الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 01:01

لا تـُصَالِحْ

بقلم: الشاعر رافع حلبي

رافع حلبي
نُشر: 13/10/21 15:10,  حُتلن: 18:50

لا تُصالح عن ذلٍّ
لا تُصالح..

فكل ما في الأرض وهمٌ

وهَـمٌ من زرع امرئ طالح

كل ما تحت السماء كربٌ وعطب...

وأشياءٌ في الخيال تشبه الملامح

لا تصالح وفي الدنيا

شمس وفجر وليل

وقمر طالع...

يتسامرُ العشاقُّ

وفي القلوب خبثٌ ولؤمٌ

ونوايا سوء كتبوها في مَصاحف

لا تُصالح ما دمنا في الشرق

بالحزن نـُبتلى...

وعن الحق لا ندافع...

* * * * *

لا تصالح ما دامت الأرض

راكعة للسماء

حتى لو كنت في القوم من الوجهاء

أو سلالة من أنبياء

فهناك في بطون الأرض

كنوز لا تُطال...

والأرض يا أخي لا تُهان

لا تصالح فالوجد حبل من دخان

والعز لا تناله الجِّراء...

وسيوف العرب أغمدت

كرمزِ السلام...

لا تصالح فيضيع المبدأ

وكأنه كتب على الرمال

لا تصالح فنموت من القهر كالجبناء...

* * * * *

لا تصالح فإن الوجود

يرفض العتاب يرفض النفاق

لا تكتب الأقلام

من حبر رمال الصحراء...

لا تُصالح فإن البعدَ

يخط دروب الجفاء...

فلا تصالح وإن هاجت مياه البحر

وغمرت الأرض والسماء...

* * * * *

لا تصالح ودع تحت أقدامكَ

الذين أذلوكَ يسجدون

وارمِ من مدار الكون

كل المنافقين الفاسدين

ارمِ أوصال العذاب

كن مرفوع الرأس كي تعيش

من دون العويل...

لا تصالح ففي زمن النصر

لا يُسْتباح عرض العرب...

وستسقط المبادئ

على بوابات الأسوار

كأنها مرضٌ... مرضٌ وجرب...

* * * * *

لا تصالح ودع عنكَ

هموم الغرب ومتاعب الشرق

فصور المَصاحف باتت صفائح من ورق

لا تؤثر في قلبِ مشاعر من سرق

لا تلهث ورائهم

مرفوعَ الرأسِ سِر

من دون حكايات وصخب

في الرقص تولد بوادر النشوة

وقد نموت من الغضب

فارقص كالمذبوح ولا تصالح...

قد أذلوا أهلكَ

وذبحوكَ حتى آخر رمق

لا تصالح حتى لو صلبوك

كالمسيحِ (عليه السلام) على الخشب...

* * * * *

سامح... سامح...

كي يتعلم أهل الأرض

العفو والبناء والعدل والرحمة

وتقدير التعب

سامح لو خسرت جبالاً من ذهب

كي تَتَطهَّر روحكَ

وتُعلم الحرية والتضحية والمحبة لكل البشر

سامح ولا تصالح

كي لا تموت من القهر

مصلوباً على بوابات الغضب...

لا تصالح فالمجد لا يُبنى

إلا بالعمل والعناء والتعب

لا تصالح فالمجد لا يُكتب

إلا بحبر من ذهب...

* * * * *

لا تصالح فقد قَل الخير

وعم على الأرض الفساد والخراب

يريدونكَ عبداً

لا يُسْمع له دعاء...

وعند الله (عز وجل) منذ القدم

لا يستجاب للعرب دعاء

لا تصالح فإن البحر

عبد للسماء...

حتَّى لو غطت أمواجه الأرض

وحل البلاء...

* * * * *

لا تصالح إن سمعت

أنين الشوق في قلب البؤساء

لا تصالح فما دمر المجدَ

إلا تنازل الشرفاء...

فبات الأهلُ مُـحْـتاجونَ

وساروا مُتَسَولين على وجه السماء...

لا تصالح فقد قل الخير

في صدور الرجال

وتسابقت العذارى

وجف الحياء...

لا تصالح...

واكتب على صخر الأرض

مبادئ الهناء...

وابنِ الطموح مجداً

إلى ما بعد الشمس

وحدود السماء...

ودع الزمن يسري

بمحبةٍ وعزم ٍ وعطاء...

* * * * *

لا تصالح فكل أهل الأرض

انشغلوا بالأقوياء...

ولن تُشهر للحق سيوف الأُمَراء

لا تصالح إن مات العدلُ

وبَكَتهُ السماء...

وبتنا في أرضنا كالغرباء

وعشنا في الدنيا كالفقراء

واستهدفنا كلّ الأقوياء

تموت الأقوام وترحل

من صحراء إلى صحراء...

لا تصالح وإن أصبح

القوم يرجون الرحمة من السُّفهاء والبؤساء...

* * * * *

لا تصالح...

حتى لو مشى إليكَ الأموات

من قبل التاريخ

وجعلوهم أمة كباقي الأمم

لا تصالح إن أذلوك من أجل لقمة العيش

حتى لو أورقت صخور الجبل

وعيدان الحطب...

سامح أخي

سامح أخي كي نبني على الخير

مجدنا وكل أفكار المجتمع...

سامح أخي لكن لا تُصالح

حتى لو جعلوكَ تقضي على الذلِّ

وتملكَ المشرقين من دون منازع

من دون غضب...

لا تصالح حتى لو انتهت النساء

ومات كل الرجال

وأورقت صخور الجبل

لا تصالح...

فالذلُّ سَمل عيون الحقِّ

ودفعوا بالظلم يبطش في الأرض

من دون سبب...

لا تصالح فقد ماتت الطيبة

في نفوس بني البشر

وخان العهود زعماء العرب

لا تصالح فللعدل مبادئ لا تُنْتهك...

* * * * *

لا تصالح إن أخذوا أرضكَ

واغتصبوا عرضكَ...

لا تغضب

فنحن نريد جيلاً يفكر ثم يغضب

فيقلب سكون الصحراء عاصفة ً

وشواطئ الهدوء أمواجاً

لا تهدأ من العتب

واجعل الأرض تهتز كالزلازل

لا تصالح فالموت أفضل

من الوقوف أمام بوابات الأسوار

نمحو الغضب...

ويرجون الأسياد...

كل زعماء وملوك العرب...

لا تصالح ولا تغضب

نريد جيلاً يفكر ثم يثور من الغضب...

* * * * *

لا تصالح...

حتى لو رصفوا الأرض

حجارة من فضة وذهب...

ولونوا سمائكَ بلجين

ووشحوها بألوان من ذهب...

لا تصالح...

حتى لو جعلوا البحر

مزارع من نور...

وقطفت الثمار

من نور وجواهر الأدب...

لا تصالح...

وإن عاد زوج السماء في الآخرة

وتزوجت الأرض من زوجها

فذل عينيكَ وروحك...

يوحي بالخوف... بالهزيمة...

وَمَوْتٌ منَ التَّعَب

لا تصالح حتى لو كتبوا

مصاحف الحكمة على الأشجار

ونار من لهب...

سامح أخي... لكن لا تصالح

فالذل مصيبة الأقوام

لا تصالح فالذل مقبرة النسور وحريقُ وَجْدَ الأحْرَارِ

الذل في عينيكَ جارح...

سامح أخي...

وابنِ على مسارات الزمن عواصم

وحرر من نسيم الصِّبا شِراعك وسافر

وابنِ أسوار الخير والمحبة للمدائن

وارفع راية العدل وحدكَ

بطلاً...

مقاوماً للذلِّ...

مناضِلا...

وارسم على صدر التاريخ مجدًا للعلا فائِق

وللأفق الأبعد اركض ولا تساوم...

لا تصالح . . .

ولا تصالح . . .

لا تصالح . . .

* * * * *

قصيدة من تأليف: الشاعر رافع حلبي – دالية الكرمل 

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة