الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 01:02

ذكرى الشهداء خط أحمر

بقلم: د. علي حريب

د. علي حريب
نُشر: 30/10/21 18:09,  حُتلن: 21:05

لقد شاهد الجميع في بث حي ومباشر المسرحية الهزلية التي كانت بطلتها عضو الكنيست السيده عايدة توما بتقديمها مشروع قانون تخليد ذكرى مجزرة كفر قاسم والتي راح ضحيتها 49 شهيدًا من الأبرياء، أطفال، نساء وشيوخ بدم بارد على يد حرس الحدود الإسرائيلي في 29 أكتوبر 1956. هذه الجريمة البشعة لا تزال تمثل جرحًا مفتوحًا في خاصرة المجتمع العربي وستبقى شاهدا حيا يفضح ديموقراطيتهم وانسانيتهم الزائفة.

لقد قامت النائب عايده توما بتقديم مشروع القانون مع علمها الأكيد باستحالة تمريره بصيغته المقدمه لمعارضة غالبية أعضاء الكنيست من الائتلاف والمعارضة لهذا القانون وطلب الوزير عيساوي فريج بعدم تقديمه وأنهم يعملون على مشروع قرار يكون متفق عليه ضمن الائتلاف الحاكم، ولكنها أصرت مما أثار حفيظة الوزير عيساوي فريج وبحق، فهو إبن كفر قاسم وهو أولى أخلاقيا بتقديم هذا الاقتراح وإن تقديمه بهذا الشكل هدفه إحراج الوزير عيساوي فريج وزميله النائب وليد طه إبن كفر قاسم.

اذا ما هو الهدف الحقيقي للنائب عايده توما؟!!!

من بديهيات العمل البرلماني عندما يريد عضو برلمان تقديم مشروع قانون أن يجند أكبر عدد من أعضاء البرلمان لتأييد مشروع القانون المقترح، وهل يحظى هذا الاقتراح بعدد الاعضاء الكافي لتمريره أو على أقل تقدير نسبة محترمه من الأعضاء. والسؤال الذي يفرض نفسه: هل فعلت النائب المحترمة ذلك؟! ألم تكن تعلم بالنتيجة مسبقا؟ فإذا كانت تدري فتلك مصيبة، وإن تك لا تدري فالمصيبة أعظم.

تقديم هذا المقترح في هذه الظروف كان خطأ فادحا بل أكثر من ذلك فهو انتهاك صارخ لحرمة وقدسية ذكرى الشهداء ومحاولة بائسة للزج بموضوع مقدس في صراعات ومناكفات حزبية من أجل مكسب سياسي رخيص. هذه المناكفات الحزبية بين أعضاء الكنيست العرب ومحاولة إحراج بعضهم البعض على حساب مصالح ناخبيهم، مع الأسف أصبحت سمة في تعاملهم اليومي. أما المقترح المذكور فبالرغم من محاولة مقدميه تغليفه بالوطنية والحرص والتباكي على ذكرى الشهداء فهو لا يعدو عن كونه اقتراح حق يراد به باطل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة