تؤول اوضاع مجتمعنا العربي نحو منحدر خطير رسمت المؤسسة الاسرائيلية له مسارا مدمر. مع اخذ الاعلام العبري مجتمعنا الى ادعاءات ان القيادات العربية تخوض العمل البرلماني ضاربة بعرض الحائط قضايا المواطن العربي كالعنف والاسكان والتربية والتعليم ومواضيع مدنية اخرى. وان هذه القيادات تقوم بالسعي وراء الخطابات الرنانة وهموم الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ولا تخوض في الامور الحياتيه المهمه للمجتمع العربي في داخل الخط الاخضر.
مع هذا التصور اخذت القائمة العربية الموحدة متمثلة بالحركة الاسلامية خطوة نحو نهج جديد واجتازت مسافة زمنية على مر 73 عاما وذهبت لابعد مما توقعته المؤسسة الاسرائيلية. فدخلت الائتلاف الحكومي بخطوة هي الاولى من نوعها لحزب عربي كان بالامس تحت مظلة قائمة عربيه مشتركه ضمت كل الطيف السياسي في البلاد.
ومع بدء عمل الموحده ذهبت لمعالجة القضايا الحارقة لمجتمعنا العربي وتخصيص ميزانيات لاحداث هذا التغيير المنشود في نهج القيادات العربية. في خضم عمل القائمة الموحدة. راينا المشهد الواضح لوجه المؤسسة الاسرائيلية والتي دفعت بالاعلام العبري لوصف عمل الحكومة وكانه منوط فقط بما يقدمه للقائمة الموحدة. ووصف سيرورة عمل الحكومه بحكومة الحركه الاسلامية تارة وبحكومة عباس تارة وبحكومة العرب تارة اخرى .
ومن الجانب الاخر لم تسلم ايضا القائمة المشتركة. من وصفها بالمعاديه للمؤسسة والدولة من قبل الاعلام وخاصة مندوب التجمع فيها النائب سامي ابو شحادة. وتاخذنا هذه الاوضاع الى دوامة التخبط فيما تخططه لنا هذه المؤسسة. فلا الشراكة مع الموحدة والانخراط يرضيهم ولا المعارضه مع المشتركة يرضيهم.
ومن جانبه يرى المواطن العربي ما الت اليه اوضاعنا وخاصة التناكف السياسي وكأن لا رجعة منه. ويظهر التشرذم في الخطاب الوحدوي .المضعف لمواقفنا ومطالبنا من المؤسسه.
ومؤخرا لمحنا مظاهر التناكف السياسي في اوجه واخطر مراحله. وتجسد هذا في قضية عسوة الاطرش في النقب .وتصريحات عديده من كلا الطرفين بدل ان يوحد هدف الدفاع عن قضية النقب الاولى .راينا ان الطرفين جعلا من ساحة النضال ضد المؤسسه ونواياها التعسفيه من تجريف وتشريد ومصادره وهدم .اخذ الطرفان الساحه لنزال بينهما.
والخطير في الامر ان قضية النقب قد تذهب بالقائمه الموحده للتلويح باخذ خطوات كالتغيب عن جلسات البرلمان .او الخروج من الائتلاف الحكومي، والذي بدورها ياخذه الطرف الاخر كفرصة هو من سيجني مكاسبها. حيث سيدعي ان القيادات العربيه عادت لنهجها القديم من شعارات وخطابات رنانه وانهم هم من اختاروا ان يخرجوا من الائتلاف . وهذا بالتاكيد يضر بنهج الموحده وتجربتها الفريده من نوعها.
وبالتاكيد ان العديد من تحصيل الموحده من ميزانيات وقوانين جديدة ورئاسة لجان ستذهب في مهب الريح.
اما المشتركه والتي تقف بالمرصاد وتسجل كل هفوة او غلطة للموحده حتى اخذ بها نقد نهج الموحده .لادعاء ان السير في نهج هذه الحكومه غير مجدي ،ضاربة مثلا بالعرب والدروز المتواجدون في الاحزاب اليهوديه .وعدم قدرتهم على نيل مستحقات للمجتمع العربي .فكيف للاحزاب العربيه ان تنالها.وتستشهد بوجود هؤلاء البرلمانيين حتى في احزاب يمينيه وعدم قدرتهم على تمرير قوانين او تعديل قوانين لا في مجال التخطيط والبناء ولا في مجال قانون القوميه ولا الميزانيات.
لا شك ان المشهد السياسي الحالي يراه اكثرنا متخبطا لا توجهه بوصلة المصلحه لمجتمعنا .وانا اراه مندفعا نحو الافضل شريطة ان تاخذ لجنة المتابعه دورها المفقود وتبدأ بالعمل على اخذ القائمتين الى طاولة التصالح والعمل سويا ووضع منظومة عمل تحت سقفها ورعايتها وتوحيد خطاب القائمتين.والنقب وقضيته فرصة لاعادة القائمتين سويا الى ساحات النضال .وارباك المؤسسه من ترابط القيادات وكيف نجحتا من تفويت الفرصه على المؤسسه ضرب وحدة الصف وزرع الشرذمه والضياع القيادي في ساحاتنا العربيه.
كاتب المقال عضو بلدية الرملة