الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 06:01

قنديلٌ وسراجٌ على "مُتنفّس عبر القضبان"-السفير منجد صالح

السفير منجد صالح
نُشر: 15/12/21 22:26

للتوضيح وإنارة سراجٍ وقنديل على المقال والمقام بالصدد، فإن "مُتنفّس عبر القضبان" هي سلسلة مُتسلسلة سرديّة واقعية حميمة بديعة يخطّها "حسن" بمداد من نورٍ وبنّورٍ على إثر زياراته المكوكيّة للأسرى خلف القضبان.
يتميّز ويتّصف المحامي الحيفاوي حسن عبّادي، الكاتب والناشط والنشيط والديناميكي، بصلاته الوثيقة مع الأسيرات والأسرى خلف القضبان في سجون وباستيلات الإحتلال الإسرائيلي.
حمامة سلام ووئام ومحبة تخترق جدران الزنازين لتلقي على الأسرى شذرات من عبق برتقال وليمون ساحل حيفا.
بلسمٌ يُداوي قسوة و"جفاء" وبرودة ليالي الوحدة والوحشة للمكبّلين بالأصفاد، المحرومين من دفء الشمس الساطعة ومن حنين ليالي السمر والوجد تحت نور القمر البدر في عزّ الصيف.
زياراته للأسرى والأسيرات ولقاءاته اللطيفة الجميلة "الحنونة" الحانية معهم تُرطّب جفاف هواء زنازينهم.
يُبدع "حسن" في سرد ملابسات وظروف ونتائج لقاءاته المتكررة مع الأسرى باسلوب سردي عفوي جميل مفعمٌ بالصدق وحميميّة جمال التقاء الفلسطيني بالفلسطيني:
الفلسطيني طليق الجناحين، والفلسطيني مكبّل اليدين والساقين في غياهب السجون والمعتقلات.
يُنير حسن في درب المعتقل سراجاً قنديلاً يُمزّق عتمة الزنازين ويبثُّ الأمل في ظلامها ووحشتها ووحدتها وقسوتها بكتاب، .. "لكلِّ أسيرٍ كتاب".
"لكل أسيرٍ كتاب" .. و"خير جليسٍ في الزمان كتاب"، فما بالك إذا كان هذا "الجليس الكتاب" يجلس مع "جليسٍ" جالس قسرا ورغما عنه وبفعل قهرٍ وبطشٍ وظلمٍ وعُدوان!!!
في آخر زيارة له إلى المعتقلين استطاع "حسن" أن يُدخل مجموعة من الكتب حصل عليها من إصدارات وزارة الثقافة.
وقد سرّني أن كتابي القصصي الثاني "إيسولينا وعجة بالفلفل الأسود" كان من ضمن الكتب التي حطّت رحالها بين أيدي وأنامل الأسرى التوّاقين إلى قراءة كلّ جديدٍ وكلّ ما يصل إليهم في ظروف إعتقالهم الصعبة اللإنسانيّة.
حسنٌ كل ما تقوم به يا "حسن" حيال الأسرى وراء القضبان من زيارات ولقاءات وتفاعل وبثّ ونشرٍ، ومن أجل الأسرى من طباعة ونشر إنتاجهم الأدبي العزيز، الذين يُكدّون ويُكابدون حتى ترى أعمالهم الأدبية النور.
وأنت يا "حسن عبّادي" تتبع دوران الشمس المفعمة بإشعاعات النور كقرص"عبادي الشمس" لتخلق "مُتنفّسا عبر القضبان" لأسرى الحريّة.
تحيّة إلى أسيراتنا وأسرانا البواسل في معتقلات وباستيلات الإحتلال.
تحيّة إلى "رفّ الحمام الزاجل" الذي يُدخل البهجة والسرور والحبور إلى نفوس أسرانا في محبسهم ويُفعمهم بمزيد من "فوانيس" الأمل.
تحية إلى الحسن "حسن عبّادي".
كاتب ودبلوماسي فلسطيني

 

مقالات متعلقة