سادة الزمن الرديء
يا سادةَ الزمنِ الرديءِ
آفةُ الأرضِ أنتمْ
وأنتم الوباءْ
نهبتم الحياةَ من رحمِها
فقأتُم أعينَ النجومِ في السماءْ
من أجلِ مالِكمْ
قتلتُم كلَّ بُقعةٍ خضراءْ
حرمتم النحلَ والإنسانْ
والمياهَ في الأنهارْ
من عُذريِّة الهواءْ
من أجل السُلطةِ والجَشعْ
حبلُ الوُدِّ
بين الريحِ والبِحارِ انقطعْ
حبلُ الوُدِّ
بين الحياةِ والغاباتِ انقطعْ
صارت الأحراشُ
التي دلّلت غُزلانَها تُقْتَلعْ
أشجارُ الزيتون
التي أرضعت ذُريةَ العُصورْ
صارت تُقتلَعْ
يا سادةَ الهلاكِ والبلاءْ
لأجلِكمْ
صار الرعاةُ سادة البيداءْ
وصار تاجرُ المجوهراتِ
تاجر البِغاءْ
***
بالأمسِ كُنّا نرضعُ الحليبَ
من ثديِ الأرضْ
كُنّا نشربُ المياهَ
من نافورة السّماءْ
اليومَ صار الفقرُ
سلْعَةَ للأغنِياءْ..
بالأمسِ
كان سادةُ القومِ أتقياءْ
اليومَ صارَ سادةَ الكونِ
زمرةٌ من فُحول الأثرياءْ
لأجلِكم يا سادةَ الزَمَنِ الرديءْ
اليومَ
لم يعُد في القُدسِ أنبياءْ
يوسف حمدان - نيويورك