الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 00:02

الموقف الفلسطيني من الحرب الروسية- الأوكرانية/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 15/03/22 09:20

من نافلة القول ان ما يجري في أوكرانيا هو أحد تجليات الصراع على قيادة العالم بين أقطاب عدة، وعلى رأسها أمريكا والصين، والآن روسيا، التي استعادت وزنها ومكانتها وموقعها الذي فقدته بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وتحاول أمريكا وقف عجلة التاريخ ومنع إنهاء السيطرة الأحادية القطبية الأمريكية، معتمدة على ما تملكه وتتفوق به اقتصاديًا وثقافيًا وعسكريًا.

إننا نعيش اليوم في عالم، في مرحلة أفول القطب الواحد، بزعامة الولايات المتحدة الامريكية، ونلاحظ أن بايدن من أكثر المتحمسين للحرب، ولعدم التوصل إلى اتفاق عبر المفاوضات السلمية، ويقوم بعقوبات اقتصادية، ويجنّد دول العالم للانضمام إلى هذه العقوبات بهدف عزل ومحاصرة روسيا.

وفي ظل هذه التجاذبات يتعرض الفلسطينيون لضغوطات دبلوماسية لاتخاذ موقف من الحرب الروسية ضد اوكرانيا، وحتى الآن القيادة الفلسطينية لم تتخذ أي موقف رسمي بهذا الشأن، وهذا أفضل من موقف خاطئ.

وترى النخب السياسية والمثقفة الفلسطينية ان على الفلسطينيين تبني موقف حكيم وسليم يدعم مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، بما يتضمنه ذلك الدعوة لحل النزاعات والخلافات سلميًا من خلال الحوار وليس عسكريًا، والتأكيد على حق الشعوب في تقرير المصير كمبدأ لا يمكن المساومة عليه واحترام تطبيق وتنفيذ القانون الدولي بشكل قاطع وعادل على جميع الأنظمة والحكومات دون تمييز.

القيادة الفلسطينية لا تزال صامتة تجاه الموقف على المستوى الدبلوماسي، فعلى الرغم من التعاطف الشعبي الفلسطيني مع الشعب الأوكراني، وهذا امر طبيعي لشعب يعيش تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، ويعاني الابرتهايد والاعتقالات والاعدامات المدنية، بالرغم من هذا التعاطف يدرك الفلسطينيون أن أوكرانيا تساند وتدعم سياسات الاحتلال في تهويد القدس وتوسيع المستوطنات وعدوانه المتواصل على شعبنا وآخره العدوان على غزة، وتأييد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.

إن القيادة الفلسطينية تتوخى الحذر بشكل خاص في اتخاذ موقف منحاز لهذا الطرف او ذاك، كي لا تعرض المصالح الفلسطينية للخطر، فبالرغم من العلاقة الروسية الفلسطينية إلا أن السلطة الفلسطينية تفضل الصمت لأنها بحاجة للدعم الروسي والعالمي.

المصلحة الفلسطينية دبلوماسيا تتطلب مواصلة أقصى درجات ضبط النفس من خلال الصمت وعدم اتخاذ موقف سياسي رسمي، ومواجهة كل الضغوطات ضدها لاتخاذ موقف من الحرب في أوكرانيا. وفي كل الأحوال ان التأييد الفلسطيني والوقوف مع روسيا أو معارضة ما تقوم به لا يقدم ولا يؤخر، فالفلسطينيون أضعف من أن يؤثروا، خصوصًا في ظل ما تعانيه الساحة الفلسطينية من تشرذم وانقسام مدمر وتدهور في الوضع الفلسطيني العام.  

مقالات متعلقة