الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 09:02

قارئ الكتب

اقصوصة بقلم: ناجي ظاهر

ناجي ظاهر
نُشر: 02/06/21 16:19,  حُتلن: 19:23

التلميذة:(رافعة يدها بين اقرانها الطلاب) استاذ اريد ان اسألك.
الكاتب الشيخ: فيما بعد، فيما بعد.. قاربت المحاضرة على الانتهاء في النهاية سنفتح باب الاسئلة.
الطالبة تلحف في السؤال، الكاتب يتجاهل الحافَها، ويواصل محاضرتَه معرّفًا بنفسه. انا من مواليد مدينة الناصرة. اهلي وفدوا اليها عام النكبة من قريتهم سيرين الواقعة في منطقة بيسان آنذاك.. بعد سنوات ولدت. طفولتي كانت شقية. احببت القصص والكتب، كما لم احب شيئًا آخر في الحياة. عندما كنت صغيرًا كنت اتصوّر الجنة مكتبة. ما زلتُ حتى الآن احب الكتب لكن بقوة اكبر. امس قلت لابنتي ان حُبي للكتب، خاصة القديمة ذات الرائحة المميزة، يكبر كل يوم سنة. والآن اريد ان اجيب عن سؤال هام هو لماذا اقرأ الكتب..
التلميذة:( تعود لإلحاحها): استاذ اريد ان اسألك سؤالًا هامًّا..
الكاتب: فيما بعد فيما بعد..
الكاتب يواصل حديثَه للطلّاب الفرحين بوجوده بينهم. انتم تعرفون ان الانسان عادة ما يعيش عمرًا محدودًا على هذه الارض. انا اقرأ الكتب لأن حياةً واحدةً لا تكفيني. كل كتاب جيد أقرؤه يُضيف إلى حياتي حياةً جديدةً.. حتى انني اشعر بان السنوات العادية لا تُحدّد عمري.
يرن جرس المدرسة. لقد انتهى اللقاء. يواصل الكاتب الضيف. اعتذر لقد انتهى اللقاء. انتم تعرفون ان اللحظات الطيبة قصيرة مهما طالت، اعتذر لأن الوقت انتهى.. وددت لو انه طال قليلًا لاستمع إلى اسئلتكم..
يجمع الكاتب مؤلفاته من على الطاولة قربه يضعها في حقيبته اليدوية وينطلق خارج الصف. يشعر بأقدام تجري مسرعة وراءه يلتفت إلى الخلف. يرى التلميذة صاحبة السؤال المؤجّل. يتوقف تلحق به.
التلميذة: استاذ.. اردت ان اسألك عن عمرك.
الكاتب: اعرف.
التلميذة: لقد تراجعت عن السؤال، لأنني عرفت عمرك.
يبتسم الكاتب الشيخ: كم عمري؟
التلميذة: اعتقد انه تجاوز الستين الف سنة.. منذ فترة بعيدة.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة