الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 23:02

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع-اسراء بشير

اسراء بشير
نُشر: 05/01/21 11:28,  حُتلن: 11:31

 مواقع التواصل الاجتماعي تؤثر على المجتمع بأكمله بدون استثناء ،وخصوصاً الأطفال والمراهقين .

العديد من الأهالي يعانون من التغيير الملحوظ والملموس على تصرفات ابنائهم ، بحيث ان تصرفاتهم تتركز على مفهوم التقليد الاعمى لشخصيات معينة التي قد  يعتبرها المجتمع "شخصيات مؤثرة" ، هذا التغيير يزعج الاهل بشكل كبير ، فهم يشعرون بأن أطفالهم تحت سيطرة وتأثير شخص غير معروف فيرتبك الأهل من شخصية أطفالهم بسبب الحياة المزيفة التي يعيشونها . 

سهولة الوصول والانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي التي لا تتواجد تحت المراقبة المستمرة من قبل الأهل والدولة ،  يعطي الشرعية لكل طفل بعدم التعبير عن نفسه من خلال التصرفات العفوية والطفولية التي من المفروض ان تكون بداخل كل طفل ،التقليد ينبع من اعتبار  بان هذه الشخصيات لديها حياة مثالية ومليئة بالحياة ،على سبيل المثال الشخصيات الكوميدية التي يتركز عملها على القيام  بالمقالب "مضحكة " والتي تؤدي في بعض الاحيان لأضرار جسيمة وجميعها تنحدر تحت محتوى  "كوميديا".

لا ذنب للاطفال بمشاهدة مقالب بلا معنى كهذه، ولكن من المفهوم ضمناً انهم يجدون بهذه المقالب انها مضحكة ووسيلة ناجحة لتقضية الوقت ، فيلجأون الى محاولة تقليدهم.

الأطفال غير مدركون بأن " المقالب المضحكة" أحيانا نتائجها ليست كالمتوقع فمن المحتمل أن تكون غير مرغوبة ولم يتم التخطيط لها .

الشخصيات المؤثرة التي تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي هدفهم إظهار  الجانب الإيجابي من حياتهم اليومية ومجال عملهم، لذلك يشعر الاخرون انهم أشخاص فاشلون وليس لديهم حياة جيدة فهم يجهلون أن النجاح وَليد الفشل ،لا يعرفون ان وراء كل فشل نجاح وان كل شخص ناجح ومؤثر عانى الكثير لكي يصل وحتى الآن يعاني ولديه العديد من الاضطرابات والعقبات التي تواجهه في حياته كل يوم دون توقف ، ومن الطبيعي أن لا يظهر حياته "السلبية" ،من منا لا يحب أن يظهر بصورة مثالية أمام الجميع؟

مسؤوليتنا تجاه الأجيال القادمة هي أن نشرح لهم أنهم ليسوا بحاجة لتبني تصرف أحد، جميعناً مختلفون بصوره مميزه بنا ،لذلك من المهم توعية اطفالنا على انه من الرائع ان نبلغ قمة النجاح، ولكن من الأروع أن نثابر في سبيلهِ بالامور التي تميزنا عن باقي الأشخاص، وعلى أن لا وجود لإنسان قد وصل الى ساحة النجاح إلا وقد دفع ثمنِه.

 

مقالات متعلقة