الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 22:02

قضية الطفل ريان المغربي تعكس مأساة الطفل العربي أينما تواجد!

بقلم: د. صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 06/02/22 14:49,  حُتلن: 17:44

العالم العربي حبس أنفاسه وبحق تعاطفا مع الطفل ريان رحمه الله وصبر اهله، وهذا موقف انساني رائع.

وسؤالي، لماذا لم يكن هذا الموقف تجاه أطفال سوريا والعراق واليمن وليبيا الذين يقتلون ويموتون ويلقون أشد أنواع الإهمال والظلم والعذاب؟؟؟

مأساة الطفل ريان تمثل مأساة أطفال العرب أينما وجدوا , فهو سقط في البئر نتيجة اهمال والديه , ومثله ملايين الاطفال العرب طفولتهم مهملة وضائعة ومعذبه ومذبوحة في أوطانهم لعدم اهتمام الأنظمة الحاكمة بطفولتهم ومصيرهم , فهناك أعداد لا تحصى من الأطفال العرب يسقطون قتلى او يموتون نتيجة الإهمال والجوع والأمراض نتيجة الحروب الأهلية , يتذوقون طعم الموت يوميا ، فلا طعام ولا شراب ولا دواء ,ولا ملابس , أطفال تيتموا وترعاهم المؤسسات الحقوقية الدولية بغياب موت امة العرب كلها من المحيط الى الخليج , وهؤلاء الأطفال ضحية إرهاب أنظمة قبلية وحشية لا تهتم بمصير اطفالها وهم يدفعون حياتهم ثمن صراع امة جاهلة وقبلية ومتخلفة تحارب بعضها البعض حربا شيطانية مدمرة حرقت الأخضر واليابس .


وأما بالنسبة لمجتمعنا العربي في البلاد , أريد ان ألفت انتباه سلطاتنا المحلية لوجود بعض المخاطر التي تشكل خطرا على الاطفال ومنها : في بعض قرنا , توجد بعض الابار التي حفرت قديما لجمع المياه واليوم غير مغطاة بإحكام وتشكل خطرا على الاطفال , وهناك مجمعات مياه حفرت قديما لتجمع مياه الشتاء ولا تزال موجودة في أطراف بعض القرى حتى اليوم , واحيانا يسبح بها بعض الأطفال في نهاية فصل الربيع وتشكل خطرا على حياتهم , وأيضا هناك بعض ابار مجاري مياه الصرف الصحي مفتوحة وغير مغطاه وتشكل خطرا على الأطفال الذين يلعبون بالقرب منها , وهناك شوارع داخلية لبعض المدن والقرى العربية خالية تماما من إشارات المرور وعدم وجود ممرات مشاة مما يسبب حالات دهس الأطفال وطلاب المدارس, واما بالنسبة للاهالي فهناك اهمال عند البعض وعدم الاكتراث بالحفاظ على أطفالهم مما يشكل السبب الرئيسي بإصابات أولادهم إصابات خطيرة وحتى الى موتهم .


الاطفال الصغار بحاجة ماسه لمراقبتهم والحفاظ عليهم ليلا ونهارا , وعدم الغفلة عنهم رمشة عين اينما تواجدوا خوفا عليهم من تعرض حياتهم لخطر الإصابات , وللأسف كل يوم نسمع عن حادثه دهس في ساحات البيوت او بشوارع القرى او غرق أو سقوط من اعلى البيت او نسيان الولد الصغير داخل السيارة وهناك حالات اختناق الاطفال حتى الموت من تناول الطعام ,وهناك حالات يتعرض بها الاطفال الصغار الى البرد القارص مما يسبب وفاتهم او مرضهم , وكل هذه الحوادث ناتجة عن اهمال الاهل لأولادهم , فهناك اهمال عند الكثير من الاهل ناتج عن خلل بأداء واجبهم اتجاه اولادهم يتمثل بعدم الاكتراث واتخاذ الحيطة والحذر بالمحافظة على سلامتهم الذي يفرضه المنطق والقانون والمسؤولية الشخصية .ونتيجة هذا الإهمال يتعرض الكثير من الأولاد العرب الى اصابات داخل بيوتهم وخارجها , وهذا الإهمال هو عمل جنائي يعاقب عليه القانون .
ارجو السلامة لجميع الاطفال اينما تواجدوا .

* الدكتور صالح نجيدات – مدير جمعية الطور للحفاظ على حقوق وسلامة الاطفال 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   


مقالات متعلقة