الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 31 / أكتوبر 23:01

الادارة السليمة أساس النجاح في سلطاتنا المحلية ومؤسساتها

بقلم: د. صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 01/11/21 22:13,  حُتلن: 14:59

هناك أهمية قصوى للإدارة السليمة في السلطات المحلية، ويتعلق هذا الأمر بوجود ادارات ناجحة، ولكن للأسف موضوع الإدارة لا يحظى بالاهتمام المطلوب في مجتمعنا، فسلطاتنا المحلية ومؤسساتنا في أشد الحاجة لإدارة علمية فعالة وكفاءة لكي تنهض بمجتمعنا الى الامام، فبعض سلطاتنا المحلية أصبحت تركز على بناء البنيان أكثر من بناء الإنسان.

وحتى لا نظلم كل السلطات المحلية، فهناك سلطات محلية حصلت على جوائز مالية من وزارة الداخلية  لمطابقتها معايير الإدارة السليمة، وهناك إدارات غير مؤهلة لإدارة شؤون سلطاتنا المحلية والتي في الغالب تكون خاضعة لتوجيهات عائلية أو طائفية بدلا من البناء الوطني القائم على رؤية وإستراتيجية متفق عليها من قبل الجميع، فقد أصبحت لدينا إدارات فاشلة وضعيفة التأهيل، تتلاعب بها قرارات وتوجهات لا تعطي أهمية للإدارة، وعليه نجد أن الأمر أصبح بمثابة فوضى إدارية لا تحقق الأهداف المخطط لها في المشاريع التنموية بسبب الإدارة الضعيفة في إدارة المشاريع. أضف إلى ذلك بعض الممارسات الإدارية الخاطئة مثل تعيينات اناس لمناصب مهمة وهم لا يملكون المؤهلات اللازمة لإشغال هذه الوظائف.

إن الإدارة هي "القلب النابض" للسلطات المحلية ومؤسساتها، ومتى ما تم إهمال هذا "القلب" فلا بد أن تعاني السلطة من العديد من الأمراض وتصبح السلطة المحلية خائرة القوى لا تقوى على تأدية المهام المطلوبة منها للمواطنين، فنرى المشاكل الاجتماعية تتراكم ولا حلول لها والعنف مستشري وانتشار المخدرات والفوضى والانفلات، فالجريمة لا تحدث من فراغ!

السلطات المحلية العربية عاجزة عن علاج العنف على المدى القريب والبعيد، ولذا اقترح على كل سلطة محلية بناء خطة اشفاء علاجية لتقليص العنف والجريمة تشمل مسح كل بلد من بلداتنا بهدف إيجاد الشباب المنحرف وعلاجهم، وكذلك إعادة لم شمل العائلات، الإستثمار بالعائلات محدودة الثقافة التي لا تملك المعرفة وأساليب التربية، التركيز على أولاد هذه العائلات والاهتمام بهم وتعليمهم وتربيتهم وتهذيبهم، غرس القيم الإنسانية فيهم وإرشادهم وتوجيههم وتهيئتهم لدخول معترك الحياة حتى نمنع مستقبلا العنف المحتمل من قبل هذه الشريحة، وذلك بواسطة الاذرع التربوية والاجتماعية للسلطة المحلية، كالمدارس ومكاتب الخدمات الاجتماعية وغيرها من مؤسسات. وإذا لم نهتم بهم ونعلمهم ونثقفهم ونعالجهم فقد ضاعوا و تشتتوا، ومنهم يخرج المجرم والمنحرف، وهؤلاء يشكلون خطرا على المجتمع في المستقبل اذا لم يتم عالجهم والاهتمام بهم منذ صغرهم، ولا اقصد ان تعالج السلطة المحلية أمر عصابات الإجرام وجمع السلاح لان هذا من اختصاص الشرطة، لكن السلطة المحلية تستطيع ان تلعب دورا محوريا وهاما في علاج العنف اذا عقدت النية على ذلك، ويوجد عندها كل الصلاحيات لتقوم بذلك، ولكن ينقصها فقط روح المبادرة.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   
 

مقالات متعلقة