قال سالم علي أبوعصيدة-القرعان، صاحب البيوت الثلاثة التي تمّ هدمها اليوم، الأربعاء، في حديث لمراسل "كل العرب"، إنّ ضابطا في وحدة يوآف الشرطية يقوم بتهديدهم بالجرافات بصورة يومية، وتم هدم البيوت هنا سبع مرات متتالية، مؤكدا أنه "نعاني نحن وأطفالنا من أمراض نفسية بسبب كثرة الهدم والتهديدات المتلاحقة منذ نحو عشر سنوات".
تصوير: وليد العبرة وكل العرب
وكانت جرافات السلطات الإسرائيلية، بحماية قوات من الشرطة، هدمت ثلاثة منازل تعود ملكيتها لعائلة في قرية البقيعة الواقعة في جبال البحر الميت بالنقب، وذلك بعد ساعات من تقرير لمنظمة أمنستي التي أشارت فيه إلى أنّ إسرائيل تمارس الأبارتهايد ضد المواطنين العرب-البدو من خلال التهجير القسري، تحت وطأة أنظمة التخطيط والبناء التي تتسم بالتمييز المجحف. وأفيد أنّه تم بناء عرائش بواسطة أخشاب وأكياس لتقي الأطفال والنساء والشيوخ وطأة البرد القارس الذي يسود المنطقة.
وأضاف أبو عصيدة: "هنا أراضينا، ولدنا وتربينا هنا في هذه الأرض، ونحن لا نطالب بطابو ولا ببناء بيوت من الحجر، بل نطالب الدولة أن نعيش معيشة كريمة وحياة محترمة. منذ العام 2012 وهم يهددون بهدم بيوتنا في ساعات الصباح والعصر، وفي كل يوم يتصل ضابط من وحدة يوآف الشرطية ويهددنا بأنه غدا سيأتوا لهدم البيت. خلقوا لدينا ولدى أولادنا أمراض نفسية، بعد أن هدموا البيوت سبع مرات متتالية. إلى أين سنذهب؟ لا يوجد لنا مكان غير هذه الأرض، ولن نغادرها فإما أن نعيش فوقها كرماء أم تحتها سعداء".
وأبقت جرافات السلطات الإسرائيلية النساء والأطفال والمسنين بلا مأوى حيث لفت ناشطون إلى أنّنا أمام جريمة ضد الإنسانية، تعودت إسرائيل على ارتكابها خاصة في حالات الطقس الباردة، وطالبوا بوقف الجرائم التي تقوم بها بحق المواطنين العرب-البدو، سواء كان ذلك من خلال الهدم أو مصادرة المواشي أو غرس الأشجار الذي يأتي ضمن مخططات تهجير السكان والتطهير العرقي للمواطنين أصحاب الأرض.
الناشط الجماهيري حسين الرفايعة، الذي قام بزيارة للعائلة المنكوبة، أشار في حديث لمراسل "كل العرب" إلى أنّ "فصل الشتاء خاصة في هذه المنطقة الصحراوية قارس خاصة في ساعات الليل، وقد تم ترك العائلة بدون مأوى بعد هدم كافة البيوت، حيث انتقلت العائلات للسكن المؤقت عند الجيران. ما حصل اليوم جريمة باسم القانون، مع أن هناك قرار للمحكمة بمنع الهدم صدر في ساعات الصباح، وقبل وصول القوة قام صاحب البيت باطلاعهم على هذا القرار – ولكن رفضوا الاستماع له وقاموا بهذه الجريمة التي نراها من حولنا".
وعانت القرية الموجودة بالقرب من عراد، في قلب جبال البحر الميت، على مدار نحو سبعة عقود من التمييز في الخدمات وظروف الحياة الصعبة، حيث تنعدم الخدمات الصحية، والبنى التحتية، وخدمات التعليم الإلزامي، ولم تظهر السلطات الإسرائيلية أي نية لتخطيط أو تنظيم حياة نحو 600 مواطن في هذه القرية المهددة بالاقتلاع والتهجير.