عرب الإئتلاف الذين يعود لهم الفضل الأكبر في ولادة حكومة اليميني المتطرف نفتالي بينيت، هم عرب من نوع آخر بمعنى هم عرب بحثوا عن مصالحهم من خلال صفقتهم مع يائير لابيد لتشكيل حكومة (عرجاء) برئاسة نفتالي بينيت أحد تلامذة السياسة لنتنياهو الذي ذهب وإن شاء الله بدون رجعة.
هؤلاء عرب الائنلاف هم بدون حسد: أعضاء "القائمة العربية الموحدة" و"عرب الحزب الصهيوني "ميرتس" الذين يتوجب عليهم جميعاً كنواب عن المجتمع العربي وبالأحرى كنواب عن فلسطينيي الـ 48، يتوجب عليهم الاهتمام بكل كبيرة وصغيرة تتعلق بالإستيطان وطرد فلسطينيين من منازلهم.
منظمة حقوقية إسرائيلية معروفة عالمياً، اسمها "السلام الآن" نشرت تقريراً حول خطط مستقبلية للإستيطان في غاية الخطورة. لقد حذرت هذه المنظمة من مخاطر كبيرة ينوي "الصندوق القومي اليهودي" القيام بها. هذا المخطط يستهدف توسيع المستوطنات في الضفة الغربية بشكل كبير وطرد آلاف الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية.
وقد جاء في تقرير حركة "السلام الآن" أن الصندوق القومي اليهودي يخطط لتخصيص 100 مليون شيكل (31 مليون دولار أمريكي) لتسجيل أراض في إسرائيل والقدس الشرقية والأراضي المحتلة، ومن المفترض أن تتم الموافقة على الاقتراح من قبل مجلس إدارة الصندوق القومي اليهودي في الأيام المقبلة، وربما في التاسع عشر من شهر أغسطس/آب الجاري".
فهل يعقل أن "عرب الإئتلاف" لم يسمعوا بهذا المخطط؟ وهل يعقل أن يبقوا ساكتين (صم بكم لا يفقهون)؟ وهل يعقل أن لا تتحرك ضمائرهم، هذا إذا كان لديهم ضمائر؟ ومن المحتمل أن لا يكون لهؤلاء عرب الإئتلاف معرفة بهذا الصندوق اليهودي. ولذلك سنقول لهم ما هو هذا الصندوق.
الصندوق القومي اليهودي، منظمة صهيونية تأسس في العام 1901 لخدمة اليهود، بغرض جمع الأموال من اليهود في العالم لشراء أراض في فلسطين، وتحول كما يبدو إلى الصندوق القومي للمستوطنين، كما ان مجلس إدارة الصندوق يتألف من 37 عضوًا من ثلاث مجموعات: ممثلو الأحزاب السياسية الإسرائيلية، ممثلو المجموعات اليهودية في الشتات، وممثلي المنظمات الصهيونية (غير الحكومية)".
حركة السلام الآن تنبه الفلسطينيين وتحذرهم من عمليات ستيطانية ضخمة في الأراضي المحتلة لتوسيع كبير للمستوطنات، وفي القدس الشرقية وتقول أن هناك خطر طرد مئات وربما آلاف الفلسطينيين من منازلهم، على غرار الإجراءات التي تجري هذه الأيام في الشيخ جراح وسلوان.
ولكن ماذا يتضمن جدول أعمال مجلس إدارة الصندوق القومي اليهودي؟ تقول حركة السلام الآن في تقريرها: إن هناك خطة لتخصيص ميلغ 31 مليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة في مشروع تسجيل الأراضي، علماً بأن سجلات الصندوق المذكور تتضمن حوالي 17000 ملف من المستندات التي قد تشهد على الصفقات والممتلكات التي يمكن تنفيذها، ومن بين تلك الملفات التي سيتم فحصها وتسجيلها هناك حوالي 530 ملفا في الضفة الغربية و2050 ملفا في القدس الشرقية، حسب ما جاء في تقرير الحركة.
وتزعم جماعات إسرائيلية، أن هناك أراض وعقارات، كانت ملكا ليهود قبل العام 1948 وهو عام النكبة الكبيرة الأولى، نكبة التهجير والطرد لفلسطينيين من بيوتهم وأراضيهم. وما دام الشيء بالشيء يذكر فإن السلطات الإسرائيلية الحالية أي الائتلاف الحاكم الذي يشارك فيه عرب الإئتلاف تعمل على تهجير حوالي أربعين عائلة فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس، بحجة أن الأراضي التي أقيمت عليها المنازل كانت تعود ليهود، قبل عام 1948.
وقاحة لا مثيل لها. بالرغم من أن هؤلاء الفلسطينيين قد أثيتوا على أنهم أصحاب حق في الملكية، لكن أحفاد هرتسل وبن غوريون لا يكفيهم احتلال وطن بأكمله ويريدون حى طرد عائلات من بيوتهم. والمشكلة بل والعار، أن عرب الإئتلاف لم نسمع منهم أي موقف، والكذبة الأكبر والأكثر خداعا ادعاء هؤلاء "العرب الجيدين" بأنهم يعملون من أجل المجتمع العربي. شوية خجل وحياء لو سمحتم.