مدينتي رام الله والبيرة التوأم تتدثران برداء الثلج الأبيض.
شارع الشجر في حيّنا، والذي تُطلّ عليه نافذتي، كانت إحدى أشجاره الباسقة "وبالا" علينا منذ ليلة الخمبس الماضي، حيث وقعت الشجرة الضخمة على أعمدة الكهرباء فأحدثت عطلا في كهرباء الشارع والحي والعمارات والشقق ، فانقطعت الكهرباء عنأ في هذا الجو الثلجي واستمرّت الكهرباء مقطوعة حتى ظهر اليوم التالي.
قضينا الليل والفجر بطولهما بلا تدفئة وبقلا ضوء، إلا من نور شمعة صغيرة ونور ومضات بياض الثلج المتراكم في الشوارع وفوق السيّارات المُتوقّفة وكتل الثلوج المُتجمّعة على حلوق شرفات الشقق والعمارات....
كنا طوال الليل ندعو ربنا ونقول: "الله يساعد أهل قطاع غزة المحاصر "الرافل" في ليلٍ طويلٍ دامس منذ سنوات بلا كهرباء إلا ما ندر.
صبيحة ليلة نزول الثلج، تراكم بقوّة ، خرج الأولاد يلعبون في الثلج، ويصنعون منه كرات يقذفونها على بعضهم، لكن برفق ورويّة.
مازالت آثار وكتل الثلوج المُتراكم على جوانب الطرق وفي الزوايا بادية للعيان، ولكن مع ذوبانها تجعل من الجوّ أكثر برودة وصقيعا.
اليوم مساء، الساعة السادسة، سيتم باذن الله اطلاق ومناقشة الكتاب الشعري الصادر مؤخرا " وشيءٌ من سردٍ قليل"، للشاعر والكاتب والناقد المُبدع فراس حج محمد. في قاعة الجليل في متحف محمود درويش.
نتمنى له النجاح والتوفيق حيث يُحاوره الشاعر الكبير د. المتوكّل طه، ... ونتمنّى أن يكون الطقس بعد الظهر اليوم "بردا أقل"!!!
كاتب ودبلوماسي فلسطيني