قالت البروفيسور سارة أبو كف، ابنة قرية أم بطين في النقب، إنّ حب التعليم كان لديها منذ الصغر، وأنها درست على سراج الكاز وفي مرحلة متأخرة من طفولتها استعانت بالشمع، شأنها كشأن كافة القرى الغير معترف بها.
وتحدثت أبو كف ، عن المعاناة التي واجهت قريتها في النقب وحصدت درجة البروفيسور، رغم أنها نشأت في قرية بدوية في النقب لا تعترف بها إسرائيل وتحرمها من الماء والكهرباء وسائر الخدمات الأساسية. وبذلك تكون سارة أبو كف السيدة الثانية في النقب التي تحظى بدرجة بروفيسور.
البروفيسور سارة ابو كف
ابو كف سيدة مثابرة تحدت الظروف الصعبة في قرية تفتقر لأدنى مقومات الحياة، حيث ترعرعت وتعيش في قرية أم بطين التي كانت مسلوبة الإعتراف وبدون كهرباء ولا ماء، وأصبحت محاضرة وباحثة في موضوع علم النفس بين الثقافات والحضارات في برنامج إدارة وتسوية النزاعات في جامعة بن غوريون في النقب.
وفي حديث مع مراسل "كل العرب" قالت البروفيسور أبو كف، إنّها منذ ولادتها في قرية أم بطين ، دأبت على أن تحصل على أعلى العلامات، وكان حرم الجامعة بالنسبة لها حلم تريد تحقيقه. وتضيف: "حين بدأت التعليم كانت صعوبات بالاندماج في الأجواء الجامعية، والتأكيد على تطوير اللغة العبرية خاصة وأنني اعتبرت أن المحاضرين كانوا يتحدثون الصينية بالنسبة لي".
وأشادت أبو كف بوالدتها التي كانت تساعدهم في التعليم وتشدد على أهمية الدراسة وعلى الوظائف البيتية. وقالت: "رغم ظروف الدراسة – لم أتنازل عن أن أكون طالبة متفوقة لا ترضى إلا أن تصل إلى الأكاديمية".
أول أخصائية نفسية إكلينيكية من عرب النقب
البروفيسور أبو كف أول أخصائية نفسية إكلينيكية في المجتمع العربي-البدوي في الجنوب، أنهت اللقب الأول تخصص علم السلوكيات في جامعة "بن غوريون" عام 1999 حين كانت في الـ23 من عمرها، وحاصلة على اللقب الثاني في علم النفس العلاجي وعلى اللقب الثالث من جامعة بن غوريون في النقب (2004-2010).
في عام 2011-2012 حصلت على منحة فلبرايت المرموقة لدراسة ما بعد الدكتوراة في جامعة هارفارد. خلال فترة دراستها، بدأت بالعمل كمساعدة تدريس. وفي عام 2011 بدأت بالتطبيق العملي لمدة عام، في عيادة الطب النفسي في مستشفى سوروكا. أكملت دراستها ما بعد الدكتوراة في معهد الأنثروبولوجيا الطبية في جامعة هارفارد، بوسطن (2011-2012) كجزء من منحة فولبرايت.
وحول سفرها مع زوجها – جازي أبو كف - وأولادها الستة للبوست-دكتوراة في هارفارد، قالت أبو كف: "كانت تجربة عائلية رائعة بكل معنى الكلمة، حيث قوّت اللغة الإنجليزية لدي ولدى أولادي إلى جانب الانكشاف إلى الحضارات".
وردا على سؤال، لو كان الاختيار بين العائلة وبين البوست-دكتوراة أكدت أبو كف أنها كانت ستختار العائلة بالطبع، وستبحث عن بدائل أخرى.
عام 2013 دخل أسمها في قائمة أفضل عشر شباب مبدعين في مجلة ذا ماركير العالمية (The Marker). سفارة الولايات المتحدة في عمان أدرجت اسم الدكتورة سارة أبو كف ضمن قائمة 11 امرأة من مختلف مجالات العلوم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتكريمهن وتقديرهن للمساهمة في مجالات العلوم، وأيضا تم أدخالهم في قاعة النساء المشاهير للعلوم عام 2005. حازت على جائزة التعليم العالي في فئة الباحث الشاب عام 2006. أُدرج اسمها في قائمة فوربس الإسرائيلية للنساء المؤثرات عام 2018. وبذلك تكون سارة أبو كف المرأة العربية-البدوية الثانية من الجنوب التي تحصل على درجة بروفيسور بعد البروفيسور سراب أبو ربيعة، ابنة مدينة بئر السبع.
للبروفيسور سارة أبو كف رأي بكل ما يتعلق بقضية العنف المستشري في المجتمع العربي، وهي تقول إنّ علينا كمجتمع أن نفحص سبب كل جريمة على حدة.