الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 15:01

تسجيلات صوتية لوزير خارجية لبنان تصب الزيت على النار بعد أزمة القرداحي: لا أعرف من أين أبوس السعودية

كل العرب
نُشر: 04/11/21 22:36,  حُتلن: 07:52

نشرت صحيفة عكاظ السعودية تسجيلات مسربة لوزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، خلال تصريح صحفي له بشأن الأزمة الديبلوماسية المستجدة بين لبنان ودول الخليج، وصفتها بـ "الحاقدة" على دول الخليج والسعودية، و"المنسجمة مع الدعايات المغرضة التي يروجها زعيم مليشيا حزب الله وأعوانه في طهران، ساعيا لشيطنة دول الخليج والتقليل منها".

ووفقا للصحيفة فقد عاد الوزير وتراجع عن هذه التصريحات التي كان قد أدلى بها خلال لقاء مع صحفيين، بعد نصيحة من مستشاريه، "محاولا حجب هذه التصريحات وإخفاءها من أجل منع وصولها إلى الإعلام محاولا استجداء الصحفيين لعدم نشرها"، لما فيها من مواقف وكلام أطلقه من شأنه أن "يثير المزيد من الغضب في الشارع اللبناني المحتقن على حكومته وسياستها وتخبط وزرائها" على حد تعبير الصحيفة.

عبد لله بو حبيب - وزير الخارجية اللبناني

وتأتي هذه التسريبات بعد أيام قليلة من عاصفة ديبلوماسية أثارتها تصريحات وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية جورج قرداحي، اعتبرتها السعودية مسيئة بحقها، وصف خلالها الحرب في اليمن بالعبثية داعيا إلى وقفها بأسرع وقت، معبرا عن تعاطفه مع الميليشيات الحوثية ومعتبرا أنها "تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي مستمر منذ سنوات".

وقد بلغت الأزمة ذروتها، خلال الأيام الماضية، بعدما قررت السعودية ومعها الإمارات والبحرين والكويت واليمن، سحب سفرائها والطواقم الديبلوماسية من لبنان، فيما عبرت كل من قطر وعمان عن إدانتهما لتلك التصريحات. كذلك أقدمت السعودية على وقف استيرادها للمنتجات اللبنانية والبدء بسحب مصالحها من لبنان، كما توقفت حركة البريد DHL بين البلدين، الأمر الذي وصف بالمقاطعة التامة للبنان.

صحيفة عكاظ وفي معرض نشرها لتسريبات بوحبيب رأت أن "الوزير الذي يأتي على رأس هرم الدبلوماسية اللبنانية، بدا منفعلاً من القرار الخليجي، وحاول اختزال الأزمة في تصريحات القرداحي التي يراها اختلافا"، الأمر الذي أثار تساؤلات حول المدى الذي سيبلغه عمق هذه الأزمة الدبلوماسية لاسيما بعدما دخل وزير لبناني جديد على خطها، وهو ما سيصعب المهمة على الحكومة اللبنانية ويهدد مصيرها بالاستقالة.

ووفقا للتسجيلات المسربة، يقول وهبة إن "الداعم الأكبر للبنان، من خلال القروض والهبات، هو الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي"، الأمر الذي اعتبرته الصحيفة " تخفيفا من أهمية الدعم المالي الخليجي"، وأضاف بوحبيب "أن السعودية أعطت كثيرا من الأموال في لبنان، ولكن ليس بالضرورة للدولة اللبنانية، وإنما قدموا هذه الأموال في الانتخابات، ما علاقة الدولة اللبنانية بذلك؟".

يضيف بوحبيب في تصريحاته "نحن نريد التعاون مع السعودية، ولكن إذا كنا أشقاء وأخوك مريض، لا يمكن أن تقول له حين يختفي المرض منك كلمني، أنا ما الذي يمكنني فعله؟ لا يمكنني إزالة المرض مني"، وهو الأمر الذي رأت فيه الصحيفة إشارة إلى حزب الله بكونه مرض لبنان، وتعتبر السعودية أنه الممسك بقرارات لبنان السياسية والخارجية.

وأضاف لاحقا في معرض التسجيلات أن "الأميركيين كانوا يضغطون بشدة خلال عهد (دونالد) ترامب وبوجود وزير الخارجية (مايك) بومبيو، ويطلبون منا التخلص من حزب الله. إنما كيف يمكن التخلص؟ وقلت لهم مرة: ابعثوا 100 ألف مارينز وخلصونا من حزب الله، وإن أردتم الاحتفال، فالشامبانيا علينا".

وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، قد اعتبر في تصريحات لوكالة رويترز أن "القضية أوسع بكثير من الوضع الحالي.. في إشارة إلى تصريحات قرداحي أعتقد أن من المهم أن تصوغ الحكومة في لبنان مسارا للمضي قدما بما يحرر لبنان من الهيكل السياسي الحالي الذي يعزز هيمنة حزب الله".

ووصف بوحبيب الأزمة الراهنة بأنها "اختلاف في وجهات النظر"، مضيفا "إن لم نستطع الاختلاف في وجهات النظر لا أريد هذه الأخوّة"، واستذكر أزمة سابقة تسببت بها تصريحات وزير الخارجية اللبناني السابق، شربل وهبة، والتي انتهت باستقالة وهبة، قائلا "وهبة خرج من الحكومة ولم تقر السعودية ما فعلناه".

وأضاف "ثم حصلت أزمة تهريب الكبتاغون من لبنان إلى السعودية، واتخذت السلطات اللبنانية الإجراءات لمنع عمليات التهريب، ولكن في المقابل إن لم يكن في السعودية سوقا لها لما جرى تهريبها من لبنان"، معتبرا أن نجاح هكذا إجراءات "يجب أن يتم بالتعاون ما بين السعودية ولبنان كل من ناحيته، بدلا من إطلاق التهديدات".

وانتقد بوحبيب السفير السعودي في لبنان، وليد بخاري، لأنه لم يهاتفه خلال الأزمة الأخيرة، فيما اتصل بمستشار رئيس الجمهورية، متسائلا "لماذا لا يتكلم معي؟ هل أنا عدوه؟"، مضيفا "أنا أحب السعودية، ولكن لا أعرف من أين سأبوسها"، معتبرا أن مواقف باقي الدول الخليجية الأخيرة من لبنان هي "مجرد مسايرة للسعودية".

في المقابل، رد الوزير اللبناني على تقرير صحيفة عكاظ" في بيان نشر على صفحته الرسمية على موقع تويتر، قال فيه: "توضيحا لما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول وجود تسجيلات صوتية للقاء صحفي كان مقررا موعده قبل نشوء الأزمة الحالية نهار الخميس الماضي بتاريخ 28 تشرين أول (أكتوبر) 2021، يهمني التأكيد بأن هدف هذه المقابلة كان السعي لفتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية إصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية وإعادتها إلى طبيعتها، وهو الهدف الذي أعمل جاهدا لأجله".

وتابع الوزير قائلا: "كنت أتمنى من الصحيفة الكريمة أن تساعدنا على السعي لحل هذه الأزمة بدل نشر سرديات مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار لتأجيج محاولات.. مد جسور التلاقي، علما أننا سنصدر توضيحا مفصلا حول الموضوع.. نأمل من كافة وسائل الإعلام أن تكون وسيلة للتقارب لرأب الصدع والمساهمة البناءة في التقريب بيننا وبين الإخوة والأشقاء العرب".

وسبق للوزير بوحبيب أن علق على تداعيات الأزمة الديبلوماسية المستجدة، في تصريحات لوكالة "رويترز" أكد خلالها أن "السعودية تملي شروطا مستحيلة من خلال مطالبة الحكومة بالحد من دور حزب الله، لافتا إلى أن "المشكلة كبيرة إذا كان السعوديون يريدون فقط رأس حزب الله، لأننا كلبنان، لا يمكننا أن نعطيهم رأس الحزب"، مشددا على أن "تصريحات وزير الخارجية السعودي تستهدف حزب الله، لا وزير الإعلام جورج قرداحي وتصريحاته".

وتابع بوحبيب أن "الحكومة غير قادرة على تحجيم دور الحزب لأن هذه مسألة إقليمية"، معتبرا أن حزب الله لا يهيمن على لبنان، وهو مكون لبناني يلعب دورا سياسيا، له امتدادا عسكريا إقليميا، لكنه لا يستخدمه في لبنان".

وأثارت التسريبات ردود فعل متباينة لدى الرأي العام اللبناني، وفقا للميول السياسية لكل فريق، إلا أن اسم الوزير بوحبيب والوسوم المتعلقة بتسريباته تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان، حيث احتل وسم "وزير خارجية لبنان يسيء للمملكة" صدارة الأكثر تداولا على موقع تويتر في لبنان، حيث وجهت له انتقادات كثيرة لما اعتبروه "صب زيت على النار" و"زيادة الطين بلة".

في المقابل أثارت توصيفات بوحبيب لحزب الله غضب وانتقادات أنصار الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبروا عن اندهاشهم بهذه التصريحات.

وتتوجه الأنظار باتجاه رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، والقرارات التي سيتخذها بعد وصوله إلى لبنان قادما من قمة المناخ في اسكتلندا، لاسيما حول مصير الوزير جورج قرداحي وإقالته، إضافة إلى الأزمة المستجدة مع بوحبيب وتاليا مصير حكومته برمتها، خاصة وأن الحكومة تواجه عقبات عدة لا تقتصر على الشق الخليجي من الأزمة، بل انعكست على الانقسام السياسي في البلاد، بعدما لوح وزراء الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) بالاستقالة من الحكومة في حال إقالة الوزير قرداحي، ليضاف إلى معضلة أخرى كان سبق وأن عطلت عمل واجتماع الحكومة، تتعلق باشتراط حزب الله إزاحة المحقق العدلي القاضي طارق بيطار عن قضية تفجير مرفأ بيروت، متهما إياه بالاستنسابية.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.71
USD
3.86
EUR
4.64
GBP
361400.15
BTC
0.51
CNY