الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

ما أشطركم في مهاجمة بعضكم... يا ريت تتعاملوا مع اليمين بهذه الحدة-الإعلامي/أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 18/03/21 12:48,  حُتلن: 15:20

المتعارف عليه خلال فترة التحضير للانتخابات البرلمانية في المجتمعات التي تحترم نفسها، أن يقوم المتنافسون بعقد حلقات انتخابية ويستعرضون برامجهم أمام الناخبين ويناقشون بنودها معهم بكل حرية. والملاحظ خلال الحملة عدم سماع أي كلمة سوء بحق الأحزاب المنافسة، فلا تخوين ولا تكفير للغير، ولا اتهامات ولا "زعرنات سلوكية" ولا عنف لقظي ولا "قلة أدب" في مواقع التواصل الاجتماعي، بل كل شيء يسير بهدوء وعقلانية وحكمة. لكن ما أراه في مجتمعنا العربي هو عكس ذلك تماماً.


لماذا لا يركز المتنافسين في القائمتين على توعية الناخب العربي من اليمين الإسرائيلي بشكل مكثف، مثل تكثيفهم للهجوم على بعضهم البعض.الذين يتحدثون باسم الدين "والحلال والحرام" لم نسمع منهم كلمة واحدة ضد تصريحات عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش الذي هاجم الدين الإسلامي، ووصفِه بـ "دين الإرهاب"، ألم تسمعوا بهذه التصريحات؟
هناك فلسطينيون لا ينتخبون ولا يؤمنون بالكنيست، ويتساءلون عما فعلته مؤسسة الكنيست لفلسطينيي الداخل منذ تأسيس إسرائيل حتى اليوم. وهناك "عرب إسرائيل" يرون فيه منبراً للمطالبة بحقوقهم، ويعتبرون الكنيست "تاجاً" على رؤوسهم. "مبروك عليهن". تصوروا أن المرشحين لمجلس الشعب الإسرائيلي الذي بسمى "كنيست" هو الوحيد في العالم الذي لا يحمل اسم برلمان. فكل دول العالم متفقة على تسمية "برلمان" باستثناء إسرائيل المصرة على اسم "كنيست" انطلاقاً من مباديء توراتية. فماذا نتوقع من دولة، الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها دستور؟
تعالوا نتصارح بكل هدوء: في العام 2015 طبلوا وزمروا لتأسيس "القائمة المشتركة"التي اعتبروها وحدوية لأنها ضمت الأحزاب الثلاثة المعروفة (الجبهة،العربية للتغيير والتجمع) إضافة إلى "الحركة الإسلامية الجنوبية". بمعنى أن هذه القائمة جمعت كل المتناقضات في النهج السياسي، لأن المبدأ العام لكل حزب يختلف كلياً عن الآخر، لكنهم تحالفوا وأطلقوا على تحالفهم "إرادة شعب".
هذا التحالف لم يدم، لعدم وجود أساس سياسي سليم يربطهم ببعضهم البعض. وتفككت "المشتركة". فهل هذا التفكك هو أيضاً إرادة شعب؟ ظهر صوت من المشتركة يقول: يجب تغيير النهج. طيب "شو اللي بدكو اياه؟" ما بدنا نكون لا في جيب اليمين ولا في جيب اليسار. شيء جميل ولكن كيف؟ هذه النقطة أريد بحثها بهدوء أيضاً مع رافعي هذا الشعار. أنتم تريدون، "الحفاظ على ثوابت وطنية وشعبية، ومطالب عربية نُحققها بِنِدية ومن فوق الطاولة ". كلام سليم شفوياً. وتقولون في أدبياتكم:" "سنذهب للانتخابات هذه المرة من اجل تعبيد طريق جديدة للسياسة العربية، التي تحررت من قيودها الداخلية، فلا يسار يقيدها ولا يمين يحجرها ، ولا إملاءات خارجية تكبح قدراتها ".
أنتم تعرفون يا سادة، أن المطالب العربية التي تتحدثون عنها تحققها الحكومة وبدون موافقة الحكومة لا تحقيق لمطالب، والحكومة القادمة يمينية بالطبع حسب كل المؤشرات، إذاً يجب التعامل مع حكومة اليمين لتحقيق مطالبكم من فوق الطاولة. إذاً لا بد من الدخول إلى جحر اليمين.
نقطة أخرى: ما هي السياسة العربية الجديدة؟ لم نسمع شرحاً تفصيلياً عنها سوى جملة واحدة فقط "لا في جيب اليمين ولا في جيب اليسار". هذا كل ما سمعناه. ثم يا ريت تشرحوا للناخب عن الإملاءات الخارجية لأن الناخب العربي من حقه أن يعرف وليس أن يقرأ فقط.
قائمنان تتنافسان واحدة نمل اسم " المشتركة" الثلاثية التركيب تقول انها تخوض الانتخابات "من أجل كرامة وحقوق" المواطن العربي والثانية تحمل اسم "الموحدة" وتقول انها "صوت واقعي مؤثر وحقيقي". يوم الإمتحان اقترب. يوم صناديق الاقتراع أصبح على بعد مسافة قصيرة. يوم الثالث والعشرين من هذا الشهر هو يوم الحسم لعرب إسرائيل المصوتين والمرشحين.
صناديق الاقتراع ستظهر بكل وضوح من يدعم اليسار ومن يدعم اليمين، ومن في جيب اليسار ومن في جيب اليمين. لكن المؤكد أن من يأمل تحقيق مطالبه من حكومة يمينية فلا بد أن يدخل في جيب نتنياهو شاء أم أبى لأن أبو يائير فيما ( لو نجح) هو الذي سيكون صاحب القرار في الاستجابة لتحقيق أي مطالب. ونقطة أول السطر بدون لف ودوران.

مقالات متعلقة