط في الدم لا أعراض له (وبناء عليه فقد تمت تسميته بـ "الصامت")، ولن يكون بالإمكان اكتشافه إلا عبر إجراء قياس لدى الطبيب أو في المنزل. عبر إجراء قياسات لضغط الدم.

من المهم إجراء قياسات لمستويات السكر في الدم، ومراقبتها والقيام بموازنتها إن استدعت الحاجة. إن عدم توازن السكري في الدم تعد هي الأخرى عامل خطر قد يؤدي إلى التسبب بالضرر وسد الشرايين الصغيرة بشكل أساسي داخل الدماغ وداخل الأعضاء الأخرى، وبذا فإن السكري بإمكانه أن يتسبب في انسدادات صغيرة في الدماغ من دون الإحساس بها، ويطلق عليها إسم "الانسدادات الصامتة".

متابعة الرجفان الأذيني، والتعالج بمضادات التجلّط. يعدّ الرجفان الأذيني عامل خطر هام مسبب للجلطات الدماغية. إذ يدفع الرجفان القلب للانقباض بشكل سريع وغير منتظم. وبسبب ذلك، فإن تدفق الدم في القلب يرتفع ويطرأ انخفاض عام في تدفق الدم بين حجيرات القلب وأذيناته. والدم الذي لا يتدفق يميل إلى التجلط ويسحبه الدم أثناء تدفقه نحو الدماغ، والتسبب في حدوث جلطة دماغية. إن المتعالجين في الجيل الثالث الذين يعانون من الرجفان الأذيني في الحجيرات يعيشون في دائرة خطر أكبر بخمسة أو ستة أضعاف للإصابة بالجلطة الدماغية، مقارنة بالسكان الذين لديهم نبض قلب منتظم وسليم إن التعالج عبر مضادات التجلط في هذه الحالة يقلل احتمالات خطر الإصابة بالجلطة الدماغية بنسبة الثلثين.

الوقاية!
في نهاية المطاف، إن الطريقة الأساسية لمحاربة السكتة الدماغية العابرة أو السكتة الدماغية تكمن في الوقاية!
اعملوا مع أطبائكم من أجل تشخيص وموازنة جميع عوامل الخطر، ومن ضمنها: ضغط الدم الزائد، السكري، فائض الدهون في الدم، التدخين، السمنة، والتشوشات في وتيرة نبض القلب. اهتموا بإجراء رقابة صحية دورية وقوموا بالخضوع للفحوصات الطبية الروتينية بحسب توصيات طبيبكم. 

مقالات متعلقة