عاد الجولان مجدداً إلى واجهة الإستيطان. رئيس الحكومة الإسرائيلية بينيت قال في حسابه على تويتر أمس الجمعة "ان إسرائيل ستصنع المعجزات في الجولان". وفي صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية ذكر أن "الجولان منا ونحن من الجولان" أما الوزير جدعون ساعر فقد صرح لنفس الصحيفة بأن " الجولان جزء لا يتجزأ من إسرائيل".
دولة قانون القومية تتحدث عن احتلال الجولان في حرب الأيام الستة عام 1967، لكن كافة المعلومات والوثائق والكتب وأقوال كبار ضباط سوريين وتصريحات أنور السادات وغيره من كبار السياسيين في سوريا والعالم العربي، تؤكد أن حافظ الأسد قام ببيع الجولان وتآمر على إسقاطه. ومنهم حتى من تحدث عن مبلغ مالي بقيمة مائة مليون دولار قبضه حافظ الأسد الذي كان يومها وزيراً للدفاع ثمناً لخيانته.
إن حملات التهويد والاستيطان الإسرائيلية، وقرار ضم الجولان عام 1981 لا يلغي حقيقة أن الجولان السوري المحتل، هو أرض عربية سورية محتلة في حرب حزيران/يونيو 1967، أقامت فيه الحكومات الإسرائيلية (32) مستوطنة لغاية الآن . لكن حكومة بينيت التي يشارك فيها رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس، لم تكتف بهذه المستوطنات وتريد بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية والمستوطنات الجديدة.
صحيفة يسرائيل هيوم العبرية ذكرت أمس الجمعة، إن الحكومة الإسرائيلية ستعمل على مضاعفة الاستيطان في مرتفعات الجولان السوري المحتل، وسيتم المصادقة على بناء 3300 وحدة استيطانية في مستوطنة (كتسرين) التي توصف بـ “عاصمة الجولان”، إلى جانب بناء 4 آلاف وحدة أخرى في " مجلس الجولان الإقليمي".
وقالت الصحيفة: "أن الهدف من كل ذلك جذب نحو 23 ألف إسرائيلي للسكن فيها، إلى جانب بناء مستوطنتين جديدتين في هضبة الجولان، ولفتت الصحيفة، إلى أن هذه الخطة متوافق عليها داخل الحكومة بجميع أحزابها ( بما فيها القائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس) لأنها لا تتعلق بالضفة الغربية،
وزير القضاء جدعون ساعر، قال لصحيفة يسرائيل هيوم، "إن هذه فرصة لتحديد مستقبل مرتفعات الجولان على مدى أجيال بأنها جزء لا يتجزأ من إسرائيل، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية وضعت هدفًا واقعيًا لها بمضاعفة الاستيطان في الجولان".
ونشرت الصحيفة يوم الجمعة مقالًا لرئيس الحكومة نفتالي بينيت، تحدث فيه عن الخطة التي قال "إنها تأتي لاستكمال ما بدأه مناحيم بيغن حين فرض السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان قبل 40 عامًا." وقال بينيت، بوضوح: "الجولان منا ونحن من الجولان”.
وأفهم بينيت النظام السوري، أن مرتفعات الجولان لم تعد محل نزاع، وأن هناك إجماع إسرائيلي من اليمين واليسار أنها إسرائيلية، ويجب العمل على تطويرها، وأنه سيعمل على تحويلها إلى منطقة نابضة بالحياة ومزدهرة،حسب قوله.
ويبدو أن وزيرة الداخلية أيليت شاكيد من المعجبين جداً بالرئيس الأمريكي السابق رونالد ترامب. فقد وافقت على توسيع مستوطنة "ترامب" التي أقيمت في حزيران/يونيو من العام 2019، بقرار من حكومة نتنياهو، وذلك بعد اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”السيادة الإسرائيلية” على الجولان المحتل، ما دفع حكومة نتنياهو لإنشاء مستوطنة في الجولان باسم ترامب.
ويبدو بشكل واضح أن الجولان يتعرض من جديد لحملة تهويد مخيفة في ظل الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية المتردية الس تمر بها سوريا بعد إعلان الثورة على النظام السوري في العام 2011، ولا أحد يهتم بموضوع التهويد عربياً أو دولياً أو حتى على الصعيد السوري الرسمي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com