الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 04:02

سُنة مهجورة عند نزول الغيث/ بقلم: حازم ابراهيم

حازم ابراهيم
نُشر: 04/11/20 13:49,  حُتلن: 17:53

يُستحب عند نزول المطر تعريض الجسد للمطر ، وهذه سُنَّة قد يستغربها كثير من الناس وهي تعريض الجسد للمطر أول نزوله ، فقد روى مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَطَرٌ ، قَالَ : فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَهُ ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ قَالَ : (لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى) قال النووي رحمه الله قوله : معنى حسر كشف ، أي كشف بعض بدنه ، ومعنى حديث عهد بربه أي بتكوين ربه إياه ، ومعناه أن المطر رحمة وهي قريبة العهد بخلق الله تعالى لها فيتبرك بها ، فمن السُّنَّة النبوية عند نزول المطر أن يخرج له الناس ويكشفون جزءًا من جسدهم وذلك دون كشف العورة ، ويُعَرِّضون هذا الجزء للمطر بشكل مباشر ، أي دون حائل الثياب أو المظلات أو غير ذلك..

وقد برَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله : (لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى ) فالمطر علامة الرحمة والخير وهو البشرى من الله تعالى ، والمطر حديث الخلق والتكوين وهو الحياة للأرض والإنسان والحيوان ، حيث ينزل نعمةً ورحمةً في وقتٍ على بعض العباد ، وينزل نقمةً وعذابًا في وقت آخر على عباد آخرين فعن ابن عباس رضي الله عنه أن السماء مطرت فقال لغلامه : أخرج فراشي ورحلي يصيبه المطر . فقال أبو الجوزاء لابن عباس : لم تفعل هذا يرحمك الله ؟ قال : أما تقرأ كتاب الله (ونزلنا من السماء ماء مباركاً) فأحب أن تصيب البركة فراشي ورحلي ، اخي المسلم عند نزول الغيث وسماع الرعد ومشاهدة البرق يجب على المسلم الدعاء ، أن تقول : اللهم صيـباً نافعاً ، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال : ( اللهم صيـباً نافعاً) رواه البخاري وعن زيد بن خالدٍ الجهني قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر السماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: ((هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ،قال: أصبح من عبادي مؤمنٌ بي وكافرٌ، فأما مَن قال: مُطِرْنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمنٌ بي كافرٌ بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنَوْء كذا وكذا، فذلك كافرٌ بي مؤمنٌ بالكوكب)) رواه البخاري ومسلم ، وفي كتاب إحياء علوم الدين للغزالي قال : لا يستدير الرغيف ويوضع بين يديك حتى يعمل فيه ثلاثمائة وستون صانعاً ، أولهم ميكائيل عليه السلام ، وهو الذي يكيل الماء من خزائن الرحمة ، ثم الملائكة التي تزجر السحاب والشمس ، والقمر ، والأفلاك ودواب الأرض ، وآخر ذلك الخباز ، أسأل الله عزّ وجل الذي يُحي الأرض بالمطر أن يُحي قلوبنا بحبه وذِكره وان يوحد صفوفنا .

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة