من المهم عند كتابة أي تقرير سياسي أن يتم الاتفاق من حيث البدء على الرؤية العامة والاستراتيجية من حيث الفكرة الجامعة، وكذلك الأمر على المسار النضالي المتبع للتطبيق.
ومن حيث البناء الانشائي للتقرير أو النص، أو الإطار العام فمن المتفق عليه أن يتم تقسيم النص، ولنقل الى عدة أبواب أو مجالات أو محاور مثل المحور الفلسطيني والمحور العربي والمحور الخارجي الدولي، وتصعد المحاور لتمثل عنوانًا رئيسيًا حسب تقدير معدي التقريرللأهمية والضرورة الحالية أو المستقبلية.
وعليه فنحن نقترح أن يكون التقرير لحركة فتح مشتملًا على المحاور التالية
1. نبذة أو خلفية تاريخية
2. مفاهيم فكرية
3. المراجعات والنقد
4. المحور الوطني الداخلي
5. المحور التنظيمي
6. المحور العربي
7. المحور الدولي الخارجي
وربما يأخذ التقسيم للمحاور غير ذلك كما أسلفنا، وفقًا لما تتفق عليه اللجنة المختصة بوضع أسس التقرير السياسي. فمثلًا إن رأى معدو التقرير أن المحور الإسرائيلي (الاحزاب والتعامل الحركي معها، الصهيونية...) يستحق بندًا رئيسا يمكن اشتماله أو حين تكون الفكرة وضع السياسات الامريكية بندًا رئيسًا وهكذا.
أما النقطة الثانية الواجب الالتفات لها فهو ألا يتحول التقرير الى مساحة سردية انشائية تطويلية بلا معنى، بل أن يتخذ الأسلوب الثلاثي المكثف والموجز ب(التشخيص ثم الاستنتاج ثم التوصيات أو تحديد التوجهات) الحركية المقصودة.
وفي النقطة الثالثة ذات الاعتبار ولغرض إبراز وإغناء قيمة المعاني والمصطلحات بعد الاتفاق عليها تبرز ضرورة تكرارها داخل النص، ما يعني وجود توجه واضح ومحدد.
ولا يجوز للصياغات أن تتوه بين المصطلحات المتباينة (مستعمرات أم مستوطنات، معاني الأرض والوطن والدولة والكيان السياسي والمساحة الجغرافية ...الخ والفروق بينها فيما هو البناء العقدي التعبوي وذاك السياسي الواقعي خادم الأول، أو ضمن فهمنا للاستراتيجية والتكتيك أو الهدف والوسيلة....).
دعني أقول أن الاستراتيجية التي تتبعها حركة فتح ضمن رؤيتها لتحقيق استقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والقانوني والدولي والواقعة تحت الاحتلال هو الاعتماد على الجماهير الفلسطينية وبناء التنظيم الصلب القادر على المواجهة وإعادة بناء المظلة العربية باستخدام وسائل المقاومة الشعبية، والدبلوماسية في المجال السياسي والرواية.
فإن كانت هذه الغاية الكبرى أو الاستراتيجية تمثل حقيقة التفكير وجب علينا توضيحها بعبارة قصيرة منذ البداية.
ليعلم معد التقرير كيف يسير وأين يتجه، ومن ثم كي يفهم القاري عضو المؤتمر سراطية (استراتيجية) الحركة،أو خطتها ورؤيتها العامة.
الناس عامة لم تعد تحتمل العبارات الكبيرة والمسهبة نتيجة عدم وعينا أو إدراكنا لمتغيرات الدنيا التي أتاحت المعلومات بتدفق كبير جعل الناس تتبرم بالجمل المحشوة والكلمات الكبيرة الرنانة بينما المطلوب حقًا هو الإيجاز غير المخل والتكثيف ذو القيمة، وبعبارات لا تناقض مع حقيقة الفعل الذي سنقوم به.
في محور المفاهيم الفكرية
دعني هنا أتعرض لمجموعة من المحاور المذكورة أعلاه انتقائيا ففي البند الثاني أي المفاهيم الفكرية إذ علينا توضيح-أوإعادة توضيح- المعاني والمصطلحات المتعلقة بمفهومنا للدولة الفلسطينية على المتاح من أرض فلسطين، وتوضيح حقيقة أن الأرض أو الجغرافيا أو المساحة المسماة فلسطين كانت ومازالت هي 27 ألف متر مربع، بينما الكيان السياسي=الدولة هو على جزء من الأرض، ويسندنا القرار 181 الذي يقرر أن الدولتين على أرض اسمها فلسطين، فلم يكم اسمها غير ذلك وستبقى، بغض النظر عن نزوعنا نحو الواقعية السياسية التي لا تتعارض مع الفهم العقدي الفكراني-الأيديولوجي وعليه تكون الواقعية السياسية أو المرحلية لخدمة العقيدة السياسية الثابتة ما هي أصل حركة فتح والايمان بفلسطين.
في ذات الإطار من الممكن العودة بصلابة لتوضيح معنى القرار الوطني المستقل في ظل الانفتاح العالمي وفي ظل تكسر أجنحة أمة العرب بدقة وروية وتكثيف.
كما الحال مع مفهوم الحق التاريخي والدولة الديمقراطية على كل الوطن أي كل فلسطين، وطرح مفهومنا مرة أخرى لمعنى تقرير المصير والكفاح المسلح ضمن الوسائل النضالية المختلفة التي يتم تبني أي منها وفق رؤية القيادة للمرحلة والقدرات والامكانيات.
لا يعيبنا ثانية تفسير معنى العمق العروبي الذي لولاه لما اجتزنا كثير من المطبات –وإن كان لبعض الانظمة دور في وضع هذه المطبات- كما من المطلوب أن نوضح في المؤتمر رؤيتا المكثفة للصراع العالمي وامكانية بزوغ نظام عالمي جديد وموقعنا كامة وشعب فيه، وفهمنا مرة ثانية للفكر الصهيوني العنصري الأبارتهايدي والتوسع على مساحة الامة....الخ.
في المحور الوطني الداخلي
في المحور الوطني الداخلي من الممكن أن نتعرض بنفس الآلية البنائية للنص الذي ذكرناها (تشخيص، استنتاج، توجه/توصية) وبأسلوب موجز ومكثف ومبسط وواضح وغير مبهم للنقاط التالية:
1. الوحدة الوطنية (وحدة الجماهير الفلسطينية، وحدة الشعب والقيادة)
2. المصالحة الفصائلية تطوراتها ومستقبلها
3. علاقة حركة فتح مع منظمة التحرير الفلسطينية
4. تصعيد المقاومة الشعبية، وآليات المقاطعة ونهج الصمود والثبات
5. دور المنظمات الشعبية، والمنظمات غير الحكومية
6. الموقف الحركي من السلطة الوطنية الفلسطينية (دعم مطلق، أم موجه، مرحلة أم ماذا؟...)
7. شكل العلاقة مع الجماهير ومؤسساتها المتنوعة (تساندية، إخضاعية، مفتوحة، مغلقة...)
8. فتح والعمل الدبلوماسي الخارجي
9. الموقف الفتحوي من قضايا النضال الوطني مقابل النضال الاجتماعي (المستعمرات، عصابات الإرهاب الصهيوني،المعاشات، دور المرأة، الفقر، المناطق المهمشة، الفساد،...)
10. فتح وروايتنا، الرواية الحقيقية لفلسطين
11. نحن والعمل الدبلوماسي
12. فتح وتبني الحل السياسي وآفاقه (المؤتمر الدولي، الحماية الدولية، الاستقلال....)
13. طبيعة العلاقة الحركية مع التنظيمات السياسية الفلسطينية
14. علاقات الحركة مع الشباب العربي والأممي
15. العلاقات الحركية مع احزاب وجماهير الامة العربية
ومن الممكن في المحور التنظيمي التفكير بالنقاط التالية
مساحة الحرية والديمقراطية بحركة فتح
الحركة والإعلام الالكتروني، والدبلوماسية الرقمية
تجديد الدماء في الأطر الآليات والافكار.... وهكذا