الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 07:02

عن مسرحيّة "مُمثّل انتحاري"

بقلم: حسن عبادي

حسن عبادي
نُشر: 05/02/22 12:24,  حُتلن: 14:15

سنحت لي الفرصة يوم الجمعة 04.02.2022 أن أشاهد العرض الاحتفاليّ لمسرحيّة " مُمثّل انتحاري" لفرقة مسرح راس عروس على خشبة مسرح المركز الجماهيري مجد الكروم (بدأ العرض بتأخير 20 دقيقة، وهذا مأخذ يُدان عليه المنظّمون، فعليهم احترام التوقيت لبناء ثقافة مسرح واحترام الفن)، لكنّي فوجئت للإيجاب بأنّ كُتيّب المسرحيّة معروضٌ، ومجانًا، للحضور وكذلك توزيع مطويّة ببرنامج الأمسية وأسماء المشاركين وطاقم العمل، فردًا فردًا، كلّ ودوره، بمهنيّة، كما هو متبّع في المسارح العالميّة (فهناك، إضافة لأسماء المشاركين، لمحة قصيرة عن كلّ منهم، كما ويُضاف عرض موجز للمسرحية) ممّا أعادني لفترة نشاطي في أمنستي (منظّمة العفو الدوليّة) وعشرات المسرحيّات التي شاهدتها في لندن في حينه.


ألّف المسرحيّة وأخرجها، المسرحيّ إبراهيم خلايلة، من مواليد قرية مجد الكروم الجليليّة، ومن مؤسّسي فرقة "الحكواتي" المسرحيّة الفلسطينيّة والمسرح الوطنيّ الفلسطينيّ في القدس.


تطرح المسرحيّة قصّة ممثل فاشل "من هنا" يرغب بالانتقام لحالته، فيقع بأيدي جماعة "من هناك". تدور الأحداث في استوديو للتصوير وتسير في خطّين متوازيين؛ الأول بين "هنا" و"هناك"، حبّ الآخر والتشكيك به، وما يجمع وما يفرّق "هنا" و"هناك". أمّا الخط الثاني فهو أزمة الممثّل والفنّ بشكل عام مع وجود الكم الهائل من التلفزيونات والفضائيات.


جاء المسرحيّ إبراهيم خلايلة ليطبّق رؤيا الكلّ الفلسطيني فعلًا لا قولًا، فبطل المسرحيّة ممثّل انتحاريّ اختار طريقه بمحض إرادته ورغبته رغم صراع الهويّة "أنا من أعالي الجليل، في الداخل، أنا من هناك وجئت إلى هنا"، ويصل إلى النتيجة الحتميّة؛ لا يهمّ لا هنا ولا هناك. يتناول فلسفيّة الوجود، عبر الاستعداد بالتضحية الروحيّة قبل الجسديّة ليقولها بصريح العبارة على لسان ممثّله الانتحاري: "سأخرج الآن من هنا.. لا أريد سلاحكم.. سأعود إلى هناك.. إلى بلدي وأرضي".


المسرحيّة من تمثيل فزع شفيق حمود، وإبراهيم حريفا نعامنة، وخالد ماير مروات، وسماهر غازي منصور.


رافقت المسرحية موسيقى عماد دلال، وجاء الديكور بسيطًا متواضعًا من تصميم حسن أبو راس وفريج إسماعيل (اعذروني، لم يرق لي اختيار الأعلام وألوانها). صمّمت آمنة مدد الملابس وجاء تصميمها بارعًا وملائمًا للمسرحية ورسالتها وموضوعها، وكذلك الأمر بالنسبة للإضاءة والصوت الذي أشرف عليهما محمد خلايلة، ومديرة الانتاج ميسم فرحات كنعان.


**مسرحيّة "مُمَثِّل انتحاريّ" للفنّان والكاتب المسرحي إبراهيم خلايلة (95 صفحة، لوحة الغلاف: الفنان المقدسيّ خليل أبو عرَفة، تدقيق لغوي: وسام دلال خلايلة، تصميم: أيمن حرب، منشورات دار طباق للنشر والتوزيع، 2021)

مقالات متعلقة