الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

الماضي يكشف الحاضر- بقلم: ريما طوني سرور

ريما طوني سرور
نُشر: 09/03/21 23:39,  حُتلن: 08:12

لا أريد أن أكتب وأطالب بحقوق المرأة ولن أحاول إثارة الشفقة والكتابة عن المساواة بالحقوق بين رجل وإمرأة، لا أحب هذه الشعارات، هناك أمور أهم من ذلك علينا تسليط الضوء عليها في المجتمع، لنحرر أنفسنا من تلك الأفكار، المنافسات والسباقات الهدامة والمشحونة، فالحياة هبة الله وتتسع للجميع. لكل منا مسار وطريق له وحده رجلاً كان أو إمرأة.

 


المرأة التي تثق بنفسها، وتحاول مراراً وتكراراً، تتحلّى بالصبر، الجهد والتضحية، عندما تقع في حب نفسها وتهوى تفاصيلها، تتغاضى عن كل عائق في طريقها إمرأة عصامية تستغل كل فرصة ذهبية تأتي في طريقها لترفع من مكانتها وتساعدها في الوصول لأهدافها، وتقدّر القوة التي منحتها إياها الطبيعة، قدرة التحمّل النفسية والجسدية التي لا يملكها الرجال، تلك إمرأةٌ يمكنها فرض نفسها، الحصول على ما تريد بكل هدوء وسلام، بل وأيضا المجتمع هو الذي يحتاجها، إمرأة مثقفة متعلمة، تعلم قيمة نفسها، تشرق وتزهر أينما كانت. تستمر وتتألق رغم كل ما يدور حولها.

ها أنا اكتب مقالي المتواضع كوني ملهمة ومهتمة في المجال القانوني الجنائي بالأخص، فمهنة المحاماة أشبه بمهنة الطب الذي يشخّص حالة المريض ويوصف مرضه ومن ثم ينتقل لمرحلة العلاج، وهو كذلك المحامي قد ينسب الجريمة إلى القانون المناسب ومن ثم يتم العلاج بالعقوبة وأيضا لن ننسى حلقة البحث والتحقيق المهني والعالي بمساعدة الشرطي المثابر والمحامي الذكي. وفي نهاية المطاف سوف يتم القضاء والحكم من قبل القاضي العادل.
بحسب رأيي ان كل مجرم يعاقب بما يستحق، لكن ليس بالقانون فقط، يعاقب بالدين أيضاً. فمن الممكن ان نصادف قاضي غير منصف ولكن الله عادل، ولو أعفى القاضي عن جميع المجرمون فان الله عادل ومحب ولا ينسى المظلوم وينصره ولو بعد حين... وان بالكيل الذي تكيلون به يكال لكم.
اسال نفسي ما سبب هذا الكم الهائل من الجرائم، هل سببه الحرية والديمقراطية التامة في مجتمعنا؟ ام ان هذه الحرية هي أداة لتطوير المجتمع؟.

تبدأ الجريمة منذ الصغر، عندما يتعدى طفل على صديق ، قريب، كبير او صغير، تعدي جسدي او كلامي. فان لم يتم وضع ردع مناسب للطفل من قبل الاهل فإنه حتماً في اللاوعي سيعتقد أن ما فعله هو ليس بخطأ كبير أو خطر، فعملياً هو ينتقل إلى درجة أخرى من التعدي والتصرفات الغير لائقة، حتى يصل يوماً لأعمال إجرامية. تماماً كالطبيب الذي يشخص حالة مريضه باستهتار منذ البداية ولا يتم علاجه فهذا يسبب لضعف حالته الجسدية بعد مدة زمنية واحتياجه للأدوية الكثيرة والمعاناة الشديدة ومن الممكن ان يؤدي للموت بسبب الإهمال والاستهتار في البداية.

الطفل هو هبة ونعمة من الله، فمن واجب الأهل الاهتمام بأولادهم الذين يخرجون إلى العالم، انني اعارض فكرة ان المدرسة هي الأساس، لان الأساس هو البيت. بالمقابل لا انفي أهميتها، الطفل بالفعل يحتاج للمخالطة، للدراسة، للنجاح، للفشل ولدروس ذات أهمية في الحياة، ولكن المدرسة الحقيقية التي تنمّي الطفل هي الأم الصالحة والبيت الصالح، فالبيتُ مدرسةٌ. الأساس هو التعاليم الصالحة التي يتم زرعها في عقول أولادنا، الأسس التعليمية والتربوية والدينية فكل هذا يتم تأسيسه في البيت، من واجب الأهل وضع حدود واضحة وخطوط حمراء للأبناء ومنع تنمية الشر والحقد أو أي مشاعر بشعة بداخلهم، فيبنوا بيوتاً بدلاً من تهديمها. فان الماضي يكشف الحاضر٫ ومن خلال تصرف الطفل ينعكس هذا لمستقبله. فلا يكفي ان تكتشف ام ان طفلها عنيف وتغريه الاسلحة والعنف ويشاهد مقاطع العنف بأنواعه بل واجب عليها معالجة الأمر والبحث عن الأسباب وعن الحلول المناسبة وعدم الاستخفاف والاستهانة بالموضوع.
على المرأة أن تكون قوية مدركة لما حولها، تعلم كيف تتصرف تقوم بتحديد أهدافها وأين تخطو الخطوة الأولى فأن لم تكن كذلك سوف يتم تدميرها كشجرة تسقط من الرياح.


آذار ٢٠٢١

------------
ريما طوني سرور - عشرون عاماً، وُلدتُ في قرية عيلبون.
طالبة حقوق سنة أخيرة في كلية أونو - فرع حيفا.
عائلتي مكونة من ٨ أفراد، حاصلون على درجات علمية وكلٌ منهم يعمل في مجاله الخاص. أتممت سنة من الخدمة المدنية في المجلس المحلي في قسم مكافحة العنف. أهوى مجال الكتابة، الصحافة والإعلام، وأحلم بدمج المعرفة ومجال تعليمي في الحقوق مع هواياتي، كما وأحب الفن بجميع مجالاته، أحترف فن الاتصال البصري فأنا أعمل في التصميم الجرافي في مكتب تسويق منذ سنوات ، أملك شهادة في التصوير الفوتوغرافي أيضاً،
بالإضافة أنا أهوى الموسيقى سواءً بالاستماع أو بالعزف، أعزف على آلة البيانو وآلة العود منذ ١٢ سنة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة