نظمت رابطة الأطباء العرب في النقب مؤتمرها السنوي السادس، يومي الخميس والجمعة، في فندق ليوناردوا في بئر السبع.
وكان المؤتمر مؤتمرا علميا، حيث تطرق إلى مواضيع كثيرة ومهمة، وعلى رأسها جائحة الكورونا، وقد استضاف المؤتمر مسؤول ملف الكورونا في البلاد، بروفيسور سلمان زرقا.
وتم أفتتاح المؤتمر بمحاضرات تناولت أخلاقيات مهنة الطب في فترات الطوارئ والأزمات (مثل فترة وباء الكورونا)، وايضا التجديدات بما يخص الطب القروي من خلال الاطلاع على تجربة الزملاء في جمهورية التشيك من خلال مشاركتهم في المؤتمر عن بعد.
كما أجريت مداخلات مهمة بشأن الأمراض المنتشرة في المجتمع العربي بما في ذلك السكري ووباء السمنة، حيت تم الحديث عن نسبة انتشارها في المجتمع العربي خاصة في الجنوب، إمكانيات العلاج المختلفة سواء بالحقن، العقاقير أو العمليات الجراحية.
وتخلل المؤتمر جلسة خاصة حول طب الأطفال بما في ذلك من مداخلات تخص كورونا لدى الأطفال، التوحد، تأخر النمو أو قصور الأنتباه وفرط الحركة.
وتحدث بروفيسور سلمان زرقا، منسق الكورونا في البلاد، عن أهم التطورات، فيما عرج على تقييم الوضع الراهن والتحديات التي يجب التغلب عليها بما يخص الوباء.
وتطرق بروفيسور بشارة بشارات إلى الوظيفة القيادية للطبيب في الفترات العادية وأيضا في فترة الأزمات، بما فيها من تأثير على صحة المريض والمجتمع.
وتناول المؤتمر مداخلات عدة بخصوص أمراض الجهاز الهضمي مثل وباء الكبد الفيروسي سي، أمراض التهابات الأمعاء المزمنة والعلاج الجراحي لسرطان المريء.
وفي نهاية المؤتمر تم التطرق إلى وضع الجهاز الصحي في الجنوب بما فيه من نقص والذي يؤثر بشكل واضح على صحة المجتمع، حيث أن معدل سنوات الحياة لسكان النقب أقل مقارنة مع باقي المناطق في البلاد، بالأضافة الى النقص في عدد الأطباء من جانب واحد وعدم قبول الأطباء الجدد للتخصص بسبب النقص في ملكات التخصص في الجنوب بشكل خاص وفي جميع البلاد بشكل عام.
وقال د. نعيم أبو فريحة، رئيس رابطة الأطباء العرب في النقب، في تعقيبه على المؤتمر: "ما يميز هذا المؤتمر أنه كان بشكل وجاهي وأيضا تم بث المؤتمر بشكل مباشر عبر تطبيق الزوم وهي تجربة خاصة وجديدة، كما تم تنظيم جلسة خاصة بطواقم التمريض، بالأضافة إلى العدد الكبير من المحاضرات مع التنوع الواضح وجودة المحاضرين الذين يعتبرون خبراء على المستوى القطري".
قدرة فائقة على التنظيم
ومن ناحيته، أفاد د. محمد أبو الراشد، عضو اللجنة العلمية للمؤتمر: "لقد اثبتت رابطة الأطباء العرب في النقب قدرة فائقة في تنظيم مؤتمر هام من حيث التنوع في مجالات الاختصاص والمستوى العلمي. لقد شارك فيه ثلة من خيرة المحاضرين عربا ويهودا من مستشفيات، صناديق المرضى وجامعات البلاد. ومن الملفت للنظر حضور ومشاركة مجموعة كبيرة من الاطباء والطبيبات الجدد في أعمال المؤتمر وفعالياته. أعتقد أن المؤتمر شكل قفزة نوعية تشرفنا جميعا كأطباء عرب وتدفع أطبائنا الجدد الى مزيد من الانخراط في البحث العلمي والاكاديمي الذي من شأنه أن يعزز من مكانتهم المهنية في خدمة المجتمع بشكل عام والمجتمع العربي في الجنوب بشكل خاص".
أما الدكتور محمد مراد، عضو اللجنة العلمية فقال: "تميز المؤتمر بالفحوى وأسلوب ومبنى وجو أجتماعي راق، كما شارك في المؤتمر محاضرون من خارج البلاد وممثلون عن منظمات مهنية طبية من البلاد والخارج، بمداخلات في مواضيع شتى غير طبية والتي تعنى بسلامة وأمان المريض وأخلاقيات المهنة ولأول مرة بالطب الريفي".
وتابع قائلا: "تكلل مؤتمرنا بنجاح باهر على مدار يومين متتابعين، حيث شارك أكثر من 300 مشارك، من العرب واليهود، من المناطق المختلفة في البلاد. يسرنا أن نرى هذا الانجاز يتحقق بهذا النجاح الباهر خاصة عندما نسمع الاطراءات من المشاركين بعد العمل منذ عدة شهور لأنجاز هذه العمل".