الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 22:02

الأنروا تحتضر و حماس لا تكترث‎‎/ بقلم: فاضل المناصفة

فاضل المناصفة
نُشر: 25/02/22 17:35

في كل مرة تدق الأونروا ناقوس الخطر، عن وضعها المالي الحرج وحاجتها الماسة لدعم مالي قبل الدعم السياسي لاستكمال نشاطاتها في غزة المحاصرة، قبل أن تصل الى مرحلة الإفلاس بعد الشح المسجل في الموارد المالية وتأخر مساهمات العديد من الدول الأوروبية في تقديم حصصها من الالتزامات المقررة للإعمار ولإعالة الأسر الفقيرة.

بنبرة متحسرة، اعترف توماس وابث مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بأن المؤسسة الأممية تواجه خطرا وجوديا في ظل تخلي العديد من الدول عن التزاماتها المادية اتجاه الفلسطينيين وخصوصا مواطني القطاع، ولكن وفي حقيقة الأمر فان فاتورة التصعيد الأخير الذي جرت فيه حماس غزة الى الخراب قد أثقل كاهل الأونروا خصوصا انه تزامن مع وضع اقتصادي سيء للغاية انتجته الحالة الوبائية وإجراءات الاحتلال وتخبط حكومة غزة التي لا تقدم شيئا للقطاع بل تزيده المتاعب من خلال كل تحرك عسكري تقوده ضد الاحتلال.

لقد دفعت حماس أيضا بتصعيدها الأخير وحربها التي لم تحقق أي نتائج على أرض الواقع، الى تخلي الدول المانحة في ملف الاعمار عن دعم غزة وهذا ما لمح له توماس وايث، حبث أكد على أن "أونروا" استفادت من التمويل الذي وصلها خلال السنوات الماضية في إعادة إعمار المنازل المدمرة، غير أن الدول أخبرتها مؤخراً أنها لن تدفع المزيد من الأموال في هذا الملف، ويبدوا واضحا أن الدول المانحة قد استنتجت أنها تقدم أموالا لدعم منطقة واقعة تحت خطر التصعيد المستمر، وتحت تصرف منظمة اعيد ادراجها في خانة الإرهاب، لدى فان الحديث عن دعم غزة مجددا لن يفحل في تحقيق أي اعمار مادامت هناك نية دائمة لمواجهة جديدة كلما نضبت خزائن حماس.

ان جهود الأونروا لا ينكرها الا جاحد، لقد قدمت المؤسسة مساعدات نقدية تبلغ حوالي 15.2 مليون دولار لأكثر من 7155 عائلة لاجئة بهدف إصلاح منازلها المتضررة، كما وعدت بدفع مساعدات نقدية لإصلاح منازل أكثر من 7700 عائلة لاجئة بما في ذلك المنازل المتضررة بشكل طفيف قبل حلول نهاية مارس/ آذار القادم ويرجح أن تكون هذه المساعدات هي الأخيرة في الملف الاعمار نظرا لأن المساعدات على شحها لن تكفي مع توسع رقعة الفقر في قطاع يعيش فيه أزيد من مليون لاجئ تحت خط الفقر.

لقد ساهمت حماس بشكل كبير في زيادة العبأ على الأونروا وتجاهلت مسؤولياتها اتجاه الشعب الذي تحتجزه في غزة، وأكدت للقاصي والداني أنها حركة تستعمل كلمة المقاومة في غير محلها، فهي لا تقاوم الجوع والفقر والخراب بل تساهم فيه لأنها تعطي للاحتلال الفرصة تلوى الأخرى للتضيق عن أبناء شعبنا في القطاع، وتتبنى فكرة أنها تريد تحرير الأرض في حين ترسل الاف العمال من غزة للعمل في دولة الاحتلال وتنسق مع الاحتلال لرفع حصص العمال الغزيين لأنها لا تملك ما تقدمه لهم.

كان من الواجب أن تتحمل حماس مسؤوليتها بدل أن تلقي العبأ الكامل على الأونروا وتقود ضدها حملة إعلامية شرسة بشأن وجود نية لتصفية المؤسسة في ظل تقليص الخدمات وتراجع الدعم وعدم تغطية كامل اللاجئين في غزة واتهمتها أيضا بالتحول الى أداة أمنية سياسية في يد إدارة بايدن بعد قرار هذا الأخير لاعادة الدعم المادي للمؤسسة، وهي تدرك تماما بأن الوضع المالي الصعب للمؤسسة وتقليص المساعدات الدولية لغزة ماهو الا نتيجة لتصنيفها في خانة الإرهاب دوليا، لقد حولت حماس الأنروا الى مجرد مكنسة للدمار والخراب والفقر الذي جرته للقطاع .  

مقالات متعلقة