تحية لك اخي المعلم واخص بالذكر المعلمين والمعلمات , نحن على أعتاب افتتاح السنة الدراسية يوم الأربعاء القادم الموافق 1.9.2021 وأتمنى لكم ولطلابكم كل التوفيق والسلامة من شر الوباء اللعين .
أيها المعلمون الكرام ,نحن الاهالي نعزكم ونقدر جهودكم التي تبذلونها في تعليم أولادنا , وكلكم تعرفون ان مهنتكم مقدسه وهي رسالة ساميه , وشبهكم امير الشعراء احمد شوقي بأنكم تقتربون برسالتكم لطلابكم لرسالة الأنبياء الى العباد , لما لها من أهمية في تعليم طلابكم وتربيتهم وتنشئتهم التنشئة الصحيحة وتهذيبهم وتصلحون اعوجاج تصرفاتهم , بغرسكم بهم القيم والأخلاق , علموهم ان الدين المعاملة , علموهم الاخلاق الحسنة , اغرسوا بهم كل الصفات الجميلة وبإمكانكم ذلك , فأنتم بمثابة آبائهم ، ارجو منكم ان تسمعوا شكوى طلابكم بكل حلم وصدر رحب، عاملوهم بكل رفق وحنان ولين وتفهموا حاجاتهم وظروفهم، وارشدوهم ووجهوهم كما يوجه الأب أبناءه نحو الطريق الصحيح , بينوا لهم اين اخطائهم , علموهم كيف يتعاملوا مع زملائهم في المدرسة , علموهم كيف يحافظوا على ممتلكات المدرسة وانظمتها ,علموهم احترام الغير , علموهم ان حياة الانسان مقدسه , علموهم نبذ العنف والتعصب الاعمى للعائلية والطائفية, علموهم طرق الحوار في حل مشكلهم ,علموهم الشهامة والتسامح , علموهم ان الانسان اخ الانسان , علموهم الانتماء لمجتمعهم , كونوا قدوة حسنة لهم , احترموا شخصيتهم وشعورهم , لا تحرجوهم , فاذا قمتم بكل هذا سيشعر الطالب ان الذي امامه ليس فقط معلم بل اب محب له , عندها سيحب الطالب معلمه ويحب المدرسة , وهذا يعطي للطالب الشعور بالراحة والاطمئنانية والثقة بالنفس , وهذا يشكل اكبر حافز لنجاح الطالب.
والى أهلنا الكرام : المعلم هو المربي لأولادنا , هو من أبنائنا واخ لنا , وهو الشمعة والمصباح الكبير الذي يضيء الطريق امام اولادنا , وواجب علينا احترامه وتقدير جهوده التي يبذلها , فالمعلم يلعب دورا أساسيا في تعليم وتثقيف وتوعية وتنشئة الأجيال , وهو الرافعة التي تنهض بالمجتمع الى اعلى والى الامام , ومن خلال تعليمه وتشخيصه لمشاكل النشء , يمنع الانحرافات الاجتماعية المؤدية الى وقوع الجريمة والعنف , وهو الذي يعالج الخلل والأمراض الاجتماعية , وهو الذي يعطي الدواء لهذا الخلل المستشري في المجتمع , فدوره من أهم الأدوار , وبصلاحه يصلح المجتمع , وهو الذي يضمن الغد المشرق للأجيال والمجتمع , لذلك فان أخطر ما يهدد التعليم معلم مهان و مزدرى ومضروب , ولذا نحن بحاجة الى دعم مكانة المعلم معنويا واحترامه وتقديره والتعاون معه من اجل مصلحة أولادنا .
اخي المعلم اختي المعلمة أولادنا فلذات اكبادنا امانة في اعناقكم ، اغرسوا فيهم ثمار العلم وآدابه، ابعدوهم عن الجهل ومضاعفاته, انتم الرافعة التي ترفع مجتمعكم الى الامام , انتم صانعي حضارة الشعوب , أنتم بإمكانكم اخراج مجتمعكم من كبوته واللحاق به الى ركب المجتمعات المتقدمة وفقكم الله بأداء رسالتكم بكل اخلاص وامانة .
الدكتور صالح نجيدات –مدير جمعية الطور للمحافظة على حقوق وسلامة الأطفال