لليوم الثاني على التوالي، اقتحمت جرافات الكيرن كييمت (ككال)، معززة بقوات كبيرة من الشرطة، شمال قرية أم نميلة في النقب، وذلك من أجل تحريش عشرات الكيلومترات على طول الوادي الممتد من منطقة أراضي الهزيل وحتى شمال شرق مدينة رهط.
وقد أقام السكان أمس خيمة اعتصام، يقومون فيها باستقبال الناشطين المتضامنين مع الأهل، حيث من المتوقع أن تصل مساء اليوم مسيرة سيارات من قرية سعوة إلى الخيمة، لدعم المواطنين في نضالهم من أجل الاعتراف وعدم الاستيلاء على أراضيهم. وكانت الجرافات قد غادرت الأرض أمس، بعد وقوف المواطنين أمامها ورفضهم بصورة تامة عمليات التجريف من أجل التحريش، حيث لفتوا أنه لا يمكن للسلطات أن تقوم بيد واحدة بالتفاوض مع أهل الأرض وبيدها الأخرى تفرض الأمر الواقع.
وقال دهّام الزيادنة في حديث لمراسل "كل العرب": "نحن في مرحلة مفاوضات مع سلطة البدو ونتحدث عن بنى تحتية وتخطيط لمستقبلنا ومستقبل أولادنا، ولا يعقل أن يتم طعننا في الظهر وفرض الأمر الواقع. نحن نتحدث عن دخول الجرافات إلى أراضينا بعمق يتراوح بين 70-110 أمتار، وهي مساحات شاسعة إذا أخذنا بالاعتبار أن الوادي طوله عدة كيلومترات".
وأشار الزيادنة إلى أنّ خيمة الاعتصام مستمرة، حتى ترحل الجرافات، ويعود الوضع إلى المربع الأول، حيث تستمر المفاوضات بدون أن تكون ضغوطات على الأهل.
ويفيد مراسلنا أن عقد اجتماع في مكاتب الككال في مغرب غيلات جمع بين مندوبين عن القرية ونائب رئيس بلدية رهط عطا أبو مديغم ومهندس بلدية رهط إبراهيم أبو صهيبان - واتفق على أن يتم ارسال رسالة من البلدية من خلال تقليص العمق إلى عشرة أمتار بجانب الوادي. ولم يتم بعد اتخاذ قرار بهذا الشأن، فيما يواصل السكان احتجاجاتهم حتى تلقي قرار نهائي في هذه القضية.