الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 14:01

الاستغباء ام الغباء البيبستي؟

فاطمة عمر خمايسي

فاطمة عمر خمايسي
نُشر: 21/03/21 12:48,  حُتلن: 16:34

رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي عرفه بعض الشباب بكنية "أبو يئير" بهدف السخرية وانتقاده أصبحت أشهر من نار على علم مؤخرا.
ولكن المسوق السياسي استطاع استغلال هذه الكنية لصالحه وتحويلها لشعار انتخابي رنان تترجم الى لافتات انتخابية وزيارات عديدة الى البلدات العربية بهدف استجداء صوت الناخب الفلسطيني في الداخل.
"أبو يئير" قام بتمثيل مشاهد مسرحية سياسية كثيرة ومنها: تربعه في صحراء النقب، حيث ظهر يصب القهوة لمستقبليه او كما وصفهم "أصدقائه".
بعد انتهاء هذه المسرحية والتقاط المشاهد المناسبة ونشرها على وسائل التواصل كان الستار قد أسدل وكانت الكاميرات قد أطفئت مما أتاح للجرافات الإسرائيلية هدم خيم قرى النقب، افساد المزارع وتشريد إخواننا البدو من أراضيهم.
في هذه الدورة الانتخابية أيقن نتنياهو ان قواعد اللعبة السياسية تغيرت وأصبحت ذات مستوى أصعب، وان سلاحه الانتخابي السابق "كل من ليس بيبي هو يسار" والذي كان فعالا في هزيمة "جنرال الحرب غانس" أصبح غير ساري المفعول خاصة بعد انشقاق "غدعون ساعر" من حزب نتنياهو والذي يُعرف بالليكود لمن نسي.
فبسبب عدم انضباطه لمنظومة اخلاق ودكتاتورية استطاع "أبو يئير" ان يجعل حزب الليكود "الصهيوني اليمني الرأسمالي الليبرالي" والذي تأسس عام ١٩٧٣ الى حزب الرجل الواحد حزب "أبو يئير" كباقي الدكتاتورين في ارجاء العالم.
دخول متغيرات إضافية للمعادلة السياسية صعبت على نتنياهو حلها، خصوصا وان منافسيه الان لا يقلون يمينية عنه (بينيت, ساعر وغيرهم). وكنتيجة لذلك توجهت انظار "أبو يئير" الى الناخب الفلسطيني بهدف تمزيق القائمة المشتركة وللأسف نجح بذلك.
هذه السياسة الأخيرة التي تهدف الى التقرب من المجتمع الفلسطيني في إسرائيل بشتى الطرق، أدت الى خسارة نتنتياهو تذكرة الوجود الفلسطيني الحمراء والتي كان يرفعها وقت الشدة امام الناخب الإسرائيلي ليخلق حالة من الهلع ويدفع بها للتصويت لصالحه.
ففي عام ٢٠١٥ ظهر "أبو اليئير" للجمهور الإسرائيلي في الدقيقة ال٩٠ قائلا: "العرب يتدفقون لصناديق الاقتراع" وكأنهم قطعان من التتار يجتاحون البلاد بشكل ديموقراطي.
استطاع "أبو يئير" احراز العديد من الأهداف ومن اهمها: تفكيك "كاحول لافان" , شرذمة القائمة المشتركة, كما وكسر المنوبول الذي كان قد فرضه على التعامل مع المجتمع الفلسطيني في إسرائيل. ففي ليلة وضحاها أصبح جميع المرشحين يهتمون اهتماما واسعا بمشاكل الداخل الفلسطيني.
المشاهد والسيناريوهات السياسية مستمرة خاصة بعدما وضع نتنياهو الختم الحلال وشرع التعامل مع الداخل الفلسطيني، بل وأصبح نجم كرة قدم يلعب برفقة جيرانه من أطفال قرية جسر الزرقاء، يلتقط الصور مع المُطعم رقم مليون والذي صادف انه من مدينة ام الفحم، كما ولم ينس ان يعرج الى الناصرة عاصمة العرب.
من وراء الكواليس والستار الهش، الواقع مختلف وليس بالوردية التي يمثلها نتنياهو، فالوضع في جسر الزرقاء صعب جدا ومن الأصعب تلخيص معاناتهم في أسطر وكلمات. اما في ام الفحم فدماء ضحايا العنف وصراخ الحراك الشعبي الموحد ابلغ من كل الحجج والحقائق، كما ان عاصمة العرب لم يتسع مسطحها سنتيمترا واحدا كالكثير من البلدات العربية. اضافة لهذه الأمثلة العينية القليلة والتي تهدف عكس واقع الداخل الفلسطيني، يعاني المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل من التمييز العنصري المتمثل بعدة قوانين منها قانون "أساس" القومية، قانون "التنظيم والبناء كمينتس" وغيرهم.
بالعودة لمسرحية نتنياهو السياسية الانتخابية شاركته ضيفة شرف الا وهي زوجته سارة "ام اليئير" والتي قامت بقضاء يوم المرأة بشكل غير اعتيادي. فمن حوانيت شفاعمرو الفاخرة ارادت ان تدلل نفسها بفستان مجاني هدية كعادتها ولكنها فشلت. لذا قررت الانسحاب من شفاعمرو والتوجه الى مجد الكروم وزيارة سارة مناع بعد ٢٤ عاما، من لقائهم الأخير والتي يقال انها سميت تيمنا "بأم يئير"، كما وباركت للنساء العربيات بحلول يوم المرأة العالمي وكأنهن لا يعانين ما يكفي من العنف.
"أبو اليئير" لديه العديد من التحديات التي يصعب حذفها بالمونتاج، ككابوس الملفات القضائية والتي رقمت بالآلاف.
رغم التمثيل الفاشل والشعارات المغازلة لنا، علينا ان لا نغرق في مستنقع "الأسرلة " واستغباء نتنياهو لنا، علينا القول "لابي يئير" زودتها كثير كثير ...
فالغباء شيء والاستغباء شيء أخر. الواقع المر شيء وواقع "أبو يئير" سيكون امر عند سجنه، فكلنا أمل ان يساهم الصوت العربي في منع وصول المتهم بملفات الفساد والرشوة وخيانة الأمانة الى رئاسة الحكومة مرة أخرى.
وفي حال تكرر سيناريو الانتخابات السابق فهذا مؤشر يعبر عن المستوى غير الأخلاقي الذي وصلت اليه الشريحة الكبيرة من المجتمع في الدولة العبرية.
والى اللقاء في الانتخابات السادسة لا الخامسة.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة