الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 25 / نوفمبر 06:02

الشعب الفلسطيني يحيي الذكرى الـ17 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات- أبو عمّار

كل العرب
نُشر: 11/11/21 11:16,  حُتلن: 13:53

يحيي الشعب الفلسطيني اليوم الأربعاء الموافق 11.11.2021 الذكرى الـ 17 لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات- أبو عمار. ففي مثل هذا اليوم 11 تشرين ثان من عام 2004، قبل 17 عاما، كان الشعب الفلسطيني على موعد من خبر مفجع ضج أركانهم في كافة أماكن تواجدهم وأصاب كل من أحب وأيد القضية الفلسطينية بحزن كبير بعد استشهاد القائد الرمز.

نبذة عن حياته: 

ولد الشهيد ياسر عرفات في مدينـة القدس، في 4/ أغسطس 1929، لأب تاجر، اسمه عبدالرؤوف عرفات القدوة. وأمه هي زهوة أبو السعود، من منطقة القدس؛ وتربطها صلة قرابة بمفتي القدس الراحل، الحاج أمين الحسيني، وهو واحد من سبعة أخوة، وإسمه الحقيقي "محمد عبدالرؤوف عرفات القدوة".
انتقل مع والده لمصر والذي كان يعمل في تجارة المواد الغذائية وكان يوزع الأجبان على كافة الدول العربية.
وشارك في المظاهرات المعادية للاستعمار الإنجليزي في مصر. وحضر كثيراً من الندوات السياسية، التي كانت تعقد فيها وقتئذ. وانضم في شبابه إلى الحركة الوطنية الفلسطينية؛ من خلال الانضمام إلى "اتحاد طلاب فلسطين" عام 1944، الذي ترأسه، بين عامَي 1953 و1968.
وشارك في تهريب الأسلحة والذخيرة من مصر إلى الثوار في فلسطين. وأسهم في حرب 1948، وخاصة حصار مستوطنة كفار داروم في غزة.
لال حرب 1948، كان عرفات إلى جانب عبدالقادر الحسيني -ابن عم المفتي، الحاج أمين الحسيني- وبعد النكبة، انتقل مع عائلته إلى غزة، التي كانت تحت الإدارة المصرية؛ ما ساعده على الوصول إلى القاهرة، ومتابعة دروسه في كلية الهندسة -جامعة الملك فؤاد الأول ـ (جامعة القاهرة الآن).
عام 1956، كان الشهيد ياسر عرفات ضابطاً احتياطياً، أرسل إلى بورسعيد؛ ليشارك في إطار سلاح المهندسين المصري، في عمليات نزع الألغام.
لقد حضر خليل الوزير (أبو جهاد) إلى القاهرة، عام 1956، لإكمال تعليمه. وبدأ التحـرك مع الشهيد ياسر عرفات، في اتجاه تشكيل حركة فلسطينية مستقلة. ووضعا معاً في القاهرة، المبادئ الأولية، التي انطلقت منها "حركة فتح".
عمل الشهيد ياسر عرفات، بعد تخرُّجه في جامعة القاهرة مدة سنتَين في المحلة الكبرى في مصر. وبعد ذلك، سافر إلى الكويت، للعمل فيها، في أوائل عام 1957. وكان مهندساً، يتمتع بكثير من التقدير والاحتـرام في وزارة الأشغال العامة في الكويت. وامتلك ثروة هائلة، كان ينفقها على تحركاته، وتحركات رفاقه، التي مهدت لإعلان "حركة فتح".
حضر الشهيد ياسر عرفات المؤتمر الفلسطيني الأول، في مدينة القدس، عام 1964، هو وبعض رفاقه من "حركة فتح"؛ على الرغم من اقتناعهم بأن المنظمة لن تفي بمتطلبات الشعب الفلسطيني؛ بسبب سيطرة بعض الدول العربية عليها. كذلك، زار عرفات بكين مرتَين قبل أن يصبح رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية: الأولى عام 1964، والثانية عام 1966، وأسفرت عن وعود بالمعونة، تجسدت بعد حرب يونيو 1967 إذ تلقّى العديد من الجماعات الفدائية التدريب العسكري منذ عام 1968، في معسكرات الصين.
كان أبو عمار ينفذ عمليات عسكرية ناجحة، تقلق أجهزة الأمن الإسرائيلي. وبلغ حرصه على سرّية العمل الفدائي، أنه مر أمام البيت الذي عاش فيه طفولته، في القدس نفسها؛ وكان أخوه واقفاً ببابه، فمرّ صامتاً، حتى إنه لم يلق التحية عليه؛ حتى لا ينكشف أمره.
بعد أن تسلُّم الشهيد ياسر عرفات رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير؛ بادر إلى تدعيم موقف المنظمة، عالمياً؛ فزار الاتحاد السوفيتي، على رأس وفد منها، في فبراير 1970، تلبية لدعوة من اللجنة السوفيتية للتضامن مع بلدان آسيا وإفريقيا. وفي خلال الزيارة، اجتمع عرفات مع ممثلي الأوساط الاجتماعية السوفيتية، والشخصيات الحزبية والرسمية. وعلى أثرها، بدأت عملية تطوير التعاون بنجاح بين المنظمات السوفيتية والفلسطينية، الاجتماعية والثقافية والشبابية والنسائية، والاتحادات.

وفي السبعينيات، اشتد العمل الفدائي المسلح في الأراضي المحتلة. وواجهت منظمة التحرير أشد مشاكلها خطراً، وهي مشكلة الخلاف بينها وبين النظام الأردني، الذي أصدرت حكومته بياناً، في 10/ فبراير 1970، تضمن (11) نقطة، استهدفت التشدد مع حركـة المقاومـة، والسيطـرة عليها، والحـد من حركتها وفاعليتها.

لم يتوانَ عرفات في إنقاذ المنظمة؛ ولكن إصرار الأردن على خطته، أرغم الفلسطينيين على الدفاع عن أنفسهم؛ فكانت مذابح عامَي 1970 و1971، ولا سيما "أيلول الأسود" (سبتمبر) إيذاناً بنهاية الوجود الفلسطيني المتنامي في الأردن. وكانت تلك الضربة من أقسى الضربات، التي تلقتها قوات المقاومة الفلسطينية، منذ تكوينها. غير أن عرفات، استطاع أن يحافظ على كيان منظمة التحرير الفلسطينية، وقوى الثورة الفلسطينية؛ فخرج بقواته من الأردن إلى لبنان.

كان عرفات يشارك من حوله في صنع القرار واتخاذه. وهو رجل عسكري وسياسي واجتماعي؛ عنيد في بعض المواقف؛ ومقاتل شرس في مواقف أخرى. إنه يتمتع بإرادة حديدية، تنقذه من أيّ أزمة مهما اشتدت؛ وبدأ في مواصلة المسيرة خلافاً لظن خصومه، أنهم تمكنوا من السيطرة عليه، ودفعه إلى خارج مسرح الأحداث. والدليل على ذلك، ثباته على الرغم من خروجه من الأردن ولبنان.

كان عرفات يطلِع الزعماء والملوك والرؤساء العرب، على أوضاع الشعب الفلسطيني. فعشية مذابح "أيلول الأسود"، بعث إليهم ببرقية يطلِعهم فيها على الأوضاع في الأردن، وقال لهم: "اللهم، فاشهد أني بلغت".
لقد استطاع أن يضع منظمة التحرير الفلسطينية في معظم المحافل الدولية، في مكانة سياسية ودبلوماسية، ربما لم تحرزها أيّ حركة من حركات التحرير. فالمنظمة عضو مراقب في الأمم المتحدة، ودول عدم الانحياز، والدول الإسلامية، وجامعة الدول العربية، وعضو مراقب في منظمة الوحدة الإفريقية. وقد أنشأت في أكثر من مائة وسبع عشرة دولة: سفارات، وممثليات، ومكاتب، إضافة إلى الدعم السياسي، الذي تلقاه من جميـع حركـات التحـرر، والأحـزاب، والهيئـات التقدمية والعمالية.

لقد استطاع عرفات أن يبني علاقات سياسية بالدول العربية والعالمية؛ وكذلك علاقات اقتصادية. ووقّع اتفاقيات اقتصادية وخاصة مع الدول الاشتراكية -والمعروف دولياً أن اتفاقيات التعاون لا توقَّع إلا بين الدول- ولذا، كانت المنظمة هي أول حركة تحرير وطني في التاريخ، توقّعها. فقد أبرمت مثلاً، اتفاقية اقتصادية مع ألمانيا الديمقراطية؛ وفي أثناء التوقيع، قال وزير التجارة الألماني: "إننا نعرف مع من نوقِّع هذه الاتفاقية ولماذا؟. نحن نوقِّع اتفاقية مع منظمة التحرير؛ وهي حركة تحرير وطني ولكننا نوقِّعها، لكي ننقل اعترافنا بكم، من الاعتراف السياسي إلى الاعتراف بحق تقرير المصير على الأرض الفلسطينية نفسها".

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.70
USD
3.88
EUR
4.66
GBP
362806.53
BTC
0.51
CNY