الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 15:02

شاكيد اليهودية وعباس المغاري وعباس الصفدي/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 23/08/21 11:34,  حُتلن: 15:01

تصريحان لفتا نظري خلال اليومين الأخيرين، أدلى بهما إثنان من أقطاب الائتلاف الحاكم: التصريح الأول صدر عن اليمينية المتطرفة أييليت شاكيد وزيرة الداخلية الإسرائيلية، التي رفضت بشكل قاطع أي احتمال لتسوية سياسية تشمل إقامة دولة فلسطينية في ظل الحكومة الحالية. شاكيد لم تتحمل ما قاله زميلها وزير الخارجية يائير لابيد، الذي سيصبح رئيسها فيما بعد، والذي قال إنه يدعم حل الدولتين، ولم يستبعد احتماله عندما يصبح رئيسا للوزراء. فردت عليه شاكيد فوراً بقولها: "لن تكون له حكومة وسيتم حلها".
حتى أن شاكيد لقّنت رئيسها بينيت ما يجب عليه قوله في هذا الشأن عند لقائه الرئيس الأمريكي بايدن هذا الشهر في واشنطن. فقد أوضحت شاكيد: "سيجيب بأنه ضد حل الدولتين. كما أفهمت "العرب الجيدين" في الائتلاف ومعهم لابيد أيضاً بالحرف الواحد:" في حكومة نحن أعضاء فيها لن تقوم دولة فلسطينية، وهذا معروف للبيد وأعضاء اليسا، حتى لابيد نفسه قال إنه لا يوجد اتفاق في الحكومة الحالية بشأن القضية الفلسطينية،
التصريح الثاني صدر عن المتمرد على "المشتركة" منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة، الذي نفى (انتبهوا لكلمة نفى في أي صلة أتت) اتهامه من قبل وسائل إعلامية محلية بأنه منع القصف الإسرائيلي لقطاع غزّة في الأيام الأخيرة، بعد دعوات يمينية بقصف غزة بعد إطلاق قذيفة صاروخيّة نحو الجنوب، مسميًا هذه الادعاءات بالمزايدات السياسية الرخيصة.
تصوروا الفارق الكبير بين التصريحين: شاكيد تقول بصراحة انطلاقاً من موقفها اليميني العنصري الحاقد على الفلسطينيين، أنها لن توافق ولا بأي شكل من الأشكال على دولة فلسطينية، وأعلنت بكل وقاحة أن الحكومة "ستفرط" إذا صدر عنها أي تصريح بهذا الاتجاه.
ومنصور عباس المفترض أن يكون له حطاً مغايراً كلياً، اعتبر ما نسب إليه بأنه السبب وراء عدم رد الحكومة على صاروخ غزة، اعتبر ذلك " تهمة" هو بريء منها. تصوروا هذا الموقف اللاوطني. وبدلاً من المجاهرة في هذا الموقف دعماً لأبناء جلدته في غزة والاعتزاز بفلسطينيته ذهب في الاتجاه الآخر، اتجاه تبرئة نفسه من "التهمة".
وفي لقاء مع الإعلامية رينا متسليح، مساء السبت الماضي، قالت له إن مصادر في الائتلاف وأيضًا في المعارضة، تقول إن القائمة الموحدة، هي السبب في عدم اتخاذ الحكومة خطوات ضد غزة أو ضد لبنان كما كانت تريد أن تفعل، فأجاب منصور: "حسب رأيي، المواطنون لا يصدقوا هذه الادعاءات، هذه مناكفة سياسية رخيصة، استخدام مواضيع تتعلق بالأمن وحياة الإنسان للهجوم على الجانب الآخر سياسيًا، لن نمنح أي أحد هذا العنوان، أن الموحدة تمسّ بشكل مباشر أو غير مباشر بأمن الدولة، بيننا وبين رئيس الحكومة ورئيس الحكومة البديل يوجد محادثات تتسم بالمسؤولية". ما شاء الله عليك يا منصور "شو بتحافظ على أمن دولتك". بالله عليكم، ألا يوجد شبه كبير بين من ابتلى به شعبنا قي الداخل الفلسطيني وزعيم الموحدة عباس المنصور وبين من ابتلى به شعبنا في الضفة الغربية عباس المحمود؟ فالمنصور يفتخر بأنه يحافظ على أمن دولته إسرائيل، "طيب وين أمن شعبك"؟ والمحمود يقدس التنسيق الأمني من أجل أمن إسرائيل. عباسان من طينة سياسية واحدة معاكسة لإرادة الفلسطيني.
منصور عباس لم يكتف بتصريحه المعيب هذا، بل تجاوز كل الحدود بقوله:" إن الردّ أو عدم الردّ (على إطلاق القذيفة الصاروخيّة) حسابات رئيس الحكومة والمسؤولين عن ذلك، لم أتحدث في هذا الموضوع مع رئيس الحكومة مضيفًا أنه يركز اهتمامه بالنهوض بأمور المجتمع العربي المدنية، والمجتمع الإسرائيلي بشكل عام"
يعني باختصار لا يهمه ما يجري في غزة، بل تهمه الميزانيات. بمعنى المال عنده أهم من البشر. حتى أنه لم يرد على سؤال المذيعة حول موافقة الحكومة على البناء في المستوطنات، ولم يتطرق بكلمة "مستوطنات" في رده وكأنه تهرب عمداً من الرد. فقد جاء في رده:" تم إقامة هذا الائتلاف لأننا وافقنا على النهوض بأمور يوجد موافقة عليها، في اللحظة التي يوجد فيها أمور عليها خلاف، علينا التفكير والتحدث وفحص ما هو جيد للائتلاف واستمرار عمل الحكومة". يعني المهم عنده بقاء الائتلاف واستمرار الحكومة في عملها.هذا يبرهن بشكل واضح، أن منصور عباس لم يعلن بصراحة أنه ضد المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية.
واعترف بأني عاجز عن إيجاد وصف يليق بعباس المغاري على مواقفه؟ 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     

مقالات متعلقة